30 أكتوبر 2015
الوطن للأغنياء و"الوطنية" للفقراء
محمد لعبيدي (المغرب)
عندما رفعنا مطلب إلغاء اللائحة الوطنية، خصوصاً في شقها المتعلّق بالشباب، لم يكن ذلك نزوة سياسية عابرة، وتجلٍّ عابر، وإنما ذلك نابع من موقف قار وصلب، كنت سبّاقا للإعلان عنه، منذ سنة 2014، لا لشيء، فقط إدراكاً مني، بما وفرته لي تجربتي الخاصة والموضوعية، واحتكاكي المباشر مع العمل الحزبي والمواطنين المتحزّبين.
مبدأ التميّز الإيجابي، نتفق مع إقراره بخصوص دعم تمثلية المرأة داخل المؤسسات السياسية للبلاد، وذلك راجع لعدة عوامل، لعلّ أبرزها العقلية الذكورية التي تطبع الحقل السياسي في المغرب، مع غياب إمكانية دعم الأحزاب لنسائها محلياً، عبر الدوائر الانتخابية المباشرة.
غير أنّ الاعتراف بمشروعية هذا المبدأ في شقه المرتبطة بالمرأة، لا يعني بتاتاً التنزيل الديمقراطي له داخل الأحزاب، إذ إنّه من عصي جداً، أن تؤول مقاعد اللائحة الوطنية لمن يستحقها، لما يشوب العقلية السادية لزعماء الأحزاب من سلوكياتٍ يندى لها الجبين، إذ يعتبرون اللائحة الوطنية وترتيبها شأناً خاصاً بدائرة ضيقة من قيادة الأحزاب، ولا دخل لأحد فيها، ما يفتح الباب على ممارسات، غالباً ما تفجر مفاجآت وفضائح من العيار الثقيل.
بالنسبة للائحة الوطنية للشباب، نقف أمام ظاهرة تسيء إلى سمعة بلدنا الديمقراطية، وإلى تراجع ترتيبه ضمن مؤشرات الدول الديمقراطية، لأنه، وبكلّ بساطةٍ من النادر جداً إلى المنعدم، أن تفتح تلك اللوائح إلى التباري الديمقراطي بين أعضاء شبيبات الأحزاب، وغالباً ما تتم عملية كولسة إعدادها، وتعبيد الطريق أمام مقربين، سواء عبر المصاهرة، أو عبر صفقات مالية ضخمة أو علاقات مشبوهة.
ما نعنيه، ونحن نتحدث عن حيثيات وقنوات التي تمرّ عبرها، هذه اللائحة لتخرج إلى العلن في نسخ مشوّهة للعملية الديمقراطية في المغرب، الذي نسعى جاهدين إلى بناء صرحه الديمقراطي، بما يضمن كرامة العيش لكل مواطنيه، وذلك لن يتأتّى لنا طبعاً، إلا ببناء وطن يتسع لجميع أفراده ومواطنيه.
هذا الطريق طويل وشاق ومحفوف بمخاطر كثيرة، بالنظر إلى تعدّد الجهات التي تعرقل عملية البناء السليم، لأنّ ذلك لا يخدم مصالحها الآنية والذاتية، لأنها تعتبر السياسية غايةً في حد ذاتها، وليست وسيلة لخدمة رفاهية المجتمع، قد يقول بعضهم، أن ما أقوله يبدو مثالياً، غير أنّه حقيقة، هذا هو الطريق الصحيح، الذي ينبغي أن ينهل منه السياسيين توجهاتهم، بعيداً عن صناعة كائنات حزبية كرتونية، ترفع رأسها موافقة على كل شيء.
وعليه، نحن أمام مجزرة ثانية، تمارس باسم شباب وشابات المغرب العزيز، ولا أحد يحرّك ساكناً، غير قلّة قليلة عبّرت عن رفضها هذه النعمة التي تحمل في طياتها نقماً كثيرة، تسيء للوطن وسواعده على المدى البعيد، لأنّ بناء الأوطان الحقيقي، يبدأ أولاً من بناء أجيال، تؤمن بأنّ غاية الحقيقة من ممارسة السياسة، هي صناعة أجيال الغد، تؤمن بأن الوطن ليس ما يجوده من خيرات، وإنما الوطن هو ضمان العيش الكريم للجميع، إذ كيف يعقل أن تمنح مقاعد برلمانية في أعرق مؤسسة سياسية في البلاد على شيك بياض للأحزاب السياسية، بينما يقبع ما يزيد عن مليون شاب وشابة في أتون البطالة، وأغلبهم من حملة الشهادات العليا، وقس على ذلك من تجليات الفقر وتردي الخدمات الاجتماعية.
بكل صدق، يتأكّد للمرة الألف، أنّنا أمام واقع سياسي، يشجّع على العزوف، ويضرب مجهودات أبناء الشعب عرض الحائط، وكذا مطالبهم وانتظاراتهم، كيف لمن أفنى عمره في التحصيل الدراسي، ليجد نفسه في نهاية المطاف في الشارع، يواجه سياط وهراوات القمع، أن يرى الوطن بالعين المحب؟ وأبناء الأعيان ونخب الأبراج العاجية تتوارث الوطن وخيراته، ومناصبه وغير ذلك.
في الأخير، نهنّأ الوافدين الجدّد على القبّة المقدسة، التي حرمت على أبناء الفقراء، ونطلب منكم ليس أمراً، وإنما فضلاً، أن تكونوا رفقاء بمشاعر الفقراء، وأنتم توّزعون علينا مشاهد البذخ والسفريات في الفنادق المصنّفة، عملاً بمقولة "وإذ ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، لكن كونوا أنتم وألهتكم متأكدين حدّ الجزم، أنّ شمس الكرامة، حتما، ستشرق على سماء هذا الوطن، ومآلكم مزبلة التاريخ.
مبدأ التميّز الإيجابي، نتفق مع إقراره بخصوص دعم تمثلية المرأة داخل المؤسسات السياسية للبلاد، وذلك راجع لعدة عوامل، لعلّ أبرزها العقلية الذكورية التي تطبع الحقل السياسي في المغرب، مع غياب إمكانية دعم الأحزاب لنسائها محلياً، عبر الدوائر الانتخابية المباشرة.
غير أنّ الاعتراف بمشروعية هذا المبدأ في شقه المرتبطة بالمرأة، لا يعني بتاتاً التنزيل الديمقراطي له داخل الأحزاب، إذ إنّه من عصي جداً، أن تؤول مقاعد اللائحة الوطنية لمن يستحقها، لما يشوب العقلية السادية لزعماء الأحزاب من سلوكياتٍ يندى لها الجبين، إذ يعتبرون اللائحة الوطنية وترتيبها شأناً خاصاً بدائرة ضيقة من قيادة الأحزاب، ولا دخل لأحد فيها، ما يفتح الباب على ممارسات، غالباً ما تفجر مفاجآت وفضائح من العيار الثقيل.
بالنسبة للائحة الوطنية للشباب، نقف أمام ظاهرة تسيء إلى سمعة بلدنا الديمقراطية، وإلى تراجع ترتيبه ضمن مؤشرات الدول الديمقراطية، لأنه، وبكلّ بساطةٍ من النادر جداً إلى المنعدم، أن تفتح تلك اللوائح إلى التباري الديمقراطي بين أعضاء شبيبات الأحزاب، وغالباً ما تتم عملية كولسة إعدادها، وتعبيد الطريق أمام مقربين، سواء عبر المصاهرة، أو عبر صفقات مالية ضخمة أو علاقات مشبوهة.
ما نعنيه، ونحن نتحدث عن حيثيات وقنوات التي تمرّ عبرها، هذه اللائحة لتخرج إلى العلن في نسخ مشوّهة للعملية الديمقراطية في المغرب، الذي نسعى جاهدين إلى بناء صرحه الديمقراطي، بما يضمن كرامة العيش لكل مواطنيه، وذلك لن يتأتّى لنا طبعاً، إلا ببناء وطن يتسع لجميع أفراده ومواطنيه.
هذا الطريق طويل وشاق ومحفوف بمخاطر كثيرة، بالنظر إلى تعدّد الجهات التي تعرقل عملية البناء السليم، لأنّ ذلك لا يخدم مصالحها الآنية والذاتية، لأنها تعتبر السياسية غايةً في حد ذاتها، وليست وسيلة لخدمة رفاهية المجتمع، قد يقول بعضهم، أن ما أقوله يبدو مثالياً، غير أنّه حقيقة، هذا هو الطريق الصحيح، الذي ينبغي أن ينهل منه السياسيين توجهاتهم، بعيداً عن صناعة كائنات حزبية كرتونية، ترفع رأسها موافقة على كل شيء.
وعليه، نحن أمام مجزرة ثانية، تمارس باسم شباب وشابات المغرب العزيز، ولا أحد يحرّك ساكناً، غير قلّة قليلة عبّرت عن رفضها هذه النعمة التي تحمل في طياتها نقماً كثيرة، تسيء للوطن وسواعده على المدى البعيد، لأنّ بناء الأوطان الحقيقي، يبدأ أولاً من بناء أجيال، تؤمن بأنّ غاية الحقيقة من ممارسة السياسة، هي صناعة أجيال الغد، تؤمن بأن الوطن ليس ما يجوده من خيرات، وإنما الوطن هو ضمان العيش الكريم للجميع، إذ كيف يعقل أن تمنح مقاعد برلمانية في أعرق مؤسسة سياسية في البلاد على شيك بياض للأحزاب السياسية، بينما يقبع ما يزيد عن مليون شاب وشابة في أتون البطالة، وأغلبهم من حملة الشهادات العليا، وقس على ذلك من تجليات الفقر وتردي الخدمات الاجتماعية.
بكل صدق، يتأكّد للمرة الألف، أنّنا أمام واقع سياسي، يشجّع على العزوف، ويضرب مجهودات أبناء الشعب عرض الحائط، وكذا مطالبهم وانتظاراتهم، كيف لمن أفنى عمره في التحصيل الدراسي، ليجد نفسه في نهاية المطاف في الشارع، يواجه سياط وهراوات القمع، أن يرى الوطن بالعين المحب؟ وأبناء الأعيان ونخب الأبراج العاجية تتوارث الوطن وخيراته، ومناصبه وغير ذلك.
في الأخير، نهنّأ الوافدين الجدّد على القبّة المقدسة، التي حرمت على أبناء الفقراء، ونطلب منكم ليس أمراً، وإنما فضلاً، أن تكونوا رفقاء بمشاعر الفقراء، وأنتم توّزعون علينا مشاهد البذخ والسفريات في الفنادق المصنّفة، عملاً بمقولة "وإذ ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، لكن كونوا أنتم وألهتكم متأكدين حدّ الجزم، أنّ شمس الكرامة، حتما، ستشرق على سماء هذا الوطن، ومآلكم مزبلة التاريخ.
مقالات أخرى
03 أكتوبر 2015
13 مارس 2015
11 فبراير 2015