وقال محللون في الشأن الاقتصادي إن المعارك السياسية بين الخصوم، اتسعت لتشمل ما وصفوه بـ "حرب تجميد الأموال"، مشيرين إلى أن "الحوثيين"، الذين تطالهم اتهامات بقيادة ثورة مضادة، يردون على قرار الرئيس الحالي بتجميد ثروات "المخلوع".
وحسب متحدث باسم اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثيين، في مؤتمر صحافي مساء الأحد، فإن الجماعة "استصدرت أوامر من النائب العام إلى المصارف يقضي بتجميد أرصدة اللواء في الجيش علي محسن الأحمر، المقرب من حزب الإصلاح ورجل الأعمال حميد الأحمر، القيادي في الحزب.
وقال المتحدث إن توجيهات النائب العام تضمنت منع بيع وشراء الممتلكات، وكذلك منع أية تحويلات مالية للرجلين اللذين غادرا صنعاء في أعقاب سقوطها بيد الحوثيين في سبتمبر/أيلول الماضي.
ويعد حميد الأحمر واحداً من أكبر رجال الأعمال في اليمن، ويمتلك استثمارات وشركات في مجالات مختلفة، وتعد شركة "سبأ فون" للهاتف النقال أبرز شركاته، ومصرف "سبأ الإسلامي" ولديه عدة شركات خدمية وتوكيلات تجارية منها مطاعم "كنتاكي".
وحميد الأحمر من أبرز قادة ثورة الشباب، التي أطاحت بنظام على عبد الله صالح في 2011، وقال في تصريحات صحافية إنه قدم دعماَ مالياً لها. ووصف الأحمر في مقابلات صحافية، "الحوثي" بأنه واجهة للثورة المضادة التي يتزعمها الرئيس المخلوع.
ويسيطر مسلحو الحوثي على مبنى شركة "سبأ فون" وجميع أملاك وشركات ومنازل حميد الأحمر، وحركت
الجماعة جهات رسمية لملاحقة أموال وممتلكات الرجل، بدعوى تهرب شركاته ضريبياً.
وأكدت "سبأ فون" ضرورة "الكف عن إقحام العمل الاقتصادي في الخصومات السياسية، لما لها من أضرار بالغة على الاقتصاد اليمني.
كما داهمت مجموعة من الحوثيين مؤخرا مصرف سبأ الإسلامي، وقال مصدر في المصرف لـ "العربي الجديد"، إن الحوثيين طلبوا من إدارة المصرف تحويل ممتلكات وأسهم حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر إلى "اللجان الشعبية " التابعة لهم.
وبحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، طلب الحوثيون بتمكين مندوب اللجان قاسم الوادعي من المشاركة في إدارة المصرف وتحويل ممتلكات الأحمر ومحسن باسمه.
ونشر المصرف إعلاناً يوم السبت في صحيفة "الثورة" الرسمية، يوضح فيها أن المصرف أصبح مملوكاً للبنك الإسلامي للتنمية بمدينة جدة بالسعودية، في إشارة إلى أن حميد الأحمر لم يعد له علاقة بالمصرف الذي كان يترأس مجلس إدارته.
واقتحم مسلحو الحوثي الأسبوع الماضي، برجا سكنيا في صنعاء تم بناؤه بتمويل من مصرف سبأ وطالبوا المستأجرين بدفع الأقساط إلى مندوب الجماعة، رغم تأكيد المستأجرين أن العقار أصبح مملوكاً لهم وأنهم أكملوا سداد الأقساط، حسب أحد المستأجرين.
كما سيطر مسلحو الحوثي على مركز أبولو التابع لحميد الأحمر، والذي يعد أكبر قاعة معارض في صنعاء، ويحتضن عدة معارض سنوية منها معرض صنعاء الدولي للكتاب.
وأكد المحلل الاقتصادي عبد الناصر المودع، أن سيطرة الحوثيين على أموال خصومهم السياسيين بدون سند قانوني، تمثل ضربة قاصمة للاستثمار.
وقال المودع لـ "العربي الجديد"، إن الصراع على المال يعد وجها آخر للصراع على السلطة، "هناك تجميد متبادل للأموال" وهو ما يثير قلق المستثمرين بشكل عام.