أعلنت إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون مشاركة المطربة الموريتانية، معلومة بنت الميداح، في دورة المهرجان المقبلة والتي تحمل الرقم 30، والتي تحتضنها المدينة الأثرية العتيقة في جرش، ما بين الخميس الثالث والعشرين من يوليو/تموز وحتى السبت الأول من أغسطس/ آب المقبلين.
ويأتي إعلان إدارة المهرجان عن مشاركة بنت الميداح، كأول وجه غنائي يقدم ألواناً غنائية أفريقية أصيلة، ضمن سياسة المهرجان الرامية الى التنويع في خريطة الغناء العربي والعالمي التي تحرص إدارة المهرجان على تكريسها.
ومعروف أن مهرجان جرش الذي يحتفي هذا العام بدورته الثلاثين، لا يعتمد على البرنامج الفني الغنائي الجماهيري وحسب، بل يتعدى ذلك إلى الاهتمام بشتى صنوف الفن والثقافة في برنامج فعالياته الذي يمتد على خمسة مسارح في المدينة الأثرية في جرش (50 كلم شمال العاصمة الأردنية عمان)، فضلاً عن فعاليات نوعية منتقاة، يقدمها المهرجان لزواره وجمهوره في قاعات المركز الثقافي الملكي في عمان.
ويُعنى "جرش" المهرجان بتقديم فعاليات ثقافية وفنية وموسيقية وفلكلورية محلية وعربية وعالمية منتقاة لجمهوره الذي يتعدى ربع مليون شخص يتوافد خلال مدة إقامة المهرجان سنويّاً.
وبنت الميداح مطربة موريتانية من مواليد عام 1960، وهي سليلة أسرة فنية عريقة، تقول عن نشأتها فنيّاً: ترعرت بين والدي اللذين أعطياني تربية صارمة متأصلة في الفن الموسيقي التقليدي، ومنذ نعومة أظافري كنت أعلم أنني أردت أن أسير على دربي الشخصي وتحقيق ما سعيت إليه بأسلوبي الخاص، والذي يختلف عن طريقة الغناء الدارجة في المجتمع الموريتاني آنذاك.
ونشأت المغنية الموريتانية في أسرة فنية عريقة ورثت عنها أصول الموسيقى الموريتانية، قبل أن تشق طريقها الفني في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وهي في سن مبكرة من عمرها. وحرصت بنت الميداح (54 عاماً) على أن تتميز بمقاماتها الخاصة وبلونها الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، لقناعتها بأن النمط الموسيقي القديم "لا بد من استخدامه بشكل يتناغم مع ذوق الشعوب اليوم، مع إضفاء مسحة من العصرنة عليه"، بحسب تصريحات صحافية.
وكان الغناء بابها الكبير للولوج إلى عالم السياسة، فبعد أن خرجت ابنة الـ 16 عاماً على المألوف بغنائها أول لحن عاطفي تغنيه موريتانية في هذا السن، انصرفت اهتماماتها الغنائية إلى قضايا المجتمع كالفوارق الطبقية والغبن الاجتماعي من السلطة، ما جعل جمهورها يلقبها بـ"مطربة الفقراء".
وتأثرت المغنية في صباها سياسيّاً بحركة الكادحين من "اليسار الموريتاني" قبل أن تتحول لاحقاً إلى حزب تكتل القوى الديمقراطية، الذي يعتبر أقدم حزب معارض في البلاد. ويعود آخر ألبومات بنت الميداح للعام الماضي 2014، بعنوان (إكنو) نسبة لأحد الألوان الموسيقية المحلية الموريتانية القديمة، ويضم الألبوم الجديد 12 أغنية تجمع ما بين الأصالة والحداثة، وحملت أسماء مثل "مكتوب" و"أتاي" و"زمن دور" و"عشيقنا".
وكانت بنت الميداح، حصلت في عام 2011 على تكريم السفارة الفرنسية في نواكشوط، تقديراً لإسهاماتها في تطوير الموسيقى الموريتانية والعالمية. ومنح أنذاك السفير الفرنسي في موريتانيا، فاندر بوتر، وسام فارس من نظام الاستحقاق الوطني الفرنسي على صدر الفنانة الموريتانية عرفاناً لها بالجميل، خلال مشوارها الموسيقي الذي بدأته منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
وأكد السفير الفرنسي أن بنت الميداح استطاعت تطوير الفن الموريتاني مع الحفاظ على الموروث الموسيقي التقليدي لبلادها، مشيراً إلى أنهم قرروا نيابة عن الرئيس، ساركوزي، منحها وسام فارس، وهو من أهم الأوسمة التقديرية لدى الجمهورية الفرنسية.
اقرأ أيضاً:
"جرش" يحتفي بدورته الثلاثين بـ 30 حفلاً مجانيّاً
عبدالله الرويشد نجم ختام "جرش 2015"
صيف الأردن الغنائي.. يبدأ مبكراً