تتباين مواقف وآراء كثير من المواطنين العرب إزاء الأوضاع الراهنة في بلادهم، وكذا مستقبل الشرق الأوسط، إذ إن غالبيتها مما لا يسر الخاطر، فضلاً عن أن كثيراً من مواطني المنطقة لا يمكنهم التكهن بما يمكن أن تؤول إليه الأمور غداً، أو في المستقبل القريب.
عانى العرب طويلاً من حكومات غير ديمقراطية أورثت بلادها فشلاً وقمعاً وفقراً لا تخطئه عين، كما رسخت تبعية مخزية لمراكز القوى العالمية التي لا تكف عن التدخل في كل تفاصيل الحياة العربية دون رادع من سيادة أو كرامة.
حين انتفض بعض العرب خلال العقد الأخير طلباً لتغيير الوضع المزري الذي يقبعون فيه انتبه الفاسدون إلى مدى الخطر الذي يهددهم، فتكالب على المطالبين بالتغيير الفاسدون في الداخل ورعاتهم في الخارج، واستخدموا كل الوسائل لقمع رغبات الحرية ووأد مطالب التغيير.
يظن هؤلاء أنهم نجحوا في ثورتهم المضادة، لكن الواقع يؤكد أنهم واهمون، وأنهم كلما أغلقوا نافذة للمطالبين بالتغيير في بلد عربي انفتح باب تغيير في بلد عربي آخر، وكلما تباهوا بنجاحهم في استعادة السيطرة على الأوضاع التي خرجت أو كادت تخرج عن السيطرة، تفجرت الأوضاع مجدداً بأشكال مختلفة، أو في أماكن مختلفة.
في المقابل، لا يمكن إنكار التأثير السلبي لفشل بعض المطالبين بالتغيير على غيرهم من الراغبين في السير على دربهم، فمثلما يمكن أن يتعلم الثائر من تجارب من سبقوه حتى لا يكرر الأخطاء نفسها، فلا شك أنه يتأثر كذلك بفترات تراجعهم أو هزيمتهم التي يمكن أن تجهض مشروعه أو تؤثر على حماسته.
لا يمكن بحال تجاهل أنّ كثيراً من العرب حالياً لا يرغبون في مزيد من فورات الربيع العربي بعدما تأثرت حياتهم بالفورات السابقة، وخصوصاً أنّ أياً منها لم تحقق أياً من المطالب التي قامت من أجلها.
الواقع أنّ غالبية العرب لم يكونوا داعمين للربيع عند انطلاقته، فبعضهم كان معادياً له، وإن بأشكال مختلفة، وكثيرون كانوا ينتظرون ما سيؤول إليه ليقرروا موقفهم منه، وهؤلاء الذين طالبوا بالتغيير كانوا أقلية كما هي عادة الثورات على مدار التاريخ.
حالياً، يمكن رصد أزمة لدى كثير من الذين طالبوا بالتغيير، ففريق منهم ما زال مؤمناً بما خرج من أجله إلى الشارع قبل أكثر من ثماني سنوات، وهدفه الوحيد العمل على نجاة العالم العربي من مستقبل مظلم ينتظره، أملاً في ألا يعيش أطفاله الأوضاع السيئة نفسها.
اقــرأ أيضاً
أما الفريق الآخر، فوصل إلى مرحلة متقدمة من الكفر بتكرار مطالب التغيير، وبات مقتنعاً بأنه لا نجاة للعرب لأنهم غير راغبين في النجاة، فقرر أن يبحث عن مخرج للنجاة من الحياة في بلاد العرب.
عانى العرب طويلاً من حكومات غير ديمقراطية أورثت بلادها فشلاً وقمعاً وفقراً لا تخطئه عين، كما رسخت تبعية مخزية لمراكز القوى العالمية التي لا تكف عن التدخل في كل تفاصيل الحياة العربية دون رادع من سيادة أو كرامة.
حين انتفض بعض العرب خلال العقد الأخير طلباً لتغيير الوضع المزري الذي يقبعون فيه انتبه الفاسدون إلى مدى الخطر الذي يهددهم، فتكالب على المطالبين بالتغيير الفاسدون في الداخل ورعاتهم في الخارج، واستخدموا كل الوسائل لقمع رغبات الحرية ووأد مطالب التغيير.
يظن هؤلاء أنهم نجحوا في ثورتهم المضادة، لكن الواقع يؤكد أنهم واهمون، وأنهم كلما أغلقوا نافذة للمطالبين بالتغيير في بلد عربي انفتح باب تغيير في بلد عربي آخر، وكلما تباهوا بنجاحهم في استعادة السيطرة على الأوضاع التي خرجت أو كادت تخرج عن السيطرة، تفجرت الأوضاع مجدداً بأشكال مختلفة، أو في أماكن مختلفة.
في المقابل، لا يمكن إنكار التأثير السلبي لفشل بعض المطالبين بالتغيير على غيرهم من الراغبين في السير على دربهم، فمثلما يمكن أن يتعلم الثائر من تجارب من سبقوه حتى لا يكرر الأخطاء نفسها، فلا شك أنه يتأثر كذلك بفترات تراجعهم أو هزيمتهم التي يمكن أن تجهض مشروعه أو تؤثر على حماسته.
لا يمكن بحال تجاهل أنّ كثيراً من العرب حالياً لا يرغبون في مزيد من فورات الربيع العربي بعدما تأثرت حياتهم بالفورات السابقة، وخصوصاً أنّ أياً منها لم تحقق أياً من المطالب التي قامت من أجلها.
الواقع أنّ غالبية العرب لم يكونوا داعمين للربيع عند انطلاقته، فبعضهم كان معادياً له، وإن بأشكال مختلفة، وكثيرون كانوا ينتظرون ما سيؤول إليه ليقرروا موقفهم منه، وهؤلاء الذين طالبوا بالتغيير كانوا أقلية كما هي عادة الثورات على مدار التاريخ.
حالياً، يمكن رصد أزمة لدى كثير من الذين طالبوا بالتغيير، ففريق منهم ما زال مؤمناً بما خرج من أجله إلى الشارع قبل أكثر من ثماني سنوات، وهدفه الوحيد العمل على نجاة العالم العربي من مستقبل مظلم ينتظره، أملاً في ألا يعيش أطفاله الأوضاع السيئة نفسها.
أما الفريق الآخر، فوصل إلى مرحلة متقدمة من الكفر بتكرار مطالب التغيير، وبات مقتنعاً بأنه لا نجاة للعرب لأنهم غير راغبين في النجاة، فقرر أن يبحث عن مخرج للنجاة من الحياة في بلاد العرب.