قبل ثلاثة أسابيع على الانتخابات البرلمانية في العراق، المقررة في 12 مايو/أيار المقبل، تواجه الأحزاب الكردية مشاكل سياسية، تسبّبت في حدوث انشقاقات وانقسامات، بشأن مكاسب المرحلة المقبلة.
وفي الوقت الذي شهدت فيه تحالفات جديدة، انشقاق بعض قياداتها وانضمامها إلى أحزاب أخرى، ينتقد سياسيون أكراد وثيقة الشرف التي دعا إليها "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بشأن القضايا المصيرية لإقليم كردستان.
وكشف مصدر كردي مطلع لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، عن وجود صراع كبير بين الأحزاب الكردية، للظفر بالأغلبية الكردية في البرلمان العراقي، مبيّناً أنّ أشد تلك الصراعات تدور بين الأحزاب التقليدية كـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" برئاسة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي ينتمي إليه الرئيس العراقي فؤاد معصوم من جهة، والأحزاب الكردية الجديدة من جهة أخرى.
وتحاول الأحزاب الكبرى في إقليم كردستان، استقطاب القيادات المهمة في الأحزاب والتحالفات الجديدة، بحسب المصدر، لافتاً إلى أنّ الفترة الأخيرة شهدت عدداً من الانشقاقات والانقسامات داخل صفوف تحالفات تشارك للمرة الأولى في الانتخابات، كـ"تحالف الديمقراطية والعدالة" الذي يتزعمه رئيس حكومة إقليم كردستان السابق برهم صالح.
وأضاف المصدر أنّ "أغلب قيادات وأعضاء (تحالف الديمقراطية والعدالة) انشقوا، في وقت سابق، عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني"، لافتاً إلى "نجاح الحزب في استعادة جزء مهم منهم في وقت مناسب قبل الانتخابات".
في السياق، أكد المكتب الإعلامي لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، انشقاق مسؤول في "تحالف الديمقراطية والعدالة" وعدد من أنصاره، موضحاً، في بيان، أنّ القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" ملا بختيار، اجتمع في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، مع عضو المجلس العام في "تحالف الديمقراطية والعدالة"، آرام شهيد ستار، وعدد من أتباعه، مشيراً إلى انضمام شهيد ستار وأنصاره إلى الحزب.
وعلى الرغم من هذه الانشقاقات، إلا أنّ رئيس "تحالف الديمقراطية والعدالة"، برهم صالح، وعد مواطني إقليم كردستان بتغيير الخارطة السياسية في الإقليم، داعياً الأكراد إلى التصويت لتحالفه الانتخابي.
وقال إنّ فوز قائمته "سيوفّر فرصة لإصلاح الأوضاع الحالية"، مشدداً، خلال كلمة أمام تجمّع لأنصاره في السليمانية، على "ضرورة تعزيز المصالحة الوطنية والعيش المشترك".
من جهة أخرى، انتقد القيادي في حركة "الجيل الجديد"، أريان عبد الوهاب، وثيقة الشرف التي دعا إلى توقيعها "الحزب الديمقراطي الكردستاني" برئاسة البارزاني، معتبراً، خلال تصريح صحافي، أنّ الوثيقة "غير مجدية، وتهدف إلى التغطية على الفشل السياسي".
وقال إنّ الوثيقة "تحاول إيصال رسالة مفادها بأنّ الأحزاب الكردية المؤيدة للوثيقة، متوافقة فيما بينها"، مضيفاً أنّ "الوثيقة تلزم الموقعين عليها فقط".
ودعا "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، إلى إلزام جميع أعضاء البرلمان العراقي الأكراد الذين سيفوزون في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالتوقيع على وثيقة شرف بشأن القضايا المصيرية المتعلقة بإقليم كردستان، من أجل أن يخضعوا للمحاسبة من قبل كتلهم، معتبراً أنّ "الانقسامات الكردية هي التي شجعت نواباً في بغداد على التجرؤ على إقليم كردستان".
ووسط هذه الأجواء، يجري الحديث أيضاً، منذ أيام، عن وجود خلافات بين الأحزاب الكردية، بشأن منصب الرئيس العراقي.
واعتبر المتحدث باسم حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، سعدي بيره، في وقت سابق، أنّ الحديث عن منح منصبي الرئيس العراقي ومحافظ كركوك، لأشخاص من خارج الحزب "هو مجرد أحلام لن تتحقق"، مؤكداً أنّ المنصبين من حصة حزبه.
يُشار إلى أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني"، يستحوذ على منصب الرئيس العراقي منذ عام 2006، ولغاية الآن، بسبب التوافقات السياسية، والمحاصصة القومية والطائفية.