روحاني
وقال روحاني، في كلمته بافتتاح القمة، إنّ "جهود إيران وروسيا وتركيا ستتوج قريباً بحقن الدم السوري وإنهاء الأزمة سياسياً"، وأضاف أنّ "إيران ستبقى في سورية لا لفرض رأيها وإنما لتلبية رغبة الشعب السوري ومحاربة الإرهاب".
وتابع: "نتفهم قلق الدول الإقليمية بشأن توسع الإرهاب في سورية"، مضيفاً أنّ "الحرب على الإرهاب في إدلب ضرورية، لكن يجب ألا تطاول المدنيين".
وشدد روحاني على أنّ "دور أميركا وإسرائيل في سورية مرفوض وغير مشروع"، متهماً واشنطن بأنّها "تدعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية وتقود إلى تعقيد الموقف في سورية". وأكد أنّ "على أميركا أن تنهي وجودها غير القانوني في سورية فوراً، وعلى المجتمع الدولي الوقوف بوجه الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية"، بحسب قوله.
كما شدد الرئيس الإيراني على ضرورة "توفير الأرضية الدستورية، وإطلاق سراح المعتقلين، وتوفير إطار شامل لحل الأزمة في سورية".
ورأى أنّ "أي مفاوضات سياسية حول سورية يجب أن تفضي لرفض تقسيم هذا البلد"، داعياً إلى "استمرار التعاون الإيراني الروسي التركي لتحقيق استقرار سورية".
وقال روحاني "يبقى أمامنا ملف إدلب وشرق الفرات، وسنتجه بعدها لبحث نقاط المرحلة المستقبلية السياسية".
وأعلن روحاني موافقة المشاركين في قمة طهران على البيان الختامي المشترك، مشيراً إلى أنّ القمة القادمة بين الأطراف الثلاثة ستستقبلها روسيا.
بوتين
بدوره، قال بوتين، في كلمته خلال القمة، إنّ "التنظيمات الإرهابية خرقت قرار وقف إطلاق النار عدة مرات"، مؤكداً أنّ المفاوضات في قمة طهران "ستفضي إلى نتائج هامة ستصب لصالح استقرار سورية".
وأشار إلى أنّ "روسيا تقترح تشكيل مجموعة لتعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم"، داعياً إلى "رفع التنسيق بين وزارات الخارجية والدفاع والأمن الإيرانية والروسية والتركية".
وأوضح بوتين أنّه بحث مع أردوغان "مسألة أخذ وجود مدنيين في إدلب بعين الاعتبار"، مضيفاً أنّ "الإرهابيين ما زالوا يقومون بأعمال استفزازية" هناك.
أردوغان
أما أردوغان، فكرر خلال كلمته بالقمة، التحذير من أنّ "الهجوم العسكري على إدلب سيؤدي إلى كارثة إنسانية"، مؤكداً أنّ "ملف إدلب هام لسورية ولمستقبل تركيا وأمنها واستقرارها"، مشدداً على "رفض تحويل إدلب لمنطقة لسفك الدماء".
وقال أردوغان "ندرك انزعاج روسيا، لكن مكافحة الإرهاب تتطلب صبراً وزمناً"، داعياً إلى "اتخاذ قرارات لوقف إطلاق النار في إدلب".
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ بلاده تواجه "تحديات في شرق الفرات بسبب من يتذرعون بمحاربة داعش"، مؤكداً أنّ القوات التركية ستبقى في المنطقة "إلى حين القضاء على التهديدات الإرهابية".
كما شدد الرئيس التركي على ضرورة "اتخاذ موقف موحد من الجهات الداعمة للإرهاب"، منبّهاً إلى أنّ "المدنيين الذين يموتون بأسلحة كيميائية يقتلون كذلك بأسلحة أخرى، ويجب عدم التمييز بين الحالتين".
وقبيل القمة الثلاثية، عقد أردوغان وروحاني اجتماعاً ثنائياً، في مقر انعقاد القمة بالعاصمة الإيرانية، بشكل مغلق عن الإعلام، واجتماعاً مماثلاً مع بوتين.
وفي وقت سابق من ظهر اليوم، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، للمرة الثانية خلال يومين، في إطار التحضيرات للقمة، دون السماح لوسائل الإعلام بتغطية اللقاء.
وذكرت مصادر مطلعة على المشاورات الفنية، التي جرت أمس الخميس، وشاركت في صياغة البيان الختامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الخلافات بين الدول ما زالت قائمة، وأنّه لن يحصل أي جديد في هذه القمة، في حين توقعت مصادر أخرى أن لا تخرج القمة بشيء بشكل مباشر، على أن تظهر نتائجها في الميدان خلال الفترة المقبلة.وظهرت بوادر الخلافات، أمس، إذ وصل الوفد التركي إلى طهران بشكل غير معلن مسبقاً، وضم وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، واكتفى جاووش أوغلو بالتأكيد على أن المشاورات مستمرة من دون إضافة أي كلمة، رداً على سؤال إن كان متفائلاً بالمفاوضات.
واليوم، الجمعة، قال المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني، وممثل طهران في اجتماعات أستانة حسين جابري أنصاري، إنّ قمة طهران "استثنائية وهامة"، موضحاً أنّ "القمة ستنتهي بإصدار بيان مشترك تم تجهيزه بعد عقد اجتماعات عدة بين ممثلين عن الدول الثلاث، وسينشر بعد القمة بحال موافقة الرؤساء عليه".
وأوضح أنصاري، في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني، أنّ "البيان يشمل عدة عناوين؛ منها ما يرتبط بعودة اللاجئين السوريين وبملف المعتقلين والمفقودين"، مؤكداً تشكيل لجنة خاصة تُعرف باسم لجنة التبادل، ستتابع هذا الموضوع".
وأشار أنصاري إلى أنّ "هناك خلافاً مع الجانب التركي يتعلّق برغبة أنقرة بتأخير اتخاذ خطوات عسكرية ضد إدلب، والتركيز أكثر على التوصّل لخطة عمل سياسية تخص مستقبل سورية"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "تركيا وإيران ستواجهان تحدياً في هذه القمة، إذ تريدان التوصّل لحل دون خسائر كبرى، ودون التسبب بتقسيم سورية".