انتقدت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية في تقرير خاص يوم الأحد، قرار مركز إكسل الذي تملكه شركة أبوظبي الوطنية للمعارض "أدنيك"، لفرضه رسوم إيجار على خدمات الصحة الوطنية.
وقارنت الصحيفة بينه وبين مركز المعارض الوطني، في برمنغهام، الذي تعود ملكيته لشركة بلاكستون الأميركية العملاقة للأسهم الخاصة، الذي يوفّر المكان مجانًا، ويتعهّد بوضع المرفق بأكمله تحت تصرف خدمات الصحة الوطنية طوال فترة حاجتها له.
ويتقاضى مالكو مركز إكسل في شرق لندن، رسوم إيجار شهرية تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، من خدمات الصحة الوطنية، مقابل استخدامه كمستشفى مؤقت لعالجة مرضى فيروس كورونا.
وكان وزير الصحة مات هانكوك، قد افتتح المستشفى يوم الجمعة الماضي، وهو يستوعب أربعة آلاف مريض في 80 جناحا. ويعتبر من ضمن أكبر المستشفيات في العالم، وهو المستشفى الأول من ضمن سلسلة مستشفيات نايتنغيل المؤقتة، التي تسعى الحكومة لافتتاحها، في محاولة يائسة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من "كوفيد 19".
وسلطّت الصحيفة البريطانية الضوء، في ظلّ هذه الأزمة الإنسانية، على صفقة مركز إكسل مع خدمات الصحة الوطنية، فكتبت نبذة مختصرة عنه، وقالت إنّه افتتح في عام 2000، وفي عام 2008 اشترته شركة أدنيك، التي يرأسها محمد جمعة الشامسي، وتملكها إمارة أبوظبي، ورئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ثمّ ذكرت الشخصيات البارزة في إكسل، مثل جيريمي ريس مدير المركز، وبعض أعضاء مجلس إدارتها، اللورد كينغ من بريدجووتر، ووزير الدفاع المحافظ السابق، وستيفن نوريس، وزير النقل السابق في حزب المحافظين. ولفتت إلى أرباح إكسل التي بلغت 37.4 مليون جنيه إسترليني قبل الضرائب بقيمة مبيعات بلغت 94.4 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي.
بدوره، عبّر وزير صحة الظل، جوناثان أشوورث، عن امتعاضه من هذه الصفقة وقال إنّها تثير الغضب، وإنّ الموظفين والمرضى سيشعرون بالاشمئزاز من أصحاب المليارات في مركز إكسل، الذين وجب أن يقدّموا هذه التسهيلات مجانًا.
وفي حديث لوزير الصحة مات هانكوك، صباح أمس، إلى برنامج أندرو مار الأسبوعي، أوضح أنّهم يعملون ليل نهار لتخطّي هذه الظروف الصعبة. وأظهر الحاجة إلى الإسراع في تنفيذ مشروع سلسلة مستشفيات نايتنغيل المؤقتة، التي يفتتحونها في أماكن مختلفة من البلاد بغية إنقاذ أكبر عدد من الناس وتوسيع قدرات خدمات الصحة الوطنية.
أمّا عن مدى جهوزية خدمات الصحة الوطنية للتعاطي مع أزمة فيروس كورونا، فيقول هانكوك، إنّها على استعداد في اللحظة الراهنة وإنّهم يملكون حوالي تسعة أو عشرة آلاف جهاز تنفّس لكنّهم يهدفون إلى زيادة العدد والوصول إلى 30 ألفا، كما يلفت إلى حاجتهم إلى 18 ألف جهاز تنفّس إضافي خلال الأسابيع القادمة في أسوأ سيناريو محتمل.
وكان قد أعلن عن استخدام مركز إكسل لأول مرّة، كمستشفى مؤقت في سلسلة من مستشفيات نايتنغيل، في 24 مارس/آذار. وقال مصدر مقرّب من خدمات الصحة الوطنية، إنّهم كانوا بحاجة ماسّة لتأمين مكان كبير في لندن لمعالجة المرضى، بعد أن اكتظت المستشفيات بالمصابين بفيروس كورونا.
واكتفى مركز إكسل، بالقول: "إن الاتفاق بين إكسل وخدمات الصحة الوطنية هو أمر سري". وأضاف متحدث باسمه، أنّه يود أن يشدّد على أن إكسل لا تفرض أسعارًا تجارية على خدمات الصحة الوطنية ولا تستفيد منها بأي حال من الأحوال.