وتحولت مقرات حزب "العدالة والتنمية"، "الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال"، إلى خلايا عمل لن تهدأ قبل صدور النتائج النهائية للانتخابات خلال الساعات المقبلة.
وتجمّع ما لا يقل عن 100 شخص أمام مقر حزب "العدالة والتنمية"، قرابة الساعة الثامنة مساء (أي بعد ساعة واحدة من إقفال الصناديق)، حيث نصبت شاشة عملاقة أعلى المدخل تبث ما تنقله أبرز المحطات التلفزيونية المغربية على أمل تمرير الوقت حتى ظهور النتائج.
وتوزع الحاضرون أمام المقر بين أنصارٍ يريدون معرفة النتائج وصحافيين ينتظرون السماح لهم بالدخول إلى المقر وتغطية متابعة الحزب لعملية فرز الأصوات، بينما كان أعضاء "العدالة والتنمية" يتوافدون تباعاً إلى المقر، أما في الداخل فبدا المقر خلية عمل لا تهدأ.
وحاولت لجان متابعة فرز الأصوات والتي تعمل خلف أبواب مغلقة جمع نتائج فرز الأصوات أولاً بأول من خلال اتصالات بالمندوبين، الذين شاركوا في مراقبة عمليات الفرز والطاقم الإعلامي المواكب للاستحقاق الانتخابي. كما توزع رجال التنظيم بين الغرف، تميزهم بطاقات سوداء وبنفسجية يعلقونها على صدورهم وتحدد مهماتهم. في حين يتناقش صحافيون حول النتائج المرتقبة وسيناريوهات ما بعد إعلانها فضلاً عن تساؤلات عن أسباب تأخر وزارة الداخلية في إعلان نسب التصويت.
وبالتزامن مع ذلك، وصل رئيس الحكومة، الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران إلى المقر، مرتدياً الزي التقليدي المغربي (الدراعية) ملعناً أنّ الأصوات التي نالها الحزب نسبها جيدة، وأن حياته السياسية لم تتنه في ما عدّ أول إشارة إلى اتجاه حزبه للفوز، لا سيما أن بنكيران كان قد أعلن قبل يوم من بدء التصويت أنه سيعتزل إذا لم يتصدر الحزب الانتخابات. وتوالت بعد ذلك تصريحات مسؤولي الحزب التي تؤكد تصدره الانتخابات.
وفي مقابل الحماسة لدى أعضاء وأنصار حزب "العدالة والتنمية"، كان الوضع أكثر هدوءاً داخل مقر حزب "الاستقلال". وتولى المتحدث باسم الحزب، عادل بن حمزة، التصريح إلى المؤسسات الإعلامية المختلفة التي تنتظر دورها للتسجيل معه، بينما كانت تجلس في شمال القاعة الرئيسية شابة أمام جهازها المحمول والى جوارها شاب آخر يركز بصره على شاشة جهازه، في الوقت الذي لم يكن هاتفه يتوقف عن الرنين أمامه، ليتبين أنه يتولى مهمة منسق خلية الإعلام في حزب الاستقلال المكلفة بتلقي نتائج الانتخابات المركزية، ويدعى باسم أسامة العلوي الإسماعيلي.
وأوضح الإسماعيلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، آلية عمل الماكينة الانتخابية للحزب؛ والتي يقدّر عدد المنضوين فيها بقرابة 120 فرداً. وأشار إلى أنّ العملية تعتمد بشكل أساسي على "المشرفين" الذين تناط بهم مهمة جمع المعطيات من الدوائر، بما في ذلك عدد أصوات المقترعين الصحيحة وعدد الأصوات الملغاة ونسب التصويت، اعتماداً على محاضر المكاتب المركزية للتصويت في كل الدوائر.
ولفت إلى أنّ المفتشين الذين يبلغ عددهم 92 بنفس عدد الدوائر الانتخابية المغربية ينقسمون إلى 12 جهة (مجموعة مناطق ومدن مغربية)، مضيفاً أنّ كل جهة لديها "متلقٍ" يتصل بالمفتشين التابعين لجهته يأخذ منهم كافة المعلومات، ثم يمررها إلى خلية كبرى مركزية تتولى تسجيل وجمع الأصوات ثم ترسلها إلى لجنة العرض المباشر لنتائج الانتخابات.
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه الماكينات الانتخابية، قال الإسماعيلي إنّها تتعلق بالتوقيت، خصوصاً عندما تصل النتائج متأخرة أو تحول معوقات دون توفرها بسرعة، بسبب أعطال الشبكة الهاتفية أو الإنترنت.
ولوحظ داخل مقر حزب "الأصالة والمعاصرة"، أبرز الأحزاب المعارضة، حالة من الترقب والحذر، على الرغم من تجمع المئات من أنصار وأعضاء الحزب في باحته الخارجية، حيث نصبت خيم كبيرة لاستقبالهم، فيما توزع الصحافيون داخل إحدى القاعات الداخلية ينتظرون إفصاح الحزب عن نتائج أولية ولو جزئية، خصوصاً أن اللجنة المكلفة بتلقي تقارير فرز الصناديق يصعب الوصول إليها.
واكتفى المتحدث باسم الحزب، خالد أدنون، بإعطاء التصاريح للصحافيين حول تقييم الحزب للعملية الانتخابية من دون إعلانه عن نتائج واضحة، على الرغم من أنّ الساعة كانت قد تخطت الحادية عشرة ليلاً (4 ساعات بعد بدء عمليات الفرز).
وأوضح أدنون، لـ"العربي الجديد"، آلية عمل الماكينة الانتخابية للحزب، لافتاً إلى أنّه تم تنظيم الحزب هيكلياً على غرار التنظيم المعتمد في التراب المغربي، أي أن الحزب مقسم إلى 12 جهة، ويتواجد في كل جهة عدد من الفروع يوازي التقسيم الإداري المعتمد من قبل الدولة للأقاليم داخل الجهات.
وأشار إلى أنّه في ما يتعلق بالماكينة الانتخابية، فإن كل فرع في هذه الأقاليم يرفع تقريره عن نتائج الفرز في الدوائر التي يتواجد فيها إلى اللجنة الحزبية في الجهة التي تقوم بدورها برفعها إلى اللجنة المركزية، والتي تتولى رفعها إلى المكتب الفدرالي، الذي يجمع الأرقام التي تصله ثم يحيلها إلى المكتب السياسي للاطلاع عليها.