انقسام عراقي بشأن القوات الأميركية... وخشية من تبعات الانسحاب

06 يناير 2020
لوّح ترامب بفرض عقوبات غير مسبوقة على العراق(مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
بدت الأوساط السياسية العراقية منقسمة حول الموقف من قرار البرلمان الذي دعا الحكومة إلى إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وما أعقب ذلك من تلويح أميركي بعقوبات على العراق تفوق تلك المفروضة على إيران.
وأثار قرار البرلمان العراقي غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدّد مساء الأحد-الاثنين، بفرض "عقوبات شديدة" على العراق، إذا أُجبِرت القوات الأميركية على مغادرة أراضيه، بعد ساعات من مطالبة البرلمان العراقي الحكومة بـ"إنهاء وجود" القوّات الأجنبيّة في البلاد.
وقال ترامب، على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" عائداً إلى واشنطن بعد عطلة استمرّت أسبوعين في فلوريدا: "إذا طلبوا منا بالفعل أن نغادر (...)، فسنفرض عليهم عقوبات لم يروها من قبل". وأشار إلى أن هذه العقوبات التي هدَّد بفرضها على العراق، ستجعل من تلكَ المفروضة على إيران ضئيلة مقارنةً بها.
وأضاف الرئيس الأميركي: "لدينا قاعدة جوّية باهظة الكلفة بشكلٍ استثنائيّ هناك. لقد كلّفت مليارات الدولارات لبنائها، ولن نغادر إذا لم يعوضوا لنا" كلفتها.
ووصف عضو في البرلمان العراقي عن القوى "السنيّة"، تصويت مجلس النواب على قرار لإخراج القوات الأجنبية بـ"المتهور" وغير المحسوب، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن تبعات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة ستترتّب عن ذلك، ولا سيما أن الرئيس الأميركي قد تحدث بشكل صريح عن احتمال فرض عقوبات على العراق.
وأشار إلى أن العراق مدين لأميركا بمليارات الدولارات، كذلك فإنه يتلقى منها دعماً عسكرياً واسعاً في مختلف المجالات، مضيفاً: "كذلك فإن أميركا، لكونها المسؤولة عن العراق منذ احتلاله عام 2003، تُعدّ حلقة الوصل بين بغداد والعالم الغربي".

وبيّن أن النواب "السُّنة" قاطعوا جلسة التصويت على إخراج الأميركيين باستثناء رئيس البرلمان محمد الحلبوسي و3 نواب آخرين، كذلك لم يحضر النواب الأكراد هذه الجلسة، مشيراً إلى أن هذا الغياب الكبير يمثل طعناً أولياً بما نتج منها.
وانتقد عضو البرلمان عن تحالف "النصر" عدنان الزرفي، خطوة مجلس النواب تجاه القوات الأجنبية، مؤكداً في تغريدة عبر "تويتر" أنه "لم نخسر حليفاً مفيداً فقط، بل ربحنا عدواً يخشاه الجميع"، (في إشارة إلى الإصرار على إخراج القوات الأميركية التي تتحول من حليف إلى عدو).


وقال عضو مجلس النواب حسن العلو، إن من غير المنطقي إخراج الأميركيين في ظل استمرار خطر تنظيم "داعش" الارهابي، مؤكداً في بيان أن الأميركيين يعملون في العراق وفقاً لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن.

واعتبر عضو البرلمان فائق الشيخ علي، من جهته، أن الإصرار على معاداة واشنطن سيدفع بالأميركيين باتجاه إنهاء حكم المليشيات في العراق، موضحاً في تغريدة على "تويتر": "أيتها المليشيات المنفلتة، لقد أسدينا لكم النصح بما فيه الكفاية، ولكنكم لم تتعظوا، لقد قرّرت الولايات المتحدة إسقاط حكمكم في العراق، ستقضي عليكم وتذبح قياداتكم واحداً واحداً، أما دليلي فهو: استمتعوا بالعد العسكري لضربكم ابتداءً من هذا اللحظة، والضربة القادمة ببغداد".


في المقابل، أكد عضو البرلمان عن تحالف "البناء" المدعوم من إيران قصي الشبكي، أن نتائج وخيمة ستترتب عن عدم تنفيذ قرار إخراج القوات الأجنبية، مبيناً في تصريح صحافي، أن طرد هذه القوات خير غطاء لحفظ سيادة البلاد.
وقال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، إن المسؤولين العراقيين يعدّون مذكرة تتضمن الخطوات القانونية والإجرائية من أجل تنفيذ قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية، مؤكداً في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن الخيار الأصح والأنسب هو انسحاب هذه القوات، بعد أن أصبح من الصعب على العراقيين توفير الحماية لها.