ودخلت، فجر اليوم الاثنين، قوافل عسكرية أميركية قادمة من سورية، وذلك بعد أيام من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من الأراضي السورية.
وقال المقدم فرهاد أحمد، من قوات البشمركة في مدينة دهوك، لـ"العربي الجديد"، إن القوافل الأميركية تصل لعشرات المدرعات والعربات القتالية الأخرى دخلت العراق عبر دهوك، واستقرت في معسكر ضخم قرب مدينة بردرش ضمن قضاء شيخان، الواقع على بعد 70 كم شمال أربيل، ونحو 50 كم شرق الموصل، ويتبع إداريا لمحافظة نينوى، لكن القوات الكردية تسيطر عليه منذ سنوات ضمن ملف أزمة المناطق المتنازع عليها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، مؤكدا أن طائرات مروحية وأخرى قتالية أميركية أمنت مرور الأرتال العسكرية التي يرافقها عدد كبير من الجنود.
ونقلت وكالة "رويترز"، في وقت سابق، عن شهود عيان قولهم إن نحو 100 عربة مدرعة أميركية شوهدت، الاثنين، وهي تدخل الأراضي العراقية عن طريق إقليم كردستان قادمة من سورية. ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن العربات كانت تنقل جنودا ومعدات.
مسؤول عراقي رفيع في بغداد قال، لـ"العربي الجديد"، إن جزءا كبيرا من القوات الأميركية المنسحبة من سورية ستنخرط ضمن برنامج التحالف الدولي والقوات الأميركية لـ"تعزيز قدرات العراق الدفاعية وترسيخ الأمن في البلاد ومحاربة بقايا تنظيم داعش"، مؤكدا أن دخول الجيش الأميركي عبر محافظة دهوك بإقليم كردستان، شمالي العراق، تم بتنسيق مع السلطات العراقية، وأن "هناك قوافل أخرى ستعقبها خلال الساعات المقبلة".
وأضاف أن "العراق يرتبط مع واشنطن باتفاقية تعاون أمنية مشتركة، وهذا الإجراء هو من صلب تلك الاتفاقية"، كاشفا عن أن "جزءا كبيرا من تلك القوات ستتركز في غرب العراق في قاعدة (عين الأسد)، وموقع أميركي متقدم لرصد ومراقبة الأنشطة الإرهابية في عكاشات التابعة لبلدة القائم على الحدود العراقية السورية".
من جانبه، قال الأمين العام لوزارة البشمركة في إقليم كردستان، جبار الياور، إن القوات الأميركية لن تبقى في الإقليم.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن الياور قوله إن "المعلومات المتوفرة لدى قوات البشمركة بشأن القوات الأميركية القادمة من سورية أن وجودها سيكون مؤقتا لتصل بعدها إلى غرب الأنبار".
ووفقا للعضو السابق في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حامد المطلك، فإن انتقال القوات الأميركية من سورية إلى العراق لم يكن اعتباطيا، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أنه "ليس ببعيد عن الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن".
وبين المطلك، وهو سياسي من الأنبار، أن الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد قد تتسبب بظهور خلايا لتنظيم "داعش"، مضيفا أن "القوات العراقية تحتاج للدعم الأميركي لمواجهة التنظيم".
على الجانب الآخر، أثار دخول القوات الأميركية الجديدة من سورية إلى العراق اعتراضات من كتل وقوى سياسية عراقية محسوبة على إيران.
وقال النائب عن تحالف "البناء"، عبد عون، إن الهدف من نقل قوات أميركية من سورية إلى العراق هو "إكمال لمشروع تنظيم داعش"، بحسب قوله، مشيرا، خلال تصريح صحافي، إلى أن "الأميركيين ينظرون إلى العراق على أنه حديقة خلفية لقواتهم".
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الأحد، إن جنود بلاده يغادرون سورية حاليا باتجاه مناطق غرب العراق، مؤكدا أن القوات الأميركية تواصل مهمة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد إسبر للصحافيين أنه من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سورية، والتي يبلغ عددها 1000 جندي، إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد عناصر تنظيم "داعش"، والمساعدة في الدفاع عن العراق، مضيفا أن "الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق".