وكتب بيازيد
"الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
شكراً لكم بحجم السماء. اهتمامكم ومحبتكم غمرتني والله. مليميتر واحد ولم أكن لأكون بجانبكم اليوم. نصل السكين مرّ بجوار الشريان تماماً وفقدت الكثير من الدماء لكن الله لطف".
وأفاد بأنه كان في زيارة سريعة لإسطنبول لحضور مؤتمر الشرق، وبعد الانتهاء من المؤتمر كانت لديه محاضرة عامة حول صناعة الأفلام في جامعة مرمرة، ومن بعدها موعد مع رجل أعمال سوري اسمه غ.ع (لا يعرفه شخصياً) لتمويل فيلم النفق، وقد أخبره بأنه التقى به في زيارته الأخيرة لغازي عنتاب بعد عرض الأفلام العام.
وأوضح بيازيد أن رجل الأعمال أخبره بأسماء أشخاص مشتركين بينهما ما زاد ثقته به، ليتوجه بعدها هو وصديقه سلمة لحضور الموعد في نقطة أرسلت عبر خرائط غوغل، والتي من المفترض أنه كان تجمعاً راقياً من الشقق السكنية والفلل، لكن عند وصولهما للنقطة نفسها وجدا نفسيهما في أرض خالية تماماً.
وتابع بيازيد: "اعتقدنا حينها أن العنوان به خطأ ما، لنجد رجلاً يرتدي ملابس سوداء يقترب من السيارة وهو يبتسم وبيده جوّال يبدو أنه ضمن مكالمة ويريد إعطاءه لي.
سألني: (أستاذ محمد؟)، أجبته: نعم، وقمت بإنزال زجاج السيارة، ليقول لي وهو يعطيني الهاتف: (أ.غ يريد التحدث معك)، اعتقدت حينها أنه حارس مدخل المكان ومددت يدي لأفاجأ بيده الأخرى تندفع إلى صدري وبها سكّين. بسرعة كبيرة ملت بجسدي نحو اليسار باتجاه سلمة الذي كان يقود السيارة لتأتي الطعنة أعلى الصدر في الكتف الأيمن. السكين اخترقت جسمي بشكل كامل وخرجت من ظهري، وبالرغم من ذلك لم أشعر بشيء في أول ثانية، لكن عند سحبه للسكين شعرت بألم لا يوصف، وانتثرت الدماء في كل مكان في السيارة".
كما أشار إلى أن صديقه سلمة قاد السيارة حينها مسرعاً مبتعداً عن المكان، وتوجه إلى أقرب مستشفى، مضيفاً "وخلال الطريق اتصلت بسماح وأخبرتها بما حدث وباسم المستشفى التي نتوجه إليها، حينها بدأت أفقد الوعي فالنزف كان شديداً. لا أذكر آخر لحظات وصولنا للمستشفى لكن أذكر الضجيج المحيط بغرفة الإسعاف وهم يخرجونني من السيارة".
وبيّن أنه
مرّت ساعات في المستشفى وهو بين الوعي وعدمه، وبعد تلقيه العناية الطبية اللازمة، كانت الشرطة موجودة وأعطى إفادته لها.
وعن رحلة عودته للولايات المتحدّة (وهي رحلة مجدولة من أسابيع) في عصر اليوم التالي، بحسب تعبيره، فقد سأل الطبيب الجرّاح عن إمكانية سفره بعد 18 ساعة من إصابته تقريباً، فأخبره بأنه لا يفضّل هذا الأمر حيث إن النزيف لم يتوقف بشكل كامل، لكن السفر ممكن بشرط التأكد من حالة الجرح في منتصف الرحلة وتغيير الشاش الذي يحيط بالجرح. وبشرط أخذ المضادات الحيوية في وقتها وزيارة المستشفى فور وصوله.
وتوجه بيازيد بالشكر للحكومة وللشرطة التركية على متابعتهما الحثيثة للحادثة، وللمستشفى الذي عالجه مجّاناً. كما شكر الذين بادروا بإطلاق حملات خاصة لتمويل فيلمه، وقال "وهذا أمر تمّ بدون تنسيق معي وعلمت به وأنا في الطائرة. وهنا لدي 3 نقاط أريد قولها: شكر لمن قام بتنظيم هذه الحملات، وهي Pious Projects of America وموقع LaunchGood، وشكر لكل من ساهم وتبرّع لإنتاج الفيلم. لكن اسمحوا لي أن أعتذر عن عدم قبول هذه التبرّعات وسأتواصل مع منظمي الحملات لإعادة الأموال لأصحابها".