رصد مراسل "العربي الجديد" إقدام قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية على إجبار النساء على خلع النقاب، والكشف عن وجوههن عند نقاط التفتيش على الطريق الذي كانت تسلكه العوائل الفارة من مدينة الموصل باتجاه مناطق كوكجلي وبرطلة والخازر شرق الموصل. في حين تعرض مئات الرجال والشبان للمساءلة والمضايقات بسبب طول لحاهم.
وعن سبب إجبار النساء على خلع النقاب في نقاط التفتيش، قال الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب، علي المعموري لـ"العربي الجديد": "لدينا تعليمات من قيادة العمليات تقضي بتفتيش العوائل النازحة للتأكد من عدم وجود متسللين من عناصر "داعش" معهم، لذلك يجب أن نكشف عن وجوه النساء لأن بعض عناصر التنظيم استخدموا أسلوب التخفي والتنكر في أزياء النساء للهروب من قبضة القوات الأمنية".
وعبّرت النازحة من مدينة الموصل، أم محمد، عن امتعاضها من هذا الإجراء: "أجبرت على خلع النقاب في نقاط تفتيش عديدة من رجال الجيش والشرطة والبشمركة بسبب شكوك القوات الأمنية من أن يكون بيننا عناصر داعش فارين من مناطق القتال، هذا الأمر سبب لنا الإحراج لأننا نساء محجبات، ومنقبات حتى قبل دخول التنظيم إلى مناطقنا".
كما تعرض مئات الرجال والشباب الذين كانوا برفقة عوائلهم إلى مضايقات ومساءلة من عناصر الشرطة والجيش وقوات البشمركة بسبب طول لحاهم وعدم حلقها.
وأوضح النازح من مدينة الموصل محمد حميد، أنه تعرض لمضايقات من قوات الجيش العراقي والشرطة خلال مروره في نقاط تفتيش القوات الأمنية بسبب طول لحيته، مؤكداً أن "جميع رجال الموصل وشبابها مجبرون على إطالة لحاهم بسبب تعليمات (داعش) الذي كان يحاسب بشدة من يقوم بحلق اللحية بعقوبات تصل إلى حدّ السجن والجلد أمام الناس. ينبغي على القوات الأمنية أن تتفهم أننا مجبرون على إطالة لحانا".
وحاول المئات من نازحي الموصل التخلص مما وصفوه "مشكلة النقاب واللحية" قبل وصولهم إلى نقاط التفتيش، إذ خلعت النسوة نقابها، وأبقت على الحجاب العادي قبل وصولهن إلى نقاط التفتيش، "بينما حلق بعض الرجال لحاهم للتخلص من شبهة الانتماء لداعش"، بحسب قول أحد النازحين.
ولم يفوت بعض النازحين من الرجال فرصة الحصول على سيجارة للتدخين بعد أن منعهم تنظيم "داعش" من التدخين أكثر من عامين. وأظهروا فرحهم بالحصول على سيجارة، وتدخينها أمام كاميرات الصحافيين ورجال الأمن عند نقاط التفتيش.
وكشف النازح أبو سعد عن ظهره أمام عدسات المصورين، مظهراً آثار السياط الواضحة التي تعرض لها بسبب تدخينه خلال سيطرة "داعش" على منطقة كوكجلي شرق الموصل كما يقول.
من جهة ثانية، فرضت قوات الأمن الكردية إجراءات مشددة على مخيمات النازحين الفارين من الموصل في منطقة الخازر. وقال الضابط في قوات الأمن الكردية (الأسايش) هوراس مصطفى لـ"العربي الجديد": "لدينا تعليمات بمنع خروج النازحين من المخيم وعدم السماح بدخول أشخاص غير مخولين"، مضيفاً "أن قوات الأسايش، بالتعاون مع قوات الأمن العراقية فصلت الرجال عن النساء ووضعتهم في مكان مخصص للتحقيق معهم، والتأكد من عدم انتمائهم أو تعاونهم مع تنظيم داعش".
شهدت معركة الموصل حدوث موجة نزوح لأكثر من 37 ألف شخص بحسب تقديرات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، توزعوا في مخيمات الخازر وديبكة، ومخيم القيارة بعد فصل الرجال والشباب ممن لا تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً للتحقيق معهم، والتأكد من عدم انتمائهم إلى داعش".