وكشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ ممثلين عن فصائل المنطقة بينهم "أبابيل" و"فرقة دمشق" و"شام الرسول"، بحثوا مع جنرالات روس سبل إنهاء ملف المنطقة، حيث طرح خيار البقاء لمن يريد بعد تسوية وضعه وخروج من لا يرغب باتجاه الشمال وجنوب سورية، وقد طلب ممثلو الفصائل مهلة للتشاور أياما عدّة.
ونقلت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، عمّا وصفته بـ"مصادر متابعة لملف جنوب العاصمة"، قولها إنّ "موعد إطلاق معركة جنوب دمشق لن يتعدى منتصف شهر إبريل/نيسان المقبل"، بعدما ذكرت قيادات فلسطينية في دمشق أن تسوية الوضع في الجنوب لن يكون بعيداً.
وزعمت المصادر "أن ما جرى في غوطة دمشق الشرقية قد يشكل حافزاً للمسلحين في جنوب العاصمة".
بدوره، كتب الناشط رامي السيد، المُقيم في المنطقة على صفحته في "فيسبوك"، أنّه يبحث عن منزل في إدلب منذ الآن، طالباً من معارفه مساعدته في الأمر.
وقال السيد، في حديث مع "العربي الجديد"، يبدو "أن خيار التهجير بات يلوح في الأفق"، معرباً عن اعتقاده "بأن المسألة باتت قضية وقت فقط".
وتعيش بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في جنوب دمشق في ظل هدنة مع النظام السوري منذ عام 2014، وهي تضم عدداً كبيراً من أهالي المناطق المجاورة التي سيطر عليها النظام أو تنظيم "داعش" الإرهابي، من بينهم أبناء مخيم اليرموك وحي التضامن والحجر الأسود والبويضة وأبناء السبينة والحسينية والذيابية والسيدة زينب.
وفي إطار ما يبدو أنه تمهيد لحملة عسكرية محتملة على المنطقة، أعلن ما يسمى بـ"المركز الروسي للمصالحة الوطنية" في سورية، أنّ "المسلحين" في جنوب دمشق استهدفوا العاصمة بمدافع الهاون، أمس الثلاثاء، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.
وقال رئيس المركز، الجنرال يفغيني يفتشينكو، إنّ "المسلحين المتمركزين في منطقة مخيم اليرموك نفّذوا ست عمليات قصف استهدفت أحياء سكنية في دمشق، وتم إطلاق 13 قذيفة هاون عليها، مما أسفر عن مقتل 27 مدنياً وإصابة 58 آخرين، إضافة إلى وقوع أضرار مادية جراء القصف".
كذلك تسود توقعات بأن النظام السوري وروسيا يعملان في خطٍ موازٍ لاستهداف مدينة درعا في الجنوب السوري بعد الانتهاء تماماً من ملف الغوطة الشرقية.
وفي إطار التحضير لمثل هذه الخطوة، أرسلت قوات النظام تعزيزات من الغوطة باتجاه محافظة السويداء. وقالت مصادر محلية إنّ التعزيزات وصلت إلى بلدة عريقة في ريف السويداء، إضافة إلى مناطق أخرى مثل شرقي بصر الحرير، في اللواء 12 ومنطقتي حران والأغرار ومدينة إزرع.
وأعلن أحد فصائل "الجيش السوري الحر" في درعا، أمس، أنّ مقاتليه أسقطوا طائرة استطلاع روسية الصنع في مدينة بصر الحرير.
وقال مصدر عسكري في "فرقة عامود حوران"، إنّ مضاداتهم الأرضية أطلقت النار على طائرة استطلاع لقوات النظام السوري من طراز "Orlan" روسية الصنع، ما أدى إلى سقوطها في بصر الحرير، مشيراً إلى أنّ قوات النظام وحلفاءها اعتمدوا بشكل رئيسي خلال الفترة الأخيرة على طائرات الاستطلاع لرصد التحركات العسكرية، في ظل الحديث عن بدء عملية عسكرية لها في بصر الحرير.
من جهة أخرى، رفضت فصائل المعارضة في بلدة محجة شمال درعا، التوقيع على البروتوكول الذي أرسله النظام وروسيا قبل أيام وتضمّن التزام أهالي البلدة بمساعدة النظام في معاركه ضد المعارضة، وإعادة دوائر النظام للعمل فيها ومنع الفصائل من دخولها.
وقال ناشطون إنّ قوات النظام وروسيا تحاول الضغط على أهالي ومقاتلي البلدة لتسليمها دون قتال.
وتحدثت وسائل إعلام النظام في الآونة الأخيرة عن إبرام اتفاقات "مصالحة" في بلدات وقرى عدّة خارجة عن سيطرة قوات النظام في محافظة درعا، بالتزامن مع أنباء حول عمل عسكري كان من المقرر أن تبدأه الفصائل بالمحافظة.
وفي هذا السياق أيضاً، شارك عشرات الطلاب في تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في مدينة إنخل شمال درعا لمنعها من القيام بأيّ عمل عسكري ضد النظام قد يؤدي إلى تشريد الأهالي، وطالبت بإخراج مقرات الهيئة من المدينة.
وقال ناشطون إنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة من بينها حاملات صواريخ "فيل" إلى اللواء (15) شرقي إنخل.