تحول الفندق الذي يقطن فيه الوفد السوري المعارض في مدينة جنيف السويسرية، إلى محج لا تقصده وسائل الإعلام المختلفة وممثلو الدول الداعمة للمعارضة فقط، بل يقصده أيضاً مختلف التجمعات واللوبيات السورية في المهجر، لإيصال رسائل الدعم السياسي للوفد المعارض بضرورة التمسك بعدم التنازل عن الانتقال السياسي وخروج عائلة الأسد من سورية.
ومن بين الوفود القادمة إلى مقر المعارضة في جنيف، التقى "العربي الجديد"، الطبيب زكي لبابيدي، وهو نائب رئيس المجلس السوري الأميركي، والذي يمثل السوريين الأميركيين ومقره في العاصمة الأميركية واشنطن.
ويوضح أنهم قدموا إلى جنيف لإيصال رسالة السوريين الأميركيين إلى الوفد المعارض، والمتمثلة بضرورة التمسك بالتوصل إلى حل سياسي، ينهي الحرب الدائرة في سورية بخروج الأسد من السلطة، والتوجه إلى حكم تعددي ديمقراطي غير طائفي يمثل كافة مكونات الدولة السورية الإثنية والدينية والمذهبية.
ويشير لبابيدي إلى أن "المجلس السوري الأميركي هو منظمة تمثل الجالية السورية في الولايات المتحدة تأسست عام 2005، وتضم أكثر من ألف عضو من أطباء ومهندسين ومحامين ومحاسبين وسوريين أميركيين آخرين، إضافة إلى وجود الآلاف من السوريين الداعمين للمجلس".
ويؤكد أن "الرسالة التي نود أن نوصلها للوفد المعارض تقوم على ضرورة التمسك بمبادئ المعارضة بالانتقال السياسي، وكذلك لتنسيق المواقف والتحركات بين الوفد والمجلس وبالذات في ما يخص الجانب الأميركي، حيث يعمل المجلس بشكل كبير على إقناع الإدارة الأميركية بضرورة زيادة الدعم لقوى المعارضة المعتدلة، والابتعاد عن قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، وكذلك زيادة الضغط على الأسد وحلفائه، عبر تكثيف اتصالاتهم بنواب الكونغرس ومجلس الشيوخ والخارجية وباقي مفاصل الإدارة الأميركية".
ويشدد نائب رئيس المجلس السوري الأميركي على أن "المجلس يدعو لإخراج جميع القوى الأجنبية من سورية، وبالذات المليشيات الإيرانية ومليشيات حزب الله".
كذلك يعتبر أن الإدارة الأميركية السابقة ارتبكت أخطاء كبيرة بتغاضيها عن "الخط الأحمر" والصمت عن قيام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، مبيناً أن "الإدارة الجديدة تعمل على خطة جديدة في ما يخص سورية، وأن المجلس السوري الأميركي يسعى لاستغلال هذه الفرصة لصالح الشعب السوري، من خلال الاستفادة من التوجهات الأميركية الجديدة المضادة لإيران". لكنه يستدرك بأن "الخطة الجديدة لن تكون جاهزة قبل 4 إلى ستة أسابيع، وأنهم يعملون بكل طاقاتهم لتوجيهها لصالح الشعب السوري".