استهل النفط تداولات عام 2019، اليوم الأربعاء، بأداء متباين، قبل أن يحصد مكاسب قوية مرتفعاً 4% قبل التسوية، رغم المخاوف القائمة بشأن زيادة إنتاج الخام وتراجع النمو الاقتصادي العالمي على نحو قد يؤثر في الطلب، بينما رجح بنك الاستثمار الدولي "جيه.بي مورغان" أن يدور سعر برميل خام "برنت" حول 55 دولاراً خلال العام الجاري.
وبحلول الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 56.18 دولارا، مرتفعاً 4.4% عن آخر إغلاق في 2018. كما ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.6% إلى 47.5 دولارا.
لكن سعر برميل "برنت" عاد ليقلص مكاسبه عند التسوية، مكتفياً بالارتفاع 1.11 دولار تعادل 2.06%، مسجلاً 54.91 دولاراً، كما أنهى الخام الأميركي التعاملات مرتفعاً 1.13 دولار أو 2.49% إلى 46.54 دولاراً.
وضعف نشاط المصانع في ديسمبر/كانون الأول في آسيا في ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتباطؤ الطلب الصيني الذي أضر بالإنتاج في معظم الاقتصادات، وهو ما يشير إلى بداية صعبة لأكبر منطقة نمو اقتصادي في العالم في 2019.
وأنهت أسعار النفط عام 2018 على انخفاض للمرة الأولى منذ 2015، حيث هبطت العقود الآجلة للخام الأميركي نحو 25% على مدى العام، بينما نزل "برنت" حوالي 20%.
وعلى صعيد الإنتاج، ستتركز جميع الأنظار على الارتفاع الحالي في إنتاج الولايات المتحدة وعلى جهود "أوبك" وروسيا لضبط المعروض.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الإثنين، إن إنتاج الخام الأميركي ارتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 11.537 مليون برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول.
وجعل ذلك من الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم متفوقة على روسيا، التي قالت، اليوم الأربعاء، إن إنتاجها النفطي في ديسمبر/كانون الأول بلغ مستوى قياسيا عند 11.45 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 11.37 مليون برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني.
توقعات 2019
في السياق، رجّح بنك الاستثمار الدولي "جيه.بي مورغان"، اليوم الأربعاء، أن يدور سعر برميل خام "برنت" حول 55 دولارا خلال 2019.
وقال رئيس شؤون النفط والغاز في "جيه.بي مورغان" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، سكوت دارلينغ، قال في مقابلة مع قناة "سي.إن.بي سي" الأميركية، إنه يتوقع أن تظل أسعار الخام منخفضة لفترة أطول، إذا لم تواصل أوبك التزامها بتخفيض إنتاج النفط طوال 2019.
وبدأ دخول اتفاق جديد لخفض إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، اعتبارا من يوم الإثنين، بين أعضاء "أوبك" ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، ولمدة 6 أشهر.
وأضاف دارلينغ أن "أوبك+" التي تضم أعضاء المنظمة والمنتجين المستقلين المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج، قررت خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من العام الجاري، وليس العام كله، "لذا نتوقع أن يدور سعر خام برنت حول 55 دولارا خلال 2019".
وأوضح المسؤول المالي أن العوامل التي يمكن أن تبقي أسعار النفط ضعيفة في 2019 تشمل التباطؤ في الطلب على النفط، وعدم اليقين بشأن الامتثال الكامل من جانب أعضاء "أوبك"، بشأن خفض العرض بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا.
وأشار دارلينغ إلى أن المخاطر الجيوسياسية في أماكن مثل فنزويلا، يمكن أن تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
صادرات العراق
في بغداد، قالت وزارة النفط العراقية، في بيان اليوم الأربعاء، إن متوسط صادرات البلاد من النفط بلغ 3.726 ملايين برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول، بزيادة كبيرة عن الشهر السابق.
وذكرت الوزارة في بيان، أن صادرات موانئ البصرة في جنوب العراق ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 3.63 ملايين برميل يوميا، من 3.363 ملايين في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف البيان أن شحنات النفط من حقول كركوك بشمال العراق، إلى ميناء جيهان التركي، ارتفعت إلى 99 ألف برميل يوميا، مقارنة مع 8716 برميلا يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويُنتج العراق كميات أقل من طاقته القصوى البالغة نحو 5 ملايين برميل يوميا، تماشيا مع الاتفاق المبرم بين "أوبك" وعدد من المصدرين خارجها لكبح المعروض العالمي من أجل تعزيز الأسعار.
استثمار إيراني في مصفاة هندية
على صعيد آخر، قالت مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة لتكرير النفط في الهند، اليوم الأربعاء، إنه لا يزال من الممكن أن تستثمر إيران في مشروع توسيع مصفاة في وحدة تابعة لها.
سانجيف سينغ، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، قال إن إيران لم تستبعد المشاركة في توسعة مصفاة "تشيناي بتروليوم كورب"، في جنوب الهند، التي تبلغ طاقتها 20 ألف برميل يوميا.
وثارت تساؤلات بشأن مشاركة إيران بعدما خفضت الهند وارداتها من الخام الإيراني بعد فرض عقوبات أميركية على طهران. غير أن تصريحات سينغ تأتي بعد أيام قليلة من إعفاء الهند مدفوعات الروبية المقدمة لشركة النفط الوطنية الإيرانية عن واردات النفط الخام من الضريبة.
ويتيح هذا الإعفاء لشركات التكرير الهندية تسوية مدفوعات مؤجلة قيمتها 1.5 مليار دولار لشركة النفط الوطنية الإيرانية عبر السداد المباشر بالروبية.
ومن المتوقع أن تساعد هذه المدفوعات إيران في الاستثمار في مشروعات هندية، لا سيما مشروع توسيع "تشيناي بتروليوم"، التي تعتزم استثمار 356.98 مليار روبية (5.1 مليارات دولار) لاستبدال مصفاة "ناجاباتينام" في ولاية تاميل نادو، جنوب البلاد، بمحطة تعمل بطاقة 180 ألف برميل يوميا.
وتملك "نفط إيران إنترترايد"، الوحدة السويسرية التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية، حصة 15.4% في "تشيناي بتروليوم"، بينما تملك مؤسسة النفط الهندية 52%. وقال سينغ إنه لم يتم حتى الآن إعداد تقرير دراسة جدوى تفصيلي لمشروع التوسعة.
(رويترز، الأناضول)