يبدأ المحلفون، اليوم الثلاثاء، بمناقشة مصير المخرج الهوليوودي السابق، هارفي وينستين، في محاكمته البارزة في جرائم جنسية، والتي تمثل مفصلاً بالنسبة لحركة "مي توو" #MeToo المناهضة للتحرش والاعتداء.
ويواجه وينستين (67 عاماً) عقوبة السجن مدى الحياة، إذا دانته هيئة المحلفين التي تضم سبعة رجال وخمس نساء، في مدينة نيويورك الأميركية.
وإن أكثر من ثمانين امرأة اتهمن وينستين، أول رجل يُتهم بالاستغلال الجنسي إثر انطلاق حركة "#مي توو" ويواجه محاكمة جنائية، باعتداءات جنسية، منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2017. المنتج الهوليوودي ينكر كل التهم الموجهة ضده.
لكنه يحاكم في نيويورك في قضيتين مفترضتين فقط، إحداهما اغتصاب جيسيكا مان الطامحة لتكون ممثلة عام 2013، والثانية جنس فموي بالقوة على مساعدة الإنتاج السابقة ميمي هالي في 2006.
في هاتين الحالتين، بدا مفهوم التراضي مبهما أكثر مما هو عليه في غالبية محاكمات الاعتداءات الجنسية. فقد أقرت المرأتان خلال المحاكمة بأن كلاً منهما أقامت علاقة جنسية واحدة على الأقل بالتراضي مع وينستين، بعد الاعتداء المفترض. هذه التفاصيل تزيد من تعقيد القضية بالنسبة إلى هيئة المحلفين.
يجب أن تصل هيئة المحلفين إلى أحكام بالإجماع في كل قضية. إذا لم يتمكنوا من ذلك، فقد يُجبر القاضي على إعلان فشل المحاكمة.
وأدلت ست نساء منذ 22 يناير/كانون الثاني بشهاداتهن بدعوة من الادعاء، وأكدن أن المنتج السابق اعتدى عليهن جنسياً. وتستند قضية الادعاء إلى ما إذا كانت هيئة المحلفين تصدق النساء الست.
في المرافعات الأخيرة التي استمرت أكثر من أربع ساعات يوم الخميس، دعت محامية هارفي وينستين، دانا روتونو، أعضاء هيئة المحلفين إلى تبرئة المنتج الهوليوودي النافذ سابقاً، حتى لو كان القرار "غير شعبي" في زمن حركة "#مي تو"، بعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع بدت فيها مفاهيم الإكراه والرضا مبهمة في أحيان كثيرة.
واتهمت روتونو المدعين العامين باستحداث "عالم بديل" يعتدي فيه المنتج الذي حققت أفلامه 80 جائزة "أوسكار" على ممثلات شابات من دون توفير الأدلة التي تثبت أنه مذنب.
وقالت: "دخل هذا الباب بريئاً، وكان بريئاً عندما بدأ الشهود بالإدلاء بشهاداتهم وهو بريء فيما هو جالس هنا أمامكم الآن". وأضافت: "تحمست وسائل الإعلام كثيراً وكذلك الادعاء (..)، وأنتم مدعوون إلى اتخاذ قرار غير شعبي وتجاهل الضجة الإعلامية"، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" يومها.
في المقابل، قال ممثلو الادعاء، يوم الجمعة، إن هارفي وينستين استخدم مكانته كمنتج هوليوودي يملك نفوذاً كبيراً لاستغلال النساء اللواتي هاجمهن، في المرافعة الأخيرة من المحاكمة التي استمرت ثلاثة أسابيع، داعين إلى تصديق الضحايا اللواتي "لا يملكن أي دافع للكذب".
وقالت مساعدة المدعي العام، جوان إيلوزي أوربون، في اليوم الأخير من المرافعات الختامية: "اعتقد وينستين أنه سيد عالمه، والنساء اللواتي أدلين بشهادتهن هنا كنّ نملاً، ويمكنه أن يدوسهنّ بلا عواقب". وأضافت أن وينستين "اعتقد أن النساء كنّ يقفن في طابور للدخول إلى عالمه".
وشددت أوربون في مرافعتها التي استمرت ثلاث ساعات على أن النساء اللواتي ادعين عليه "لا يملكن أي دافع للكذب"، معتبرة أنهن "ضحّين بكرامتهن وخصوصيتهن وسلامتهن من أجل إيصال أصواتهن"، وفقاً لـ "فرانس برس" التي تتابع سير المحاكمة.