المليشيات العراقية تجنّد فصائل عشائرية لتنفيذ الانتهاكات بالموصل

05 نوفمبر 2016
تحاول "الحشد" تبييض اسمها الذي اقترن بالجرائم(حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -


لجأت مليشيات "الحشد الشعبي" إلى أسلوب جديد لارتكاب انتهاكاتها في مدينة الموصل، التي تدور فيها معارك لتحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). فبدلا من ارتكاب الانتهاكات، بشكل مباشر، عمدت تلك المليشيات إلى الاستعانة بأتباع لها جنّدتهم كمقاتلين عشائريين من أبناء المحافظة وزجتهم مع القطعات العراقية.

وتحاول "الحشد" بأسلوبها هذا تبييض اسمها الذي اقترن بجرائم الفلوجة، والصقلاوية، وصلاح الدين، وديالى، وجرف الصخر، مستفيدة من أتباعها الذين لا يستطيعون مخالفة توجيهاتها.

وفي هذا السياق، قال القيادي العشائري في الموصل، الشيخ عبد الوهاب الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قادة مليشيا الحشد الشعبي اتفقوا، قبل معركة الموصل، مع العمليات المشتركة على منع مشاركة التشكيلات العشائرية بالمشاركة بها، بشرط الانتماء للحشد الشعبي". وأضاف أنّ "انتماء التشكيلات العشائرية للحشد يحتّم عليها العمل تحت قيادتها وتحت إمرتها، وتنفيذ كافة التوجيهات التي يصدرها لهم قادة الحشد".

وأوضح أنّ "عددا من التشكيلات العشائرية رفضوا بشكل قاطع عملهم تحت قيادة مليشيا الحشد، بسبب السمعة السيئة للحشد والجرائم التي قد يقدم عليها في الموصل وغيرها، ما يفرض على الجهات التي تعمل معها أن تكون جزءا من تلك الجرائم والانتهاكات". ولفت إلى أنّ "الحشد استطاعت كسب تشكيلات عشائرية أخرى من عشائر الموصل ضمتها إليها، ومنها تشكيل عشائر السبعاويين، وعشائر الجبور".

وأشار الى أنّ "تشكيل السبعاويين يعمل حاليا على تنفيذ أجندة الحشد الشعبي، ويرتكب جرائم ضد الأهالي في المناطق المحرّرة من الموصل، باسم العشائر وتحت ذريعة انتماء الأهالي لتنظيم داعش". ويؤكد أنّ "التقرير الذي كشفت عنه منظمة العفو الدولية عن تلك الانتهاكات هي نقطة من بحر، إذ إنّ تلك الفصائل مستمرة باختطاف الشباب في المحور الجنوبي للموصل من المناطق المحررة، واعتبارهم عناصر تابعين لداعش، وإخضاعهم للتعذيب والإهانات".

وأكد أن "تلك التشكيلات أصبحت اليد الضاربة للحشد الشعبي في الموصل"، مبينا أنّ "مليشيا الحشد استطاعت من خلال هذا التوجه وضع التشكيلات العشائرية في دائرة الاتهام بالانتهاكات والجرائم، كما زرعت بذور فتنة مستقبلية بين العشائر الموصلية التي تتعرض للانتهاكات وبين العشائر التابعة لمليشيا الحشد".

من جهته، انتقد النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، "سماح قيادة العمليات المشتركة لبعض التشكيلات العشائرية ومنع أخرى من المشاركة بتحرير الموصل".

وقال الجربا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّه "شُكّل منذ يونيو/حزيران 2016 قوات أسود نينوى، وهو تشكيل عشائري من عشائر شمّر في الموصل، وحصل حينها على وعود حكومية بالمشاركة بمعركة الموصل في المحور الشمالي الغربي أو الشمالي الشرقي، وهي مناطق عشائرنا". وأضاف أنّه "على أساس المشاركة تكامل عدد المتطوعين بالتشكيل، الذي حظي بتدريب من قبل قوات عراقية وبإشراف من التحالف الدولي وتحديدا مدربين بريطانيين وإسبانيين وأميركيين، وأنهت التدريبات بشكل كامل".

واستغرب "رفض الحكومة مشاركة تشكيلنا في المعركة، والمماطلة بذلك، في وقت سمحت لعدد من التشكيلات العشائرية ومنها تشكيل السبعاويين وتشكيل عشائر الجبور، بالمشاركة الفعلية بالمعركة في مناطق وجودها، بعدما انضم التشكيلان إلى الحشد الشعبي ويعملان تحت إمرته".

وأكد أنّ "تشكيلنا ينتمي الى الحشد العشائري، ولن يعمل تحت سلطة قادة من الحشد الشعبي، وأنا أقود هذا التشكيل"، مطالبا الحكومة والجهات المسؤولة بـ"وضع حد للعراقيل التي تحول دون مشاركة الفصائل العشائرية بمعركة الموصل".

واشترطت قيادة العمليات العراقية المشتركة على الفصائل العشائرية الموصلية الانضمام إلى مليشيات "الحشد الشعبي" للمشاركة بمعركة الموصل، بينما رفض العديد من تلك الفصائل هذا الشرط، وبقيت خارج الساحة.