امرأة واحة ليل بعيد وهجس بحفيف قمر
رجل من ضوء وريح
يحك خَدَر الأصابع بموسم قطاف تأخر
"2"
وسوسات أسواري تغرد على وقع خطواته
ورجال القبيلة في باب المخيم
يستنفرون حواسهم حراسهم
ينشرون بصاصاتهم
كي يمنعوه أن يسرق من عينيَّ نظرة واحدة،
"3"
تشظّ أيها الضوء ولا تنكسر أنت العابر للمحيطات على امرأة تسورها القبيلة بجدار عازل للحياة
"4"
أنت
الرجل المسكون المكتظ بالغيم يجترح فصول أنوثتي
ليهطل على
شراشف نعاسي
ويطعم ذاكرة أحلامي
شغف القبل الفاحشة
ينهل من صلوات عنقي بالرشف يُسكِّن آنّة عطري
يخلفني واحة رقراقة تدَّثَّر بالنشوة
"5"
وأنا أنثى من بتلات الورد أطير كفراشٍ
تبعثرني كثبان حنين
يلمّني حضن رجل الصحراء
يسرقني كلصوص القوافلِ
وعربات الريح تسري بي إليه
كلما اعتراني الخوف من الليل
"6"
همست لي جدتي أنه من سلالة الجان
يخطف عاشقة من خِدر الواحة آن اكتمال القمر
وخشخشة سعف النخيل
تحف تروي عناقهما لتنجب الخطيئة الكبرى
"7"
الآن سقطت تميمة جدتي من عنقي
وتعريت من ظل القبيلة
شهقت سماء أنوثتي
"8"
وسد الرجل الريح لحجر امرأة
ومضى يسعى... تكتمل النبوءة.
"9"
سأترك حرّاس الجسد نياما
وادخل لأسهر مع ذئاب الصحراء
وأموء
"10"
أنت الرجل الذي تربص دخانه بعطر ذاكرتي
الرجل الذي راودني على شرفات واحتي
حين تأخذني رياح صيفه بعيدا
يتذمر الورد العالق بأطراف شعري
ويترك غباره رسائل حب
عاجلة لنخلة وحيدة على قارعة الشوق تشتعل.
(ليبيا)