لدى الكثير من بلدان العالم سجلات سيئة في المعرفة الصحية لدى مواطنيها، لكنّ الأمر ليس ثابتاً دائماً بل يمكن تغيير ذلك الواقع عن طريق زيادة تفاعل الفرد مع الآخرين المحيطين به وجاهياً -لا عن طريق الإنترنت- كما يقول باحثون من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية.
في ورقة بحثية نُشرت في مجلة الصحة العامة (بي أم سي) وجد الباحث ر. ف. ريكاردو وزملاؤه أنّ الأشخاص الأكثر اتصالاً وتواصلاً مع الآخرين على المستوى الشخصي هم الأكثر معرفة وإلماماً في ما يتعلق بالصحة.
واكتشف الباحثون أنّ الأشخاص الأكثر نشاطاً في المجتمع المدني، كأولئك الذين يشاركون في الانتخابات ويتطوعون هم الأكثر إدراكاً للصحة العامة ممن لا يقومون بشيء من هذا القبيل.
يقول ريكاردو، المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة: "جمع المعلومات عن الصحة أبعد من مجرد بحث على الإنترنت للحصول عليها، بل يجب أن يجري عن طريق المقابلات الوجاهية". يضيف "إذا كنت ممن يتطوعون للعمل في المجتمع فأنت أكثر عرضة للمعرفة والإلمام بالأمور الصحية بدرجة عالية".
يعرّف الباحثون العلم بالصحة أنّه قدرة الشخص، ليس فقط على معرفة ومعالجة المعلومات الصحية الأساسية، لكن قدرته على العمل بهذه المعلومات واتخاذ القرارات المناسبة تبعاً لذلك. يؤكد ريكاردو أنّ جمع المعلومات عن طريق الإنترنت ليس سيئاً، لكن، في نهاية المطاف، فإنّ الصحة مفهوم اجتماعي ويجب أن تعامل على هذا النحو. يقول أيضاً: "من يناقش هذه المعلومات مع الآخرين تكون لديه فرصة أفضل للفهم والاستيعاب".
بصورة عامة، فإنّ أفضل مصادر المعلومات هم العائلة والأصدقاء، لكنّ ذلك يعتمد على السياق الذي تكون فيه. فالشاب المصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (أيدز) قد يفضّل عدم مناقشة ذلك مع والديه. لكنّ امرأة في سن اليأس يمكنها الحديث عن ذلك بحرية مع نساء أخريات.
أجرى ريكاردو وزملاؤه بحثاً وتحليلاً عميقاً لنتائج استطلاع قومي لمحو أمية الكبار، ومن ضمنها الأمية الصحية، وهو مشروع يعود إلى عام 2003 شمل أكثر من 14 ألف أميركي.
تضمنت نتائج الدراسة أيضاً أنّ الذين يترددون على المكتبات العامة لديهم نسبة أعلى من العلم بالصحة عن غيرهم. وأنّ المتزوجين على وعي صحي أكثر من العازبين. وأنّ من ولدوا في الولايات المتحدة من الأقليات العرقية يكونون أكثر وعياً صحياً من الذين ولدوا في بلدانهم الأصلية. كذلك، تبيّن أنّ النساء أكثر وعياً صحياً من الرجال.