ودار الحوار، بحسب ما ذكرت قناة "أورينت"، حول حقيقة الموقف الإسرائيلي من الحرب في سورية، وسر صمت إسرائيل تجاه ما يجري على الحدود السورية، ومدى وجود إجراءات فعالة للحد من الوجود الإيراني في سورية، وبذلك دخلت قناة "أورينت" التاريخ، باعتبارها أول قناة تلفزيونية سورية تستضيف شخصية إسرائيلية، وهو الأمر الذي أدى إلى إثارة كثير من الانتقادات والجدل حول القناة.
وكان تحقيق لـ"العربي الجديد" قد كشف تسريبات من داخل القناة تدلّ على التنسيق بين إدارة "أورينت" وأطراف إسرائيلية، بالإضافة إلى موقف مالك القناة غسان عبود من إسرائيل، وتصريحاته الإيجابية تجاه الكيان الصهيوني، والأوامر التي وجهها إلى مراسليه بإجراء استطلاعات حول مواقف السوريين من إسرائيل، ودوره في تنفيذ برنامج "حسن الجوار"، والاجتماعات التي نظمت مع أطراف إسرائيلية.
المحور الثاني من اللقاء يركز على الأوضاع السورية الداخلية، إذ تسأل بوظو عن رأي إسرائيل ببقاء الأسد أو رحيله، ويحيّد دانون إسرائيل عن الشؤون الداخلية السورية، لكنه يؤكد على ضرورة التخلص من الأسد، بما يتوافق مع أمان إسرائيل.
المحور الثالث من اللقاء يركز على التدخل الإسرائيلي في سورية، ويربط دانون التدخل الإسرائيلي بالوجود الإيراني داخل سورية، إذ يزعم دانون بأن كل العمليات السابقة مرتبطة بالحد من الخطورة الإيرانية في الشرق الأوسط.
الحوار يبدو مستفزاً للعديد من الأسباب، بالإضافة إلى كونه انتهاكاً لمعايير متأصلة في الإعلام العربي؛ فهو من ناحية يبدو حواراً ترويجياً للديمقراطية والإنسانية في إسرائيل، إذ يتم فيه التعاطي مع العدو الإسرائيلي بوصفه نموذجاً للدول المتقدمة، أو بالأحرى النموذج الوحيد للدول المتقدمة في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى فإن الحوار يغفل كل الأمور والإشكاليات العالقة بين الشعب السوري والاحتلال، وعلى رأسها قضية الجولان، إذ لم يتم ذكر الجولان إلا من خلال حديث المندوب الإسرائيلي عن مخاوف إسرائيل من تحويل إيران هذه المنطقة إلى قاعدة عسكرية تهدد وجود الدولة الإسرائيلية في المنطقة! وكذلك فإن الحوار الذي يحاول أن تثبت فيه بوظو عمالة بشار الأسد للكيان الصهيوني وتطبيعه معه، يؤدي إلى عكس وظيفته، إذ ينتهي الحوار إلى اتفاق ما بين "أورينت" وإسرائيل على العدو المشترك، ألا وهو النظام السوري، ليبدو الحوار بالمجمل نوعاً من أنواع التطبيع، ويبرر ادعاءات محور الممانعة، لتساهم "أورينت" برسم صورة مشوهة عن المعارضة السورية، فتبدو كأنها على استعداد لوضع يدها بيد إسرائيل في سبيل إطاحة الأسد!