أصدر القضاء العراقي، اليوم الأحد، حكماً بالإعدام بحق النائب السابق عن محافظة الأنبار أحمد العلواني، فيما انتقد سياسيون عراقيون القرار، محذّرين من تداعياته على ملف المصالحة الوطنية، وأكدوا أنه يخدم تنظيم "الدولة الإسلامية"، في وقت حذر فيه شيخ عشيرة البوفهد، رافع الفهداوي، من مجزرة جديدة قد ترتكب بحق أبناء عشيرته التي تقاتل تنظيم "داعش" منذ عدة أشهر.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية، القاضي عبد الستار البيرقدار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الحكم على العلواني، أصدرته محكمة الجنايات المركزية، وفقاً للمادة 406 من قانون العقوبات"، موضحاً أنه "قابل للتمييز، وبعد أن يكتسب الحكم الدرجة القطعية، سيتم إرساله إلى رئاسة الجمهورية لإصدار مرسوم جمهوري لتنفيذه".
وكانت قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، اعتقلت العلواني في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من منزله في الأنبار، بعد اشتباكات مع عناصر حمايته، قتل خلالها خمسة منهم بينهم شقيقه، واتهم بقتل وإصابة عدد من أفرادها أثناء عملية الاعتقال.
وكانت الهيئة الأولى في المحكمة الجنائية المركزية وجهت في 19 يناير/كانون الثاني 2014، الاتهام "رسمياً" إلى العلواني بقضايا "إرهابية"، ووكّل العلواني محامي الرئيس السابق صدام حسين، بديع عارف، للدفاع عنه.
وفي هذا السياق، أوضح عضو مجلس محافظة الأنبار، حميد أحمد هاشم العلواني لـ"العربي الجديد"، أنّ "قرار المحكمة قرار مفاجئ وجائر وسياسي بامتياز".
وأضاف أنّه "كان من المفترض بالحكومة أن تراعي ما يدور في محافظة الأنبار من ظروف صعبة، وتراعي ما يواجهه أبناء المحافظة وأبناء عشيرة البوعلوان تحديداً، وهم صدوا يوم أمس هجوم داعش على مدينة الرمادي، وقدموا العديد من الشهداء في سبيل صدّ داعش".
وأكد أن "أحمد العلواني هو أحد شيوخ البوعلوان، وأن القرار المفاجئ سيؤثر على معنويات المقاتلين من أبناء المحافظة وأبناء عشيرته، وستكون له تداعيات سلبية على سير المعارك في الأنبار"، مبيناً أنّ "توقيت القرار سيقدم خدمة مجانية لداعش".
من جهتها، اعتبرت القيادية في الكتل الكردستانية، شايان محمد طاهر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القرار "لا يصب في مصلحة البلد". وأشارت إلى أن "الوضع العراقي الحالي بحاجة إلى بذل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية، وأنّ هكذا قرارات ستؤثر سلباً على إيجاد الأرضية المناسبة لتحقيق المصالحة"، لافتة إلى أنّه "كان من المفترض التأنّي في إصدار الحكم".
ويأتي القرار في وقت تعيش فيه محافظة الأنبار ظروفاً صعبة، نتيجة قتال تنظيم "الدولة الإسلامية". وتتهم الحكومة بالتقصير لناحية تسليح أبناء عشائر المحافظة.
في غضون ذلك، حذر شيخ عشيرة البوفهد، رافع الفهداوي، خلال حديث مع "العربي الجديد" من مجزرة جديدة قد ترتكب بحق أبناء عشيرته التي تقاتل تنظيم "داعش" منذ عدة اشهر مماثلة للتي حدثت في هيت بحق البونمر.
وأكد أن "أبناء عشيرته صدوا أكثر من هجوم للتنظيم، وقتلوا العشرات من عناصره في المعارك المستمرة في الرمادي منذ الجمعة الماضية"، داعياً "وزارتي الداخلية والدفاع إلى إرسال تعزيزات عاجلة إلى محافظة الأنبار".