يبدو النظام السوري وكأنه لم يعد يطيق الصبر في انتظار طلب أميركي للتعاون من أجل ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والدخول في التحالف الدولي الذي بدأت تتضح ملامحه ضد "الإرهاب".
وبعد التسريبات التي صدرت عن النظام، بأنه سيفكر فيما لو عرض عليه أمر التعاون، يبدو أن تأخر الطلب الأميركي اضطره إلى المبادرة لعرض خدماته التي طالما عرضها في مراحل سابقة، وحتى ما قبل الثورة السورية، وتحديداً منذ الحرب الأميركية على العراق.
ويأتي إعلان وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ترحيب دمشق بالقرار رقم 2170 الصادر عن مجلس الأمن، الخاص بفرض عقوبات على "داعش" وتنظيم "جبهة النصرة"، واستعداد دمشق التعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مكافحة الإرهاب "ضمن احترام سيادة واستقلال البلاد"، وبشرط التنسيق مع الحكومة السورية، كمحاولة متوقعة من نظام الرئيس بشار الأسد، لالتقاط ما يعتبرها فرصة ملائمة من أجل إعادة تعويم نفسه دولياً كشريك معترف به في "مكافحة الإرهاب".
وكما هو متوقع أيضاً، فقد اتهم وزير خارجية النظام كلاً من تركيا وقطر بالتنسيق والتعامل مع "داعش"، عبر قوله إن "جرحى التنظيم يلقون رعاية صحية في المشافي التركية"، مضيفاً أن "وزارة الخارجية القطرية أعلنت عن نجاح جهودها في إطلاق سراح الصحافي الأميركي، بيتر ثيو كرتيس، والذي كان مختطفاً في سورية من قبل جبهة النصرة".
وتعليقاً على المواقف الجديدة ـ القديمة لنظام الأسد، يقول عضو "الائتلاف السوري" المعارض، محمد خير الوزير، لـ "العربي الجديد"، إن "داعش من صناعة ورعاية النظام، ولولا سكوت المجتمع الدولي، وعدم تقديمه الدعم الحقيقي للمعارضة السورية، لكان لا وجود لنظام الأسد وداعش الآن"، مضيفاً أن النظام هو من أوجد "داعش" ليعطي الشرعية لبقائه بصورة "إما أنا أو داعش".
ويشير الوزير إلى أن "الائتلاف" يعمل على استصدار قرار دولي، يعتبر أن النظام السوري هو جزء من الإرهاب والراعي له في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تحتاج إلى ضوء أخضر من النظام السوري لقصف مقرات "داعش" على الأراضي السورية، وإنما هي محاولة للإيحاء للجميع بأن أميركا في حال قصفت "داعش" في سورية فإن الأمر يتم بإذن من النظام.
من جهته، يقول عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف"، أنس العبدة، لـ"العربي الجديد"، إنه "لن يكون هناك حديث عن تحالف دولي جاد للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، في حال انضمام مصدر الإرهاب الأساسي لهذا التحالف"، في إشارة إلى النظام السوري، مشيراً إلى أنه لم تتشكل ملامح هذا التحالف حتى هذه اللحظة.
ويوضح العبدة أن "النظام السوري يسعى إلى استغلال التشتت بالقرار الأممي تجاه الثورة السورية، لتعويم نفسه حليفاً محتملاً ضد الإرهاب، وهي محاولات معروفة منذ بداية الثورة ليصور النظام حربه ضد الشعب السوري وكأنها حرب ضد الإرهاب".
وينوّه العبدة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، أو أي جهة إقليمية أخرى، لن تطلب من المعارضة السورية، سواء "الائتلاف" أو "الجيش السوري الحر" التحالف مع النظام السوري للقضاء على "داعش"، لافتاً إلى أن المعارضة هي أول من بادرت إلى مواجهة النظام أولاً، ومن ثم القتال على جبهتي النظام و"داعش".
من جهته، يعتبر عضو الهيئة السياسية لـ"الائتلاف السوري" المعارض محمد خير بنكو، أن تركيز النظام السوري على قضية "مكافحة الإرهاب"، هو تكرار لسيناريو مؤتمر "جنيف 2"، الأمر الذي يمثّل "محاولة يائسة منه للهروب من استحقاقات المرحلة التي تقتضي بالضرورة إنهاء نظام الأسد".
ويقول بنكو، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يحاول الالتفاف على قرار مجلس الأمن 2170 الصادر قبل أيام حول "مكافحة الإرهاب"، والهروب من الإرهاب الذي ينتجه كإرهاب دولة، ومن احتضانه وإنتاجه له. ويلفت إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية هو أحد تجليات النظام، وما ترحيبه بقرار مجلس الأمن إلا محاولة بائسة للهروب من التطبيق الفعلي للقرار".
ويرى مراقبون أنه من المستبعد إدخال النظام السوري شريكاً أساسياً في الحرب على "داعش"، فكل التصريحات التي صدرت عن واشنطن ولندن تفيد بعدم حدوث تعاون مع نظام الأسد، وبعدم جدوى مثل هذا التعاون، إلا أن هذا الاحتمال لا يبدو مستبعداً كلياً، خاصة إذا كان من تحت الطاولة ويقتصر على جوانب عملياتية واستخباراتية، وهي الطريقة المفضلة للطرفين خلال السنوات والعقود الماضية، كل لأسبابه الخاصة.
وكانت تحذيرات عدة قد صدرت من واشنطن بخصوص هذا التعاون، تولّى الإعراب عنها شخصيات أميركية مثل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الجنرال مايكل هايدن الذي لم يستبعد حصول التعاون، ولكنه حذر من أنه على المستوى الاستراتيجي سيكون مدمراً جداً، مذكراً بأن واشنطن تعاونت مع استخبارات الأسد خلال الحرب في العراق لمحاولة وقف تدفق المقاتلين من سورية، من دون أن تخرج بنتائج مرضية.
ورغم كل شيء يأمل النظام السوري أن يكون التحالف الدولي لمحاربة "داعش" فرصة ذهبية لقطف ثمار ما خلقه في سورية، لأنه أدرك منذ اللحظة الأولى للثورة، أنه لا يمكن له البقاء ما لم يخلق عدواً إرهابياً بحجم "داعش"، الذي لم يعلن الحرب عليه ولم يشتبك معه عسكرياً، إلا خلال الشهر الحالي، كما يشكل فرصة للمعارضة لإثبات نفسها كقوة منظمة سياسياً وعسكرياً ضمن خيارات بعيدة عن التطرف.
ويأتي إعلان وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ترحيب دمشق بالقرار رقم 2170 الصادر عن مجلس الأمن، الخاص بفرض عقوبات على "داعش" وتنظيم "جبهة النصرة"، واستعداد دمشق التعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مكافحة الإرهاب "ضمن احترام سيادة واستقلال البلاد"، وبشرط التنسيق مع الحكومة السورية، كمحاولة متوقعة من نظام الرئيس بشار الأسد، لالتقاط ما يعتبرها فرصة ملائمة من أجل إعادة تعويم نفسه دولياً كشريك معترف به في "مكافحة الإرهاب".
وكما هو متوقع أيضاً، فقد اتهم وزير خارجية النظام كلاً من تركيا وقطر بالتنسيق والتعامل مع "داعش"، عبر قوله إن "جرحى التنظيم يلقون رعاية صحية في المشافي التركية"، مضيفاً أن "وزارة الخارجية القطرية أعلنت عن نجاح جهودها في إطلاق سراح الصحافي الأميركي، بيتر ثيو كرتيس، والذي كان مختطفاً في سورية من قبل جبهة النصرة".
وتعليقاً على المواقف الجديدة ـ القديمة لنظام الأسد، يقول عضو "الائتلاف السوري" المعارض، محمد خير الوزير، لـ "العربي الجديد"، إن "داعش من صناعة ورعاية النظام، ولولا سكوت المجتمع الدولي، وعدم تقديمه الدعم الحقيقي للمعارضة السورية، لكان لا وجود لنظام الأسد وداعش الآن"، مضيفاً أن النظام هو من أوجد "داعش" ليعطي الشرعية لبقائه بصورة "إما أنا أو داعش".
ويشير الوزير إلى أن "الائتلاف" يعمل على استصدار قرار دولي، يعتبر أن النظام السوري هو جزء من الإرهاب والراعي له في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تحتاج إلى ضوء أخضر من النظام السوري لقصف مقرات "داعش" على الأراضي السورية، وإنما هي محاولة للإيحاء للجميع بأن أميركا في حال قصفت "داعش" في سورية فإن الأمر يتم بإذن من النظام.
من جهته، يقول عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف"، أنس العبدة، لـ"العربي الجديد"، إنه "لن يكون هناك حديث عن تحالف دولي جاد للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، في حال انضمام مصدر الإرهاب الأساسي لهذا التحالف"، في إشارة إلى النظام السوري، مشيراً إلى أنه لم تتشكل ملامح هذا التحالف حتى هذه اللحظة.
وينوّه العبدة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، أو أي جهة إقليمية أخرى، لن تطلب من المعارضة السورية، سواء "الائتلاف" أو "الجيش السوري الحر" التحالف مع النظام السوري للقضاء على "داعش"، لافتاً إلى أن المعارضة هي أول من بادرت إلى مواجهة النظام أولاً، ومن ثم القتال على جبهتي النظام و"داعش".
من جهته، يعتبر عضو الهيئة السياسية لـ"الائتلاف السوري" المعارض محمد خير بنكو، أن تركيز النظام السوري على قضية "مكافحة الإرهاب"، هو تكرار لسيناريو مؤتمر "جنيف 2"، الأمر الذي يمثّل "محاولة يائسة منه للهروب من استحقاقات المرحلة التي تقتضي بالضرورة إنهاء نظام الأسد".
ويقول بنكو، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يحاول الالتفاف على قرار مجلس الأمن 2170 الصادر قبل أيام حول "مكافحة الإرهاب"، والهروب من الإرهاب الذي ينتجه كإرهاب دولة، ومن احتضانه وإنتاجه له. ويلفت إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية هو أحد تجليات النظام، وما ترحيبه بقرار مجلس الأمن إلا محاولة بائسة للهروب من التطبيق الفعلي للقرار".
ويرى مراقبون أنه من المستبعد إدخال النظام السوري شريكاً أساسياً في الحرب على "داعش"، فكل التصريحات التي صدرت عن واشنطن ولندن تفيد بعدم حدوث تعاون مع نظام الأسد، وبعدم جدوى مثل هذا التعاون، إلا أن هذا الاحتمال لا يبدو مستبعداً كلياً، خاصة إذا كان من تحت الطاولة ويقتصر على جوانب عملياتية واستخباراتية، وهي الطريقة المفضلة للطرفين خلال السنوات والعقود الماضية، كل لأسبابه الخاصة.
وكانت تحذيرات عدة قد صدرت من واشنطن بخصوص هذا التعاون، تولّى الإعراب عنها شخصيات أميركية مثل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الجنرال مايكل هايدن الذي لم يستبعد حصول التعاون، ولكنه حذر من أنه على المستوى الاستراتيجي سيكون مدمراً جداً، مذكراً بأن واشنطن تعاونت مع استخبارات الأسد خلال الحرب في العراق لمحاولة وقف تدفق المقاتلين من سورية، من دون أن تخرج بنتائج مرضية.
ورغم كل شيء يأمل النظام السوري أن يكون التحالف الدولي لمحاربة "داعش" فرصة ذهبية لقطف ثمار ما خلقه في سورية، لأنه أدرك منذ اللحظة الأولى للثورة، أنه لا يمكن له البقاء ما لم يخلق عدواً إرهابياً بحجم "داعش"، الذي لم يعلن الحرب عليه ولم يشتبك معه عسكرياً، إلا خلال الشهر الحالي، كما يشكل فرصة للمعارضة لإثبات نفسها كقوة منظمة سياسياً وعسكرياً ضمن خيارات بعيدة عن التطرف.