واستهدفت طائرات مروحية، تابعة للجيش العراقي، مدينة الفلوجة، التي تبعد 55 كيلومتراً غرب بغداد. وتخضع المدينة لسيطرة خليط من الفصائل المسلحة، منذ مطلع العام الجاري، عقب اشتباكات مع قوات الجيش، اندلعت إثر قيام وحدة عسكرية بقتل عدد من المواطنين المتظاهرين، احتجاجاً على اقتحام ساحات الاعتصام في مدينة الرمادي المجاورة.
وقال رئيس الأطباء في مستشفى الفلوجة العام، الدكتور أحمد الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن "20 قتيلاً و45 جريحاً، جميعهم من المدنيين قتلوا بسلسلة القصف الجوي الذي استهدف مدينة الفلوجة، خلال الساعات الماضية".
وأوضح:"من بين الضحايا عدد كبير من النساء والأطفال وكبار السن، واستهدفت أحياء سكنية وأسواقاً شعبية وسط الفلوجة وجنوبها".
من جهته، قال عضو المجلس المؤقت لإدارة الشؤون المحلية في الفلوجة، أحمد الجميلي، إن "16 برميلاً أُلقي على الفلوجة، وانفجر منها ثلاثة، فيما انفجرت الأخرى على أحياء الأندلس، والجولان، والوحدة، والنزال، الصناعي، والسوق الشعبي، فضلاً عن شارع الكورنيش الذي يضم معارض لبيع السيارات المستعملة".
وأوضح أن "أربع نساء وسبعة أطفال من بين القتلى، وهناك أعداد كبيرة أيضاً، من هذه الشريحة، جرحى يعالجون في المستشفى، التي لم تعد آمنة هي الأخرى من القصف الجوي".
وأدى القصف، الذي يُعدّ الأعنف على مدينة الفلوجة منذ نحو ثمانية أشهر، إلى تدمير خطوط نقل الطاقة والمياه، وألحق دماراً هائلاً بمستودع للمواد الغذائية ومعملاً لإنتاج الدقيق.
وهذه المرة الأولى، التي تتمكن فيها وسيلة إعلامية من نقل وقائع القصف على مدينة الفلوجة، بسبب منع إحدى الفصائل المسلحة المتشددة من التصوير أو نقل ما يجري داخل الفلوجة.
ويظهر في التصوير اللحظات الأولى لسقوط أحد البراميل المتفجرة على حي الأندلس، جنوب غربي الفلوجة، وسط اضطراب في حركة المواطنين داخل الدخان والغبار المتصاعد. ويظهر تصاعد دخان كثيف من جانب مجمع حكومي يضم مدارس ثانوية ومركزاً لإيواء ذوي الحاجات الخاصة.