عرضت باكستان على قطر 30 مشروعاً حكومياً واستثمارات بقيمة 10 مليارات دولار، تشمل عددا من القطاعات من بينها الفنادق والمنتجعات، ومحطات توليد الكهرباء، والشركات الكبيرة المدرجة، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية وغيرها، وفقا لرئيس مجلس الاستثمار الباكستاني، هارون شريف.
وأضاف شريف في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن باكستان وقطر تتحركان بسرعة لإنجاز صفقات مهمة خلال العام الجاري، إذ حدد الطرفان القطاعات ذات المنفعة المتبادلة وباتا يسيران باتجاه صفقات محددة، وذلك في وقت تتطور العلاقة بين الدولتين على دعائم مؤسسية تنبئ بمستقبل واعد من التعاون بين الجانبين.
ومن المنتظر أن يوقع الجانبان على مذكرات تفاهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لا سيما في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى مشاريع في قطاع الضيافة، لتكون بداية ستسفر عن مزيد من الثقة بين الجانبين.
وقال شريف إن الاستثمارات القطرية في باكستان تتمركز في القطاع المالي والتأمين، وتطرق إلى القفزات التي حققتها الصادرات الباكستانية إلى قطر في أعقاب الحصار، حيث وصلت إلى 89.898 مليون دولار خلال السنة المالية من يوليو/تموز 2017 إلى يونيو/ حزيران 2018، بعدما كانت خلال الفترة ذاتها من العام السابق، عند 52.719 مليون دولار، وبهذا تكون الصادرات الباكستانية إلى قطر زادت بنسبة 70.53% خلال الفترة المذكورة.
وأضاف أن نمو الصادرات زادت وتيرته خلال السنة المالية الحالية (2018-2019)، وسجلت الفترة ما بين يوليو/تموز 2018 وديسمبر/كانون الأول 2018 ارتفاعا بنسبة 23% مقابل الفترة نفسها في السنة المالية السابقة، مبينا أن تلك الزيادة نتيجة لفتح سوق غذائي في قطر، التي تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإيجاد مصادر بديلة عن أسواق دول معينة، وغير ذلك من إجراءات جعلت الشركات الباكستانية تستشعر الكثير من الفرص الواعدة في السوق القطرية.
وأوضح رئيس مجلس الاستثمار الباكستاني، أن واردات باكستان من قطر تجاوزت المليار دولار خلال الفترة من منتصف 2017 إلى منتصف 2018، حيث بلغت الصادرات القطرية إلى باكستان 1.58 مليار دولار، مسجلة ارتفاعا بنسبة 37.70%.
وأشار إلى أن الواردات الباكستانية سجلت نموا كبيرا خلال العام الجاري بنسبة 76% بسبب ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال، قائلا إن "الميزان التجاري بين البلدين كان لصالح قطر بسبب واردات باكستان من الغاز الطبيعي السائل والمنتجات البتروكيميائية".
ودعا شريف رجال الأعمال القطريين إلى جلب استثمارات تعتمد على التكنولوجيا ورأس المال، لزيادة الإنتاج والتسويق في السوق المذكورة.
وأشار إلى أن القطاع الخاص القطري يبحث حاليا فرص الاستثمار في قطاع الأغذية والزراعة، إذ يمكن تصنيع الأغذية في باكستان وتصديرها إلى الدوحة، كما يمكن أن تتخد قطر من باكستان قاعدة لبيع منتجاتها في آسيا الوسطى والصين وغيرها من الدول التي تتصل مع باكستان عن طريق البر، بما يفيد مصلحة الطرفين، مؤكدا استعداد مجلس الاستثمار في باكستان لخدمة جميع المستثمرين القطريين، من خلال إزالة العقبات وسهولة ممارسة الأعمال، وذلك عبر تشكيل فريق عمل خاص بالمستثمرين القطريين.
وحول آفاق التعاون بين البلدين في مجال استيراد الغاز الطبيعي، قال إن قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى باكستان، التي تستورد الغاز القطري عبر محطتين، بينما تخطط لبناء محطتين إضافيتين لاستيراد المزيد من الغاز القطري في المستقبل، بالإضافة إلى مزيد من واردات البتروكيميائيات القطرية، فضلا عن آفاق التبادل التجاري الأخرى، والاستفادة من فوائد القرب الجغرافي بين البلدين.
وفي رده على سؤال حول موقف بلاده من الحصار المفروض على قطر، أكد شريف حرص باكستان على لعب دور رائد في التعاون الاقتصادي والاستقرار في المنطقة، حيث تقدم باكستان نفس الحوافز لجميع المستثمرين من دون تفضيل طرف على آخر، قائلا: "هذه هي رسالتنا.. إنها صفقة تجارية عادلة وسنقدم معاملة متساوية مع الاحترام وحفظ الكرامة".
وأضاف أن قطر أثبتت صلابتها تحت ضغط الحصار، كما أظهرت باكستان صلابة مماثلة تحت الضغوط الجيوسياسية أيضا،: "نحن نحتاج إلى أن نتعلم من بعضنا بعضا، ونحتاج إلى نتثبت للعالم أنه يمكننا التعاون".
يذكر أن هارون شريف، شارك في مؤتمر باكستان-قطر للتجارة والاستثمار، الذي عُقد في الدوحة، الأحد الماضي، وبحث التعاون المشترك في قطاعات السياحة والزراعة والتمويل والتكنولوجيا المالية والطاقة.