نوعية جديدة من المقاطع المصورة وجدت لها مكاناً على القنوات العربية في السنتين الأخيرتين ما كانت لتبث قبل انطلاق الربيع العربي، ولا أقصد هنا المقاطع المصورة للمظاهرات التي اجتاحت شوارع المدن العربية بدءاً من تونس منذ أواخر عام 2010، فقد مرّت تلك الفترة الرومانسية من عمر الثورات كأنها حلم، قبل أن تحل محلها صور كابوسية بعد أن ردت الأنظمة على الربيع بالرصاص. ثم تطور الأمر لتبث بعض الشاشات العربية مقاطع مصورة للمعارضة المسلحة (عندما وصلت إلى هذه المرحلة يتضح من الأصوات المرافقة أنها "جهادية إسلامية"، بغضّ النظر عن الجهة التي تمثلها).
يصيح المقاتلون في الشريط عند إطلاق قذيفة أو إصابة هدف: "الله أكبر".. ويصيح آخر "أين أنتم يا عرب.. أين أنتم يا مسلمين؟". تتكرر الأشرطة من هذا النوع، ولا يبقى إلا أن يلتحق المشاهدون بالجهاد تلبية للنداء.
ليس الاعتراض هنا على اللجوء إلى الله لنيل القوة المعنوية من الإيمان، لكن المقاطع تقع في مطبّ الفترة الزمنية الطويلة قياساً بشريط إخباري، وتبدو أقرب إلى برامج الواقع وتسمح بالتركيز والتأثر. قد يقول قائل إن العديد من المقاطع المشابهة متاحة على يوتيوب وبإمكان أي كان مشاهدتها. صحيح.. لكن مع ملاحظة أن ما تبثه القنوات هو على الأغلب خاص بها يعاد بثه من بعد عرضها له، كما أن تأثير التلفزيونات ومعدل المشاهدة، أكبر من خلال شاشات التلفزيون المتوفرة في كل بيت تقريباً.
تقع هذه القنوات في التناقض، فمن جهة تبث لقطات تزيّن حالة الجهاد، ومن جهة أخرى، تبث البرامج الإخبارية التي تتحدث عن أسباب انجذاب الشباب للجهاد. لا تبرئة لأحد هنا، فالجهاد يحتاج إلى طرفين لتثبيته، طرف يموّل ويفرض أسماء الكتائب الإسلامية، وآخر يروّج إعلامياً لخطاب الأول. ولا مجال لفك الارتباط بين الطرفين أيا كانت المبرّرات.
يصيح المقاتلون في الشريط عند إطلاق قذيفة أو إصابة هدف: "الله أكبر".. ويصيح آخر "أين أنتم يا عرب.. أين أنتم يا مسلمين؟". تتكرر الأشرطة من هذا النوع، ولا يبقى إلا أن يلتحق المشاهدون بالجهاد تلبية للنداء.
ليس الاعتراض هنا على اللجوء إلى الله لنيل القوة المعنوية من الإيمان، لكن المقاطع تقع في مطبّ الفترة الزمنية الطويلة قياساً بشريط إخباري، وتبدو أقرب إلى برامج الواقع وتسمح بالتركيز والتأثر. قد يقول قائل إن العديد من المقاطع المشابهة متاحة على يوتيوب وبإمكان أي كان مشاهدتها. صحيح.. لكن مع ملاحظة أن ما تبثه القنوات هو على الأغلب خاص بها يعاد بثه من بعد عرضها له، كما أن تأثير التلفزيونات ومعدل المشاهدة، أكبر من خلال شاشات التلفزيون المتوفرة في كل بيت تقريباً.
تقع هذه القنوات في التناقض، فمن جهة تبث لقطات تزيّن حالة الجهاد، ومن جهة أخرى، تبث البرامج الإخبارية التي تتحدث عن أسباب انجذاب الشباب للجهاد. لا تبرئة لأحد هنا، فالجهاد يحتاج إلى طرفين لتثبيته، طرف يموّل ويفرض أسماء الكتائب الإسلامية، وآخر يروّج إعلامياً لخطاب الأول. ولا مجال لفك الارتباط بين الطرفين أيا كانت المبرّرات.