أخرج القصف الجوي الروسي والسوري الذي استهدف محافظتي إدلب وحماة، اليوم الأحد، أربع مستشفيات من الخدمة، نتيجة الدمار الذي ألحقه بها، وقتل ممرضاً ومدنياً في أحدها.
وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" إن، طائرة حربية روسية استهدفت مستشفى مدينة كفرنبل الجراحي بأربع ضربات جوية، ما أدى إلى مقتل ممرض ومراجع، وإصابة آخرين بجراح، وخروج المستشفى من الخدمة.
وأضاف أن، قصفاً مماثلاً طاول مستشفى نبض الحياة في بلدة حاس القريبة، وأخرجه من الخدمة بشكل كامل، واقتصرت الخسائر على الماديات.
كما أشار إلى أن، طائرة روسية قصفت مستشفى ترملا لأمراض النساء والأطفال في قرية ترملا، ما أدى إلى إصابته بأضرار جسيمة أدت إلى خروجه من الخدمة.
وفي وقت سابق اليوم استهدف الطيران المروحي التابع لقوات النظام مستشفى المغارة في بلدة كفرزيتا شمال مدينة حماة، ببراميل متفجرة أسفرت عن خروجه من الخدمة أيضاً.
وكانت المعارضة سلّمت روسيا إحداثيات المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في جولات "أستانة" للمحادثات.
ونقلت وكالة "سبوتنك" عن مصدر عسكري سوري أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ خلال 24 ساعة الماضية أكثر من 100 غارة جوية على مواقع وتحصينات وخطوط إمداد تنظيم "هيئة تحرير الشام" على كامل المحور الشمالي والشمالي الغربي لمحافظة حماة.
وأدى القصف الجوي والصاروخي الذي نفّذته روسيا وقوات النظام اليوم إلى مقتل 10 مدنيين في إدلب، وإصابة العشرات.
وتسبب تواصل القصف بنزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، باتجاه مخيمات النازحين في الشمال السوري.
وتواصل قوات النظام وروسيا ارتكاب المجازر في محافظتي إدلب وحماة، وتخرقان اتفاق "المنطقة المنزوعة السلاح" الذي توصّلت إليه تركيا وروسيا في مدينة سوتشي الروسية، يوم 17 سبتمبر / أيلول 2018.
وقال فريق “منسقي الاستجابة” في تقرير أمس السبت، إن القوات الروسية وقوات النظام استهدفت أكثر من 91 نقطة، من ضمنها 13 نقطة حيوية، تشمل أربع مراكز طبية ومشافي، ونقطتين للدفاع المدني ومخيمين للنازحين، وخمس منشآت تجري فيها العملية التعليمية.
وبدأت قوات النظام حملة تصعيدها، في 26 أبريل / نيسان الماضي، بعد ختام الجولة الـ 12 من محادثات “أستانة” التي لم تتفق فيها الدول الضامنة على تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وناشد اتحاد مجموعة المنظمات الإغاثية والطبية (UOSSM) مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2286 الذي ينص على حماية المنشآت الطبية وعمال الإغاثة، إضافة إلى الإفراج عن تمويل إنساني طارئ للمعونة الطبية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي لشمال غربي سورية.
وأوضح الاتحاد في بيان أنه، رصد خلال الـ72 ساعة الماضية، زيادة كبيرة في الغارات الجوية والقصف في كل من إدلب وحماة ما أدى إلى مقتل 77 مدنياً ونزوح أكثر من 150 ألف في الأيام السبعة الماضية.
وأضاف أن معظم المدن في شمال حماة يتم إخلاؤها بالكامل تقريباً، نحو مناطق مكتظة بالسكان، وتفتقر إلى المخيمات والمساكن للنازحين الجدد، مما يترك أعداداً كبيرة بلا مأوى.
كما أشار إلى تعرض خمس منشآت طبية وخمس مدارس للقصف وخروجها من الخدمة هذا الأسبوع، كما أوقفت العديد من المستشفيات والمدارس عملها، تشمل المرافق الطبية الخمسة التي تم استهدافها وإيقافها "مشفى اللطامنة، مشفى قلعة المضيق، مركز الهبيط للرعاية الصحية الأولية، مركز قاسطون للرعاية الصحية الأولية، والوحدة الجراحية في كفر نبودة".
ولفت إلى أن أكثر من 3.5 مليون شخص بمن فيهم 350 ألف يعيشون في مخيمات اللاجئين، وتعاني المنطقة من نقص حاد في الرعاية الصحية والغذاء والمأوى والصرف الصحي ولا يمكنها تحمل المزيد من عدم الاستقرار.
وحذّر الطبيب حسام الفقير رئيس المنظمة، من أنه إذا سُمح لهذه الاستهدافات بالاستمرار، فلن تكون النتيجة مثل أي شيء رأيناه في السنوات السبع الأخيرة من الحرب وبالأخص الإبادة الجماعية لآلاف المدنيين وتشريد الملايين إلى البلدان المجاورة.
وبيّن أن معركة إدلب وأزمة اللاجئين التي ستخلقها ستهدد السلام والأمن العالميين، وعلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و المكلف بدعم السلام والأمن العالميين أن يقوم باتخاذ خطوات استباقية لضمان إلغاء معركة إدلب وحلها بشكل سلمي على الفور.