انتشرت ظاهرة أسواق الملابس المستعملة في المغرب، رغم حظرها قانونياً، لكن الأوضاع الاقتصادية جعلت الكثير من المغاربة يقبلون على هذه الأسواق، كما غضت السلطات الطرف عن محاربتها، على اعتبار أنها تساعد في تأمين قوت العديد من الأسر في بعض المناطق. غير أن إدارة الجمارك والضرائب سعت، في العام الماضي، إلى محاصرتها.
وتؤكد سعاد عمار، موظفة في إحدى الشركات بوسط مدينة الدار البيضاء، أن الكثيرين من أصدقائها في العمل يبدون إعجابا كبيرا بأناقتها، ويسألون عن مصدر الملابس الجميلة التي ترتديها، ولا يدرون أنها ملابس مستعملة يبحث عنها متوسطو الدخل والفقراء على حد السواء، في أسواق تحوي ماركات عالمية لا تتيح لهم قدرتهم الشرائية الحلم بها.
توضح هذه الموظفة الفخورة بأصولها الشعبية لـ"العربي الجديد" أن أجرها لا يخول لها شراء الماركات الجديدة، وتشرع في توضيح وصفتها العجيبة، فتقول أذهب بشكل دوري إلى سوق القريعة الشهير في الدار البيضاء، حيث أقصد الجناح الذي تباع فيه الملابس المستعملة، هناك أنبش بين أكوام الملابس، إلى أن أعثر على ما أريد بأبخس الأثمان، ومع ذلك أعود في بعض المرات خائبة، إلا أنني لا أكف عن التردد على ذلك السوق الذي وجدت فيه ضالتي.
تُعرف أماكن تجارة الملابس المستعملة في المغرب بأسواق "البال"، وفيها تعرض جميع أنواع الملابس ولكل الأعمار، لكنها لا تعرض الملابس فقط، فقد يعثر من يرتادها على حقائب نادرة وأحذية من ماركات عالمية.. ومغاربة كثيرون أوفياء لهذه الأسواق.
ويقول التاجر أحمد الجبلي في سوق القريعة للملابس المستعملة لـ"العربي الجديد"، إن المغرب به العديد من أسواق الملابس المستعملة، ومنها سوق القريعة الذي يعد صغيراً، مقارنة بأسواق أخرى في أنحاء أخرى من المغرب مثل أسواق "تاوريرت" في الشرق، والقنيطرة في الغرب، والغزل في مدينة الرباط، واللويزية في المحمدية.
وأضاف الجبلي أن تلك الأسواق لا يصيبها الكساد أيا كانت الظروف الاقتصادية، بسبب أسعارها المنخفضة التي يقتني بها من يزورون تلك الأسواق الملابس التي يبحثون عنها.
وتحدث الجبلي عن أسواق الملابس المستعملة التي تأتي من شمال المغرب، خاصة الناظور والفنيدق (شمال شرق المغرب)، حيث يجلب التجار الملابس المستعملة المهربة من إسبانيا إلى المدينتين، من أجل نقلها على متن شاحنات إلى أسواق مثل القريعة.
ويؤكد عبدالرحيم قدي، من الدار البيضاء، والذي سبق له العمل في أحد مطاعم مدينة الناظور لـ"العربي الجديد"، أن الملابس تعبر في الكثير من الأحيان إلى المغرب عبر مليلية، (مدينة مغربية محتلة من قبل إسبانيا). ونشاط التهريب من تلك المدينة تتولاه غالبا النساء، اللاتي يقمن بتمرير تلك الملابس الآتية من أوروبا في رزم صغيرة لفائدة مهربين كبار ينتظرون في الجهة الأخرى من المغرب، كما يقول قدي.
تهريب الملابس المستعملة إلى المغرب يمنعه القانون، لكن السلطات تغض الطرف عن المشتغلين فيه، على اعتبار أنه يساعد في تأمين قوت العديد من الأسر في عدد من المناطق. غير أن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة سعت، في العام الماضي، إلى محاصرة استيراد المنتجات التي تدخل على متن مركبات تعبر الحدود، خاصة أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوروبا، شرع مغتربون مغاربة في العودة إلى بلدهم الأصلي، في جلب سلع من قبيل الملابس المستعملة إلى السوق المغربي.
ويقول بائع الملابس المستعملة، سعيد المزابي، "أسواق هذه الملابس التي تأتي من أوروبا مشهورة، ولو رأت الدولة أنها غير مشروعة لأقفلتها، ثم إن هذه الملابس تلبي حاجات العديد من الفقراء وغير الفقراء الذين يجدون لدينا ما لا يستطيعون شراءه في المتاجر الحديثة".
وتدخلت إحدى السيدات في الحوار قائلة "أنا أفضل أن تحارب الملابس القادمة من الصين التي غزت المغرب، بدون أن نعرف مدى جودتها. أما هذه الملابس المستعملة فقد جربناها منذ أن كنا صغارا، وها نحن نبحث بين أكوامها عن ملابس لأطفالنا".
منذ سنوات، يدعو المنتجون المحليون للملابس إلى محاربة ظاهرة تهريب الملابس المستعملة، لكن تلك التجارة لا تأبه لتلك الدعوات، فقد تجذرت في السوق وفي السلوك الاستهلاكي للكثير من المغاربة.
وتؤكد سعاد عمار، موظفة في إحدى الشركات بوسط مدينة الدار البيضاء، أن الكثيرين من أصدقائها في العمل يبدون إعجابا كبيرا بأناقتها، ويسألون عن مصدر الملابس الجميلة التي ترتديها، ولا يدرون أنها ملابس مستعملة يبحث عنها متوسطو الدخل والفقراء على حد السواء، في أسواق تحوي ماركات عالمية لا تتيح لهم قدرتهم الشرائية الحلم بها.
توضح هذه الموظفة الفخورة بأصولها الشعبية لـ"العربي الجديد" أن أجرها لا يخول لها شراء الماركات الجديدة، وتشرع في توضيح وصفتها العجيبة، فتقول أذهب بشكل دوري إلى سوق القريعة الشهير في الدار البيضاء، حيث أقصد الجناح الذي تباع فيه الملابس المستعملة، هناك أنبش بين أكوام الملابس، إلى أن أعثر على ما أريد بأبخس الأثمان، ومع ذلك أعود في بعض المرات خائبة، إلا أنني لا أكف عن التردد على ذلك السوق الذي وجدت فيه ضالتي.
تُعرف أماكن تجارة الملابس المستعملة في المغرب بأسواق "البال"، وفيها تعرض جميع أنواع الملابس ولكل الأعمار، لكنها لا تعرض الملابس فقط، فقد يعثر من يرتادها على حقائب نادرة وأحذية من ماركات عالمية.. ومغاربة كثيرون أوفياء لهذه الأسواق.
ويقول التاجر أحمد الجبلي في سوق القريعة للملابس المستعملة لـ"العربي الجديد"، إن المغرب به العديد من أسواق الملابس المستعملة، ومنها سوق القريعة الذي يعد صغيراً، مقارنة بأسواق أخرى في أنحاء أخرى من المغرب مثل أسواق "تاوريرت" في الشرق، والقنيطرة في الغرب، والغزل في مدينة الرباط، واللويزية في المحمدية.
وأضاف الجبلي أن تلك الأسواق لا يصيبها الكساد أيا كانت الظروف الاقتصادية، بسبب أسعارها المنخفضة التي يقتني بها من يزورون تلك الأسواق الملابس التي يبحثون عنها.
وتحدث الجبلي عن أسواق الملابس المستعملة التي تأتي من شمال المغرب، خاصة الناظور والفنيدق (شمال شرق المغرب)، حيث يجلب التجار الملابس المستعملة المهربة من إسبانيا إلى المدينتين، من أجل نقلها على متن شاحنات إلى أسواق مثل القريعة.
ويؤكد عبدالرحيم قدي، من الدار البيضاء، والذي سبق له العمل في أحد مطاعم مدينة الناظور لـ"العربي الجديد"، أن الملابس تعبر في الكثير من الأحيان إلى المغرب عبر مليلية، (مدينة مغربية محتلة من قبل إسبانيا). ونشاط التهريب من تلك المدينة تتولاه غالبا النساء، اللاتي يقمن بتمرير تلك الملابس الآتية من أوروبا في رزم صغيرة لفائدة مهربين كبار ينتظرون في الجهة الأخرى من المغرب، كما يقول قدي.
تهريب الملابس المستعملة إلى المغرب يمنعه القانون، لكن السلطات تغض الطرف عن المشتغلين فيه، على اعتبار أنه يساعد في تأمين قوت العديد من الأسر في عدد من المناطق. غير أن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة سعت، في العام الماضي، إلى محاصرة استيراد المنتجات التي تدخل على متن مركبات تعبر الحدود، خاصة أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوروبا، شرع مغتربون مغاربة في العودة إلى بلدهم الأصلي، في جلب سلع من قبيل الملابس المستعملة إلى السوق المغربي.
ويقول بائع الملابس المستعملة، سعيد المزابي، "أسواق هذه الملابس التي تأتي من أوروبا مشهورة، ولو رأت الدولة أنها غير مشروعة لأقفلتها، ثم إن هذه الملابس تلبي حاجات العديد من الفقراء وغير الفقراء الذين يجدون لدينا ما لا يستطيعون شراءه في المتاجر الحديثة".
وتدخلت إحدى السيدات في الحوار قائلة "أنا أفضل أن تحارب الملابس القادمة من الصين التي غزت المغرب، بدون أن نعرف مدى جودتها. أما هذه الملابس المستعملة فقد جربناها منذ أن كنا صغارا، وها نحن نبحث بين أكوامها عن ملابس لأطفالنا".
منذ سنوات، يدعو المنتجون المحليون للملابس إلى محاربة ظاهرة تهريب الملابس المستعملة، لكن تلك التجارة لا تأبه لتلك الدعوات، فقد تجذرت في السوق وفي السلوك الاستهلاكي للكثير من المغاربة.