تشهد المحافظات الجنوبية في اليمن، توتراً شديداً، بعد مقتل ثمانية متظاهرين برصاص القوات الموالية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في مدينة تعز، بينما تضاربت الأنباء حول تقديم المحافظ، شوقي أحمد هائل، استقالته من منصبه.
وفي حين، أكّدت الرواية الأولى استقالة هائل، وذلك احتجاجاً على عدم تنفيذ توجيهاته وأوامره من قبل فرع قوات الأمن الخاصة في المحافظة، نفت الرواية الثانية ذلك، مؤكدة أنه انسحب من لقاء اللجنة الأمنية.
واستندت المعلومات التي أكدت الاستقالة، إلى بلاغ صحافي صادر عن مكتب المحافظ، يعلن فيه أنه "لن يقبل مُطلقاً إراقة أية دماء من أي طرف في المحافظة وهو على رأس هرم قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية في المحافظة، طالما قيادة بعض فروع الوحدات الأمنية لا تلتزم بأوامره، ولا يحترمون مواقفهم ومبادئهم"، بحسب البلاغ.
غير أن قيادياً في أحزاب اللقاء المشترك في تعز، نفى لـ"العربي الجديد"، خبر استقالة هائل، موضحاً أن "المحافظ انسحب من اللقاء المنعقد، اليوم الثلاثاء، مع اللجنة الأمنية وقيادات الأحزاب السياسية والسلطة المحلية في المحافظة".
وأشار القيادي، إلى أن "هائل غادر اللقاء معترضاً على التمرد الذي يقوده قائد القوات الخاصة العميد محمد حمود الحارثي، واصفاً إياه بالتمرد على قرارات رئيس اللجنة الأمنية".
هذا التضارب بالأنباء، فسرته مصادر أخرى، بأن "المحافظ سيظل بمنصبه، ولكنّه لا يريد إعلان ذلك الآن، لكي ينجح خبر الاستقالة بامتصاص سخط أسر ضحايا المتظاهرين"، حيث سقط 8 قتلى من المتظاهرين، احتجاجاً على وجود قوات موالية لـ"الحوثيين" في المدينة.
وأوضح شهود عيان ومصادر طبية في تعز، أن 8 متظاهرين قتلوا وأصيب نحو 70 آخرين، إصابة بعضهم حرجة، برصاص "الحوثيين" وقوات الأمن، أثناء قيامهم بالتظاهر قرب مقر قوات الأمن الخاصة، في تعز، رفضاً لتواجد مسلحي الحركة في المدينة وقمع المظاهرات.
وشهدت أكثر من منطقة في المدينة احتجاجات غاضبة أجبرت "الحوثيين" على سحب بعض النقاط المستحدثة، ولا يزال الوضع مرشحاً لمزيد من التصعيد.
وفي سياق آخر، اندلعت مواجهات في منطقة كرش الحدودية بين محافظتي تعز ولحج، بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والقوات الموالية لـ"الحوثيين"، إذ أفادت بأن قوات الأمن المدعومة من "الحوثيين" تقدمت في المنطقة.
وشهدت محافظة الضالع الجنوبية، اشتباكات متقطعة بين مسلحي الحراك والموالين لهادي من جهة، والقوات الموالية لحركة "أنصار الله" من جهة أخرى، إذ أشارت مصادر محلية إلى تقدم أطقم مسلحة موالية للحركة إلى مدينة سناح. وفي المقابل أعلنت مصادر مقربة من "اللجان الشعبية" الموالية لهادي، أن تعزيزات من مسلحين قبليين وقوات موالية لهادي توجهت إلى المحافظة. ولم تتوفر تفاصيل دقيقة حول سقوط الضحايا.
وفي صنعاء، شيع الآلاف اليوم جثمان الكاتب السياسي والقيادي في جماعة "الحوثيين"، عبدالكريم الخيواني، الذي اغتيل الأربعاء الماضي برصاص مسلحين مجهولين، وسط العاصمة.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يحاولون نقل سيناريو سقوط صنعاء إلى تعز