أكدت وزيرة الإعلام اليمنية، مساء اليوم الإثنين، أن مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) يحاصرون القصر الجمهوري حيث يسكن رئيس الوزراء، خالد بحاح".
يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن بدء سريان وقف إطلاق النار بين الحرس الرئاسي و"الحوثيين"، إثر مواجهات دامية بين الجانبين خلفت 9 قتلى وأكثر من 80 مصاباً، وفق مصادر في وزارة الصحة لوكالة "الأناضول".
وأضافت الوزيرة، نادية السقاف، في تدوينة على حسابها الرسمي في موقع "تويتر"، إن "(الحوثيين) يتمركزون على المرتفعات والمباني المجاورة للقصر الجمهوري"، محذرة من أن ذلك "قد ينذر بمستجدات خطيرة مقبلة".
وفي وقت سابق، أعلن وزير الداخلية اليمني، اللواء جلال الرويشان، بدء سريان وقف إطلاق النار في صنعاء، ابتداءً من الرابعة والنصف، وذلك بناء على قرار لجنة أمنية شكلها الرئيس، عبد ربه منصور هادي، برئاسة مستشاره عن "الحوثيين"، صالح الصماد.
وأوضح الرويشان، في تصريح نقلته وكالة "الأنباء اليمنية الرسمية"، أن اللجنة الرئاسية التي تضم في عضويتها وزيري الدفاع والداخلية وقائد قوات الأمن الخاصة، ومهدي المشاط (مدير مكتب زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي)، والشيخ دغسان أحمد دغسان، باشرت عملها في متابعة وقف إطلاق النار في مختلف الأماكن.
وكانت سقاف قد أكدت أن لجنة أمنية مشتركة مؤلفة من وزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي، والرويشان، والمشاط، اجتمعت لمناقشة وقف إطلاق النار.
وكانت الوزيرة نفسها قد أعلنت تعرض موكب رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، لإطلاق نار في شارع الزبيري وسط صنعاء، مؤكدة أن موكب مستشار الرئيس عن الحوثيين، صالح الصماد، تعرض هو الآخر لإطلاق نار في شارع الستين.
وكان شهود عيان قد أكدوا في وقت سابق أن الاشتباكات والانفجارات لا تزال تُسمع بشكل متقطع في محيط دار الرئاسة، جراء المواجهات بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة "أنصار الله"، (الحوثيين)، في ظل جهود سياسية مستمرة تسعى لوقف إطلاق النار.
وقال الشهود، لـ"العربي الجديد"، إن "الانفجارات لا تزال تسمع في تبة النهدين المطلة على الرئاسة، حيث تتصاعد أعمدة الدخان، وتتضارب الأنباء حول عدد الضحايا.
وأعلن قياديون في جماعة الحوثي أن تبة النهدين باتت محاصرة من قبل مسلحي الجماعة، بعد المواجهات التي وقعت منذ صباح اليوم، ويعد "النهدين" من أبرز مواقع الحرس الرئاسي.
وتتألف الرئاسة اليمنية من لواءين على الأقل، وهما اللواء الأول الذي يتمركز في دار الرئاسة وحولها، واللواء الثاني ويتمركز في مواقع مختلفة بصنعاء.
وينظر اليمنيون إلى التطورات في صنعاء باهتمام شديد، إذ يبدو من خلال موقع الاشتباكات والتطورات المتسارعة أن حكم الرئيس، هادي، الذي تولى السلطة عام 2012 بات يقترب من النهاية، بعد أن فقد جزءاً كبيراً من سلطته لصالح الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.