وبجريرة العداء "للاجئين الإرهابيين المجرمين"، وهي تسمية عادية في شوارع المجر، تعرض عدد من غجر المجر إلى اعتداءات عنصرية، ظن المهاجمون أنهم مسلمون، بسبب الهيئة ولون البشرة. ووعد أوربان، بعد احتجاج منظمات تدافع عن هؤلاء، "بإيجاد حل لها، بحيث لا يجري الخلط بينهم وبين هؤلاء"، وليس وقف الاعتداءات أو إدانتها. ويشكو سلطان سلوق، وهو مجري الأصل واعتنق الإسلام، من أن "التحريض في الصحف ووسائل التواصل والملصقات أكبر من أن يستطيع الناس مواجهته. وقلقنا أن يؤدي هذا العنف إلى أن يقتل أحد المسلمين، وهو أمر لا نرغب بحدوثه لما يمكن أن يولده من ردود أفعال، كما حدث حين قُتل عدد من الغجر".
ويقف الاتحاد الأوروبي عاجزاً عن التأثير على سياسة المجر، رغم مطالبته بـ"ضرورة احترام الأقليات وثقافتها". وخلال الحملة للتصويت في الاستفتاء، قام حزب "فيدز" وحركة "يوبيك" بطباعة أربعة ملايين كتيب وزعت على معظم المنازل في البلد، بعنوان "نحن من يقرر مع من نريد أن نعيش". وفيما لا يتجاوز عدد سكان المجر 10 ملايين نسمة، فإن مئات آلاف المجريين يعيشون كمهاجرين في دول عدة، بما فيها بريطانيا ودول الشمال، وهم أكثر بكثير من 40 ألف مسلم في البلد، معظمهم أتراك ومجريون في الأصل، بينما لا يتعدى العرب فيها بضعة آلاف. وأدى التحريض في الكتيب على من يُطلق عليهم "إرهابيين ومجرمين"، إلى رفض المجريين تأجير أي شخص غير مجري. وما فاقم الأمر أكثر، ذهاب مستشار الأمن القومي، جيورجي باكوندي، في خطبة انتخابية في منطقة سزولونك، إلى الادعاء بأن "30 بالمائة من 1.5 مليون لاجئ ومهاجر دخلوا أوروبا، هم إما إرهابيون أو مجرمون".