بعد الأنباء التي تواردت، منذ صباح السبت، عن وصول قوات المعارضة السورية المسلّحة إلى مركز مدينة إدلب وسيطرتهم على معظم أحيائها، أعلنت، أخيراً، ثلاثة فصائل مشاركة في غرفة "عمليات جيش الفتح"، أن إدلب مدينة "محررة" كلياً، وذلك بعد خمسة أيام من المعارك المحتدمة مع قوات النظام.
وأعلنت كلٌّ من حركة "أحرار الشام الإسلامية"، وألوية "أجناد الشام"، و"جبهة النصرة"، على حساباتها الرسمية عبر موقع "تويتر"، "السيطرة الكاملة على مدينة إدلب، وبدءها مطاردة عناصر قوات النظام الهاربين"، كما أنّها نشرت صوراً وفيديوهات لأحياء المدينة، تُسمع فيها أصوات التكبيرات التي انطلقت "احتفالاً بالنصر".
وأوضح الناشط الإعلامي من إدلب، شريف الشيخ، لـ "العربي الجديد"، أنّه "وبعدما دخل الثوّار، صباح اليوم، المربع الأمني وسط المدينة، دارت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، انتهت بوقوع عناصر الأخيرة بين قتيل أو جريح أو أسير، فيما تمكّن آخرون من الهرب".
وفي هذا السياق، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنّ "مدينة إدلب أصبحت ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عامين"، مشيراً إلى أن "معارك إدلب، اليوم، أسفرت عن مقتل وأسر عدد من عناصر قوات النظام، فضلاً عن مقتل سبعة مقاتلين على الأقل للكتائب الإسلامية المعارضة".
في المقابل، أفادت وكالة "الأنباء الرسمية" (سانا)، عن مصدر عسكري، بأن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تنفذ عملية إعادة تجميع جنوب إدلب، استعداداً لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين من تركيا"، في حين أتت وسائل إعلامية أخرى موالية للنظام على ذكر أنّ "الجيش العربي السوري يخوض معارك ضارية لإعادة الوضع في المدينة كما كان عليه".
وتقع مدينة إدلب إلى الجنوب الغربي من محافظة حلب، شمالي سورية، وتبعد عن دمشق نحو (330 كيلومتراً)، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تدخل فيها قوات المعارضة المسلّحة إلى المدينة منذ اندلاع الثورة السورية، قبل أربع سنوات.