قبل سنوات هرب المغني الإيفواري كوناتي ياكوبا من كوت ديفوار سأما من حالة عدم الاستقرار إلى الكاميرون وقادته الرحلة إلى ليبيا.
لاحقته الحرب إلى هناك، لينتهي به الأمر لاجئا في مخيم "الشوشة" على الحدود التونسية الليبية مدّة سنتين، حيث كتب أوّلى أغنياته، وبدأ بعدها مسيرة البحث عن اسم في عالم الموسيقى إلى أن أصدر أوّل ألبوماته في سنة 2014، خلال انتظاره الحصول على مقرّ دائم بدل بطاقة لاجئ.
ولد المغني الإيفواري "كوناتي ياكوبا" في كوت ديفوار في 1980، ودرس في مدارسها ومعاهدها، وتخرج من الجامعة لكن حالة عدم الاستقرار دفعته إلى مغادرة البلاد.
عند وصول ياكوبا إلى ليبيا التحق بالعمل في شركة صينيّة كانت تعمل في مجال مد السكك الحديدية، ودام شغله معها نحو ثمانية أشهر حتى اندلاع أحداث الثورة الليبية في فبراير/شباط 2011، كما يقول للأناضول.
وأصبح ياكوبا لاجئا وامتد لجوؤه سنتين، من مارس/آذار 2011 إلى الشهر نفسه من عام 2013، حيث عجزت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن إيجاد بلد مستعد لاستقباله مثل كثيرين.
ويقول ياكوبا: "لم أمسك يوما مصدحا (ميكروفونا) لم يكن لديّ ولع بالموسيقى أو الكتابة، لكن حدث ذلك فجأة، كان حلما ليليا كتبته صباحا، وهي محاولة لتحويل الألم إلى فرح".
وكانت أول أغنية كتب كلماتها وأداها هي kaka léca (مجرد سجع، لا معنى للكلمة)، وعنها يقول: "بعد أدائي للأغنية أمام لاجئي المخيم، وإعجابهم بها، خاصة الأطفال، من حيث نسقها وإيقاعها وهي خليط من اللغة العربية والفرنسية بدأ الجميع ينادونني kaka léca باسم الأغنية، وبدأت رحلة الكتابة، كانت الأفكار تأتي بسيطة، لم أبحث عن التعقيد، كانت الكتابة بالنسبة لي عملية تمضية وقت، أنام ليلا.. أحلم.. أكتب صباحا كلمات بسيطة، وتختلف الموضوعات، اختار منها ما يتلاءم مع الوضع والحالة التي أعيشها".
بعد فترة قصيرة قضاها في "مدنين" قرر التنقل إلى مدينة تونس العاصمة، بحثا عن تسجيل وإصدار أول ألبوم غنائي تجربة جديدة سمحت له بالتعريف بإنتاجه، في حين تمكّن في الأخير من إصدار ألبوم أطلق عليه اسم Renaissance أو "الميلاد الجديد".
وحول هذا الألبوم يقول ياكوبا: "كان عملا صعبا، فقد تمكنت من تجاوز الصعوبات وأصدرت الألبوم الأول في نهاية 2014، دفعت كل ما ادخرته من أيام المخيم وعملي في مدينة مدنين وبعت الآلات التي اشتريتها، لكن في النهاية حققت حلمي".
مع عدنان الهلالي، وهو فنان مسرحي من محافظة القصرين (غرب تونس)، شرع ياكوبا الذي اتخذ اسما فنيا جديدا، وهو ياكوزي قوماني في تكوين نواة لما يطلق عليه "التروبادور" أو "المغنّون الرحل" المكون أصلا من مجموعات من مناطق مختلفة في تونس.
وحول ذلك يقول: "أول أغنية في الألبوم اتخذت عنوان "لاجئ"، وهي إهداء إلى لاجئي مخيم الشوشة.
لكن ياكوبا الذي ينشط من أجل نحت مسيرة فنية، ما زال يحمل صفة لاجئ في تونس، لذلك يقول إنه يتمنى أن يحصل على وثائق إقامة في تونس أو في الخارج، ويعرب عن أمله في إمضاء عقد مع إحدى دور الإنتاج الموسيقي، الأمر لم يتغير بالنسبة إليه، ما زال لاجئا دائما، وهو لا يريد البقاء نهائيا في تونس.