تتوقع وزارة الفلاحة والصيد البحري في المغرب، أن يصل حجم مبيعات الأغنام والماعز بمناسبة عيد الأضحى إلى حوالى مليار دولار (10 مليارات درهم مغربي).
وأشارت الوزارة إلى أن تلك الإيرادات التي تأتي ممّا تنفقه الأسر المغربية من أجل شراء الأضاحي، ستساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في القرى في سياق متسم ببداية الموسم الزراعي الجديد.
وقدّرت وزارة الفلاحة والصيد البحري العرض من الأغنام والماعز لعيد الأضحى بحدود 8.8 ملايين رأس، منها 5 ملايين رأس من ذكور الأغنام و3.8 ملايين رأس من الماعز وإناث الأغنام.
في الوقت نفسه، اعتبرت الوزارة أن الطلب على أضاحي العيد يناهز 5.30 ملايين رأس، منها 4.80 ملايين رأس من الأغنام، و520 ألف رأس من الماعز.
وتبني الوزارة تقديرها للعرض من الأضاحي بالاستناد إلى الإحصائيات التي تتوفر لديها، وذبائح الأغنام والماعز في العام الماضي، ونسبة الولادات التي تم تسجيلها في مختلف مناطق المملكة.
واستطلعت "العربي الجديد" آراء بعض مربي المواشي بمنطقة "بني مسكين" التي تبعد عن الدار البيضاء بحدود 140 كيلومتراً، حيث أكدوا وفرة العرض من الأغنام في العام الحالي، على اعتبار أن التساقطات المطرية التي شهدها المغرب ساهمت في توفر الكلأ الذي دفع مربي المواشي إلى عدم بيع ما توفر لديهم قبل العيد.
ويشير عمر الفاطمي، الذي تختص أسرته بتربية المواشي بتلك المنطقة، إلى أن وفرة العرض ستنعكس على الأسعار التي يمكن أن تنخفض بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، وإن كان يعتقد أن أسعار بعض الأصناف مثل "الصردي"، الذي تشتهر به منطقة بني مسكين، ستظل الأعلى في السوق.
اقرأ أيضاً: مغاربة يبحثون عن رزقهم في التين الشوكي
ويعتبر الفاطمي أنه يصعب الحديث عن أسعار الأضاحي على بعد أسبوع من عيد الأضحى، حيث تختلف حسب المناطق والأصناف، كما أنها قد ترتبط بالفترة التي يحصل فيها الموظفون على أجورهم، كي يتأتى لهم السعي للشراء، حيث ترتفع في تلك الفترة، بفعل الطلب المرتفع.
وقد أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية، الأربعاء الماضي، عن قرار يقضي بصرف أجور الموظفين، بشكل استثنائي، يوم الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول، حتى يتأتى للموظفين شراء أضحية العيد، خاصة أن العيد يتزامن مع الدخول المدرسي، ما يثقل على القدرة الشرائية للأسر.
ولم تعد الأضاحي تعرض فقط في الأسواق القروية الكبرى للمواشي ونقاط البيع الرئيسية على مستوى المدن، بل أضحت تباع في المحلات التجارية الكبرى وأصبح بعض مربي المواشي يستأجرون محلات وسط الأحياء من أجل بيع الأضاحي.
وعندما زارت "العربي الجديد" بعض المحلات بالدار البيضاء، لاحظت أن الأسعار تتأرجح بين 3.6 و5 دولارات للكيلوغرام. وهو ما يفسره مربي المواشي عبد الله القرقوري، بتنوّع الأصناف التي تعرض في السوق، مشيرا إلى أن أغلب مربي "الصردي" المرتفع سعره، يفضّلون عرض مواشيهم بمدينة الدار البيضاء، حيث تتوفر لدى بعض الأسر قدرة شرائية تتيح لهم دفع ثمن مرتفع.
ظهرت في الأعوام الأخيرة مواقع إلكترونية لبيع الأضاحي، حيث يمكن للمتصفح أن يختار الأضحية التي تناسبه، ويؤدي ثمنها إلكترونيا. وتراوح الأسعار في الأسواق الإلكترونية بين 200 و600 دولار.
ويرى الفاطمي أن مربي الماشية لا يحققون الأرباح التي يفترض أن تعود لهم، فهو يرى أن الوسطاء هم الذين يستفيدون أكثر من الطلب على الأضاحي، في ظل عدم تنظيم أسواق المواشي في المغرب.
ولا يزال بعض المهنيين يشددون على ضرورة تحديد ثمن المواشي تبعا لوزنها الحقيقي ووفق معايير لا تترك للوسطاء هوامش للتدخل، في الوقت الذي يلحون على تنظيم أسواق البيع، بما يضع حدا للفوضى التي تعرفها.
اقرأ أيضاً: المغرب يحظّر استيراد الدواجن من بريطانيا