دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يومه العاشر، وسط تكاتف شعبي وعربي، ومطالب برفع سقف الإضراب وإسناده سياسياً وشعبياً.
وأعلنت الحركة الوطنية الأسيرة، في بيان، اليوم الأربعاء، رفع سقف وتيرة الإضراب، وتحقيق الأهداف، فيما وجهت دعوة للأسرى المضربين بالصمود، والإصرار، والتمسك بالمطالب.
ووجهت الحركة جملة من الرسائل إلى الأسرى المضربين والمستعدين لخوض الإضراب، وإلى الشارع الفلسطيني، والقوى الوطنية والإسلامية، وأحرار العالم أكّدت فيها على ضرورة الدعم والإسناد والمشاركة والوحدة لمواجهة التحديات التي تفرضها حكومة الاحتلال.
وأكّدت أن "الحوار سيتم مع الأسرى المضربين ولن يُسمح بأي تدخلات مهما كانت"، محذرةً من تداول الشائعات التي يهدف الاحتلال إلى نشرها حول الإضراب مستهدفاً معنويات المناضلين والمجاهدين.
وطالبت الحركة الشارع الفلسطيني بالمزيد من الدعم والإسناد عبر النضال اليومي المشتبك مع الاحتلال في كافة المواقع، قائلةً "كل حراك جاد، فاعل شامل، يُقصر من أمد الإضراب، ويُوصّل رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن الأسرى ليسوا وحدهم، فمن داخل فلسطين المحتلة عام 1948، والقدس من الممكن التواجد أمام السجون وفي الضفة المحتلة، وفي مواقع الاشتباك، وفي غزة الصامدة فعلاً يومياً ودعماً وخارج فلسطين أنتم حملة الأمانة وصوت الحرية، فلتتصاعد حالة الفعل النضالي الوطني".
ودعت أيضاً إلى توحيد برنامج دعم نضالي شامل على الصعيد الوطني والقومي والدولي، وإلى بذل الجهد لنصرة إضراب الحرية، مؤكدة أن الأيام المقبلة ستحمل معها بشائر الانتصار.
عربياً، عبّرت قوى سياسية ومنظمات ونواب تونسيون عن دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني، داعية إلى فضح جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الأسرى، وإلى التحرك على المستوى الوطني والعربي بعد التدهور الخطير لصحّة القائد الأسير مروان البرغوثي. وأكّدت أنّها ستساند الأسرى بكل الأشكال النضالية الممكنة.
وينفذُ قادة من "الجبهة الشعبيّة" وكتلتها البرلمانية وعدد من مناضليها يوم غد الخميس، وقفة تضامنية للتعبير عن مساندتهم للأسرى الفلسطينيّين في السجون الإسرائيلية.
وقال القيادي بالجبهة الشعبية، الجيلاني الهمامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجبهة ستقوم بوقفة تضامنية وسينفذون إضراباً رمزياً عن الطعام بمقر أحد أحزاب الجبهة، التيار الشعبي، وبحضور نواب وقادة الجبهة ومنظمات وطنية للتعبير عن مساندتهم للأسرى الفلسطينيين، مبيناً انّ القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة.
وبين الهمامي أن المقاومة داخل السجون هي حلقة أخرى من نضال الشعب الفلسطيني لاسترداد حقه في السلم وفي الوطن، معتبراً أنّ الدعم العربي لا يزال خافتاً جداً، وأن القوى الثورية في البلدان العربية والتي من المفترض أن تساند القضية الفلسطينية تعاني من تراجعات كبرى.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاتحاد سيطلق بدءاً من اليوم وإلى مايو/أيار حملة مناصرة واسعة للأسرى الفلسطينيين، معتبراً أنّ الاوضاع الحاصلة في المنطقة العربية من حروب أهلية وصراعات في اليمن وسورية ساهما في نسيان القضية الفلسطينية، وعدم تسليط الأضواء على معاناة الأسرى وعلى الحصار الذي يعيشونه ما أدى إلى تدهور صحة الكثيرين منهم.
واعتبر الطاهري أنه لا بد من حشد المجتمعات الدولية للتخفيف عن الأسرى، وهي رسالة أراد الاتحاد العام التونسي للشغل توجيهها للعالم، للاهتمام بملف الأسرى ونفض الغبار عنه، خاصة بعد التدهور الخطير لصحة القائد البرغوثي، مبيناً أن الاتحاد وجه رسالة إلى الاتحاد الدولي للنقابات، وطالب بحشد الأنصار والتذكير بمعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تستعد فيه تونس وتحديداً مؤسسة سيدة الأرض، إلى إحياء تظاهرة يوم غد الخميس بقصر المؤتمرات بالعاصمة، بحضور 1300 شخصية سياسية تحت شعار "تراثنا هويتنا وفلسطين وطننا"، وستكون مناسبة لتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين وما يمرون به من مصاعب.
وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض، كمال الحسيني، صرح في مؤتمر صحافي، انتظم منذ أيام بتونس أن مساندة الأسرى الفلسطينيين، أسرى الحريّة، ستكون حاضرة في أشغال هذه التظاهرة، قائلاً: "ما يسمونها تظاهرة أردناها ملحمة فلسطينية تونسية".
وشدّد على حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى، مشيراً إلى أن تونس احتضنت القضية الفلسطينية في ظروف دقيقة وما زالت، وأن كل الفلسطينيين يعرفون حب التونسيين الصادق لأرض فلسطين وشعبها.
وكان الحزب الجمهوري التونسي، نفذ أمس الثلاثاء، إضراباً عن الطعام تضامناً مع الأسرى، فيما تتوسع حملات التضامن مع قضية الأسرى وصلت حتى إلى بعض المعاهد التونسية.