2013
تنظم مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" وقفة سلمية أمام مجلس الشورى المصري، للمطالبة بوضع نص دستوري يمنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري. ليفاجأ المشاركون بقيام قوات الأمن المصرية بتنبيههم أنها ستقوم بفض الوقفة وإبلاغهم بتوفير شوارع محيطة كممرات آمنه لمن أراد الانصراف، دون أن يكون في حاجة إلى مواجهة قوات الأمن، يستجيب النشطاء لنداء قوات الأمن وينصرف أغلبهم إلى تلك الممرات الآمنة، التي لم تكن كذلك في حقيقة الأمر، فقد تم إلقاء القبض على كل من سلك تلك الممرات، يخلى سبيلهم فيما بعد، ويتم الحكم عليهم، غيابيًا، بـ15 عامًا من السجن، ثم يذهبون لتسليم أنفسهم لتعاد إجراءات محاكمتهم، مجددين في ذلك ثقتهم في القضاء المصري، رغم الحكم القاسي الصادر بحقهم.
2013
عقب قيام قوات الأمن بفض الوقفة، يعلم الناشط أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل، من المواقع الإخبارية بصدور أمر ضبط وإحضار له من النيابة العامة بتهمة الدعوة إلى تظاهرة الشورى، فيتوجه في اليوم التالي في صحبة عدد من النشطاء الذين ذهبوا للتضامن معه لتسليم نفسه إلى النيابة المختصة والكائنة في محكمة عابدين بوسط القاهرة، في ثقة منه بعدل القضاء المصري ونزاهته.
يحدث اشتباك بين النشطاء وبين قوات تأمين المحكمة، يلقى القبض على النشطاء البارزين أحمد ماهر وأحمد دومة ومحمد عادل بتفاصيل مختلفة لكل منهم وباصطفاء من بين كل من تواجدوا أمام المحكمة، ليلقى الثلاثة مصيرهم بالحكم عليهم بـ3 سنوات من الحبس، دون أن يتم اتهام أحمد ماهر في الواقعة الأصيلة التي دعته إلى تسليم نفسه، ثم يستجدون أملهم، فيستنفذون كل درجات التقاضي، إلى أن رفضت محكمة النقض مؤخراً نقضهم للحكم، ليصبح الحكم باتًا غير قابل للطعن.
2015
وبعد ما يقارب 14 شهراً من تاريخ الأحداث المؤسفة السابقة، يذهب جمهور نادي الزمالك بأعداده الغفيرة لحضور إحدى مباريات فريقه، في استاد الدفاع الجوي بالقاهرة، يفاجأ الجمهور بقفص حديدي لا يتسع إلا لدخول فرد واحد، رغم ذلك يستجيب الجمهور ويدخلون إلى الممر طواعية منهم، ليخرجوا منه جثثًا هامدة، بعد قيام قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع داخل الممر، والذي امتلأ بعدد لا يتناسب مطلقًا مع مساحته الضئيلة.
بدون أدنى شك، لم يتعلم أحد من أخطاء الماضي، فما حدث في عام 2013، حدث وبصورة أبشع في عام 2015، ولأن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، فلزامًا على كل الأطراف أن تتعلم من أخطاء الماضي القريب والبعيد، والحرص كل الحرص، على عدم تكرارها، فقد تطور ناتج تكرار الأخطاء من السجن إلى الموت، ولا نعلم إلى أي مدى سيستمر في التطور، إلا أننا نعلم جيدًا أنه أوشك على ابتلاع الجميع!
(مصر)