موقفي من كرة القدم حيادي. وقد يكون حيادياً سلبياً أحياناً. لا تعنيني كثيراً هذه الرياضة. ومع ذلك باتت تشكّل جزءاً أساسياً من حياتي. بتّ أعرف التكتيكات وأساليب التدريب وأسماءها. أعرف المنتخبات والفرق وأسماء اللاعبين. تشكل مباريات كرة القدم محور معظم السهرات. ولم يسبق أن أعرت الموضوع أي اعتبار جندري باستثناء أنها ليست من هواياتي أو من هوايات معظم النساء اللواتي أعرفهن.
وحدث أن كنا في حديث صباحي مع الأصدقاء دار حول آخر التطورات في فرق كرة القدم وانتهاء عقد بيب غوارديولا مع فريق بايرن ميونخ، ليتساءل أحدهم: "لماذا لا يوجد فِرق كرة قدم مختلطة جندرياً؟". بالفعل. لماذا لا تلعب النساء في نفس الفريق مع الرجال؟ أو لماذا لا يلعب فريق من النساء مع أو ضد فريق من الرجال مثلاً؟
استوقفني الأمر، ودخلت إلى مواقع الفيفا واتحاد كرة القدم، ليتبيّن أن الاتحاد يضع حداً للعمر الذي يمكن فيه للفتيات والصبيان أن يلعبوا معاً في نفس فريق كرة القدم. يطلب الاتحاد من البلدان كل فترة تحديد الحد الأقصى للعمر الذي يمكن فيه "الاختلاط". يمكن للفتيات في بعض البلدان التي تضع مثل هذه الحدود، أن تلعب بشكل تلقائي مع الصبيان حتى عمر 17 سنة كحد أقصى (مثل ألمانيا وإيطاليا)، أو 19 سنة مثل سويسرا. الدنمارك من البلدان التي لا تضع مثل هذه الحدود أو الفواصل "الوهمية" بين الفتيات والصبيان في الرياضة.
في سياسة عدم "الاختلاط" وتحديد حد أقصى للعمر الذي يمكن فيه للعبة كرة القدم أن تكون مشتركة دلالة كبيرة على تعليب ثقافي ومجتمعي مسبق ومسقط للقدرات والهوايات والمهارات. حين تحصر خيارات النساء في لعب كرة القدم مع فريق نسائي، فإنه دلالة ثقافية على أن المجتمع لا يعتبرهن قويات كفاية ليواجهن الرجال، أو غير كفوءات مثلاً لمثل هذه المواجهة في الملعب. وربما كانت هناك اعتبارات أخرى على قاعدة أيديولوجية أو "أخلاقية" ما.
الواقع أن الأمر لا يقتصر على كرة القدم فحسب. الكثير من الرياضات الاحترافية غير مختلطة، مثل الملاكمة، والغولف، والبولينغ، والبيليار. إذا كان الدافع من الفصل الاعتبارات الجسمانية وعدم تكفاؤها، ماذا يمكن القول في ما يخص البولينغ أو البيليار؟ هي إذاً اعتبارات جندرية ثقافية تساهم في تعزيز هذا الفصل. ربما يجب إعادة النظر في قاعدة التكافؤ والمساواة في الرياضة، بأن تكون على قاعدة الفرص وليس الأداء.
(ناشطة نسوية)
اقرأ أيضاً: هذه ليست لعبة
وحدث أن كنا في حديث صباحي مع الأصدقاء دار حول آخر التطورات في فرق كرة القدم وانتهاء عقد بيب غوارديولا مع فريق بايرن ميونخ، ليتساءل أحدهم: "لماذا لا يوجد فِرق كرة قدم مختلطة جندرياً؟". بالفعل. لماذا لا تلعب النساء في نفس الفريق مع الرجال؟ أو لماذا لا يلعب فريق من النساء مع أو ضد فريق من الرجال مثلاً؟
استوقفني الأمر، ودخلت إلى مواقع الفيفا واتحاد كرة القدم، ليتبيّن أن الاتحاد يضع حداً للعمر الذي يمكن فيه للفتيات والصبيان أن يلعبوا معاً في نفس فريق كرة القدم. يطلب الاتحاد من البلدان كل فترة تحديد الحد الأقصى للعمر الذي يمكن فيه "الاختلاط". يمكن للفتيات في بعض البلدان التي تضع مثل هذه الحدود، أن تلعب بشكل تلقائي مع الصبيان حتى عمر 17 سنة كحد أقصى (مثل ألمانيا وإيطاليا)، أو 19 سنة مثل سويسرا. الدنمارك من البلدان التي لا تضع مثل هذه الحدود أو الفواصل "الوهمية" بين الفتيات والصبيان في الرياضة.
في سياسة عدم "الاختلاط" وتحديد حد أقصى للعمر الذي يمكن فيه للعبة كرة القدم أن تكون مشتركة دلالة كبيرة على تعليب ثقافي ومجتمعي مسبق ومسقط للقدرات والهوايات والمهارات. حين تحصر خيارات النساء في لعب كرة القدم مع فريق نسائي، فإنه دلالة ثقافية على أن المجتمع لا يعتبرهن قويات كفاية ليواجهن الرجال، أو غير كفوءات مثلاً لمثل هذه المواجهة في الملعب. وربما كانت هناك اعتبارات أخرى على قاعدة أيديولوجية أو "أخلاقية" ما.
الواقع أن الأمر لا يقتصر على كرة القدم فحسب. الكثير من الرياضات الاحترافية غير مختلطة، مثل الملاكمة، والغولف، والبولينغ، والبيليار. إذا كان الدافع من الفصل الاعتبارات الجسمانية وعدم تكفاؤها، ماذا يمكن القول في ما يخص البولينغ أو البيليار؟ هي إذاً اعتبارات جندرية ثقافية تساهم في تعزيز هذا الفصل. ربما يجب إعادة النظر في قاعدة التكافؤ والمساواة في الرياضة، بأن تكون على قاعدة الفرص وليس الأداء.
(ناشطة نسوية)
اقرأ أيضاً: هذه ليست لعبة