وقد سبق منطقة جنوب دمشق عدد كبير من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، فتمت استعادتها بفرض اتفاق استسلام من خلال الاستعانة بقوة احتلال أجنبي، إما إيراني أو روسي. فبعض المناطق تم تخييرها بين الموت جوعاً أو الاستسلام والتهجير، كما حصل في داريا والمعضمية وجنوب دمشق والكثير من المناطق التي حوصرت بغرض فرض اتفاق استسلام عليها، وبعضها الآخر التي يصعب تجويعها بالحصار، تم تخييرها بين التدمير أو الاستسلام، كريف حمص الشمالي وغوطة دمشق الشرقية وتالياً جنوب سورية.
إنّ فرض اتفاقيات بالقوّة ربما يعطي انطباعاً بالانتصار لدى أنصار النظام فقط، ولكنه في حقيقة الأمر هزيمة كبرى له، لأنه لا يشكّل أرضية لتسوية أو حلّ مستدام قد يؤدي إلى صناعة حلّ سياسي حقيقي، كون القبول به قد جاء بالإكراه. وهو الأمر الذي سيبقي حالة الاحتقان الشعبي قائمة وفي حالة تصاعدية، كما سيبقي على كل المشاكل التي خلفتها الحرب من وجود ملايين اللاجئين في الخارج، والذين لا يثقون بالنظام ولا يقبلون بالعودة، بالإضافة إلى مئات المدن والبلدات المدمرة التي لا قدرة للنظام ولا لحلفائه على إعادة بنائها، فيما الدول القادرة على المساهمة في إعادة الإعمار تشترط عدم وجود نظام بشار الأسد كي تساهم فيه. ويجعل هذا الأمر من موضوع السيطرة العسكرية وفرض اتفاقيات بالقوة عبارة عن مسكّنات آنية لا ترقى إلى مستوى حلّ، كما يجعل تلك المناطق قابلة للخروج عن السيطرة في أي لحظة.