البداية
شابتان جميلتان كانتا تبحثان عن أضلاع لحم لحفل شواء، سيقام في وقت لاحق من يوم سبت، صيف عام 2013. فاقترحت جانيت باييس أن يتوقفا عند بقالة على الطريق، ليست بعيدة جداً عن بيت صديقتها لورا فيغا غارثون، شمال بوغوتا.
سارت لورا في متجر البقالة لاحقة بجانيت، ففوجئت بوجود شخص تعرفه، وراء منضدة الجزارة، زميلها في الوظيفة في Strycon، وهي شركة هندسية. لوحت له بقوة. لكنه بالكاد تجاوب مع تلويحتها: '' هذا جورج! '' قالت لجانيت، وأكملت: ''إنه يعمل في شركتي، وهو زميل محبوب، مكتبه في الطوابق الأعلى حيث يصمم أنابيب لنقل النفط"، مبدية اندهاشها من رؤيته في البقالة منتظراً الزبائن.
"أوه، لا، هذا وليام" قالت جانيت. وكان وليام عاملاً مجتهداً، نادراً ما يغادر منضدة التقطيع، إلا للنوم...بالتأكيد لم يعمل في شركة Strycon.
"لا، إنه جورج.. أنا أعرفه" أصرت لورا. لكنه لم يبتسم في وجهها أبداً، الأمر الذي بدا غريباً. وبعد بضع دقائق خرج إليهما من وراء منضدته، ألقى السلام سريعاً على لورا وعانق جانيت التي عرفته على لورا قائلة:" أقدم لك ..وليام".
احتارت لورا: لمَ يتظاهر جورج بأنه شخص آخر؟ فكرت، ربما كان حرجاً من رؤيته في هذا العمل الإضافي، بمريلة مبقعة بالدماء، وقبعة بيضاء!. أصرت جانيت على أنها مخطئة، لكن لورا لم تقتنع. وكان من الأسهل عليها الاعتقاد بأن جورج كان يتظاهر بأنه شخص آخر، بدلاً من احتمال وجود شبه بينه وبين وليام. لون البشرة وعظام الوجنتين العالية، نسيج الشعر، وشكل الفم وعشرات غيرها من التفاصيل التي لم تتمكن لورا من تحديدها بسهولة، اجتمعت وجعلتها متأكدة من الأمر يتعدى كونه شبهاً نادراً.
بعد يومين أخبرت لورا زميلها جورج، عن الحادثة الطريفة التي واجهتها مع شبيهه طبق الأصل جزار البقالة. فضحك جورج وقال لها إن لديه أخاً توأماً، اسمه كارلوس، لكنه لا يشبهه مطلقاً...كانا توأماً غير حقيقي. في تلك اللحظة، كان أمام جورج أدلة كافية تشير إلى أن حياته ليست ما كان يعتقدها، وأن عائلته ليست كما كان يظنها. لكنّ هناك قولاً مأثوراً، ربما ينطبق على حالة جورج: "الأعمى ..هو من لايريد أن يرى"
الصورة..الحقيقة
بعد شهر، أبلغت لورا جانيت، عن فرصة عمل متاحة في قسم الصياغة في Strycon، فانضمت جانيت إلى الشركة. وعندما رأت جورج لأول مرة، قدّرت فوراً الارتباك الذي واجهته لورا عندما رأت وليام الجزار. كان للرجلين العينان البنيتان الناعمتان نفسهما. الأقدام المفلطحة نفسها. الهيئة والابتسامة المشرقة نفسها. وقالت إنها شعرت بأنها تعرف جورج جيداً، وعندما أرت صورته لوليام، ضحك وأراها لجميع العاملين في البقالة، متندراً على هذه المصادفة العجيبة.
بعد ستة أشهر، غادرت جانيت Strycon إلى وظيفة أخرى، ولكن حتى ذلك الحين، كلما التقت بوليام، تتساءل إن كان عليها جعل جورج يرى شبيهه. ظل هذا السؤال يلح عليها، وفي الـ9 من سبتمبر/أيلول من عام 2014، أرسلت إلى لورا صورة وليام، وطلبت إليها أن تريها لجورج.
ذهبت لورا إلى الطابق العلوي لتكتشف ردة فعل جورج على الصورة، وما إن ألقى نظرة على هاتفها، حتى ابتسم وأقسم: "هذا أنا!".. كان يحدق في الصورة التي يظهر فيها وليام مرتدياً الزي الأصفر لفريق كرة القدم الكولومبي، عملياً، كان هذا الزي الوطني أثناء المباريات الكبيرة، وحتى جورج سبق وأن ارتداه، مرّ صديق قربه فأعطاه الهاتف وطلب إليه أن يعطيه رأيه بالصورة، فقال الصديق:"تبدو جيدة"..علق جورج: " نعم..غير أنها ليست لي".
جلس جورج في المطبخ مع لورا، وبدأ يقلب بين صور وليام المنشورة على "فيس بوك"، لكن على هاتفه الخاص هذه المرة، شدت انتباهه صورة لوليام في ثوب الجزار، بدا وكأنه نفسه في الأيام النادرة التي اضطر فيها الى ارتداء معطف المختبر. ثم حملق في صورة أخرى كان فيها وليام بجانب شخص.
انتقل جورج إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به، حتى يتمكن من رؤية الصورة الأخيرة بشكل أوضح. نقر زر التكبير مرات واقترب من الشاشة حتى لامست أنفه، هذه المرة كان يدقق في صورة الشخص الذي كان رفقة وليام، الشعر الأملس الواقف كعرف ديك، الشفتان الممتلئتان والشعر البني الكثيف، تلك الملامح يعرفها جورج جيداً...داهمته نوبة من الارتباك وتقلصت معدته..كان ذلك الشخص شقيقه التوأم..كارلوس.
جورج وكارلوس
بعد العمل في ذلك اليوم، ذهب جورج إلى جامعته وأمضى الوقت يحدق من حين لآخر في جميع الصور على هاتفه. وفي المساء استقل حافلة إلى منزله، حيث من المقرر أن يخبر كارلوس بأحداث ذلك اليوم.
كان كارلوس يعمل في شركة محاسبة خلال النهار، ويدرس ليلاً. والدتهما، مدبرة منزل، توفيت بمرض سرطان المعدة قبل أربع سنوات، الأمر الذي جعل كارلوس وجورج وشقيقتهم ديانا، يتألمون لأنها لم تعش فترة طويلة لتحظى بحياة أفضل. أخبر جورج شقيقته ديانا عن الصور، فطلبت إليه ألا يضايق كارلوس جراءها. في المنزل باغت جورج شقيقه بالسؤال:" ماذا ستقول إن أخبرتك بأن لنا شقيقاً توأماً آخر؟..كارلوس لم يرَ السؤال مسلياً ..فتابع جورج:"هل تؤمن بقصص التلفاز؟".
كاد كارلوس يفقد صبره. إذا كان لدى جورج شيء يخبره به، فعليه أن يفعل ذلك فوراً. جلسا أمام الكمبيوتر المحمول في غرفة نومه، وبدأ النقر على صور وليام. فضحك كارلوس معه، وشعر بدوار من شدة التشابه فيما بينهما. ثم نقر جورج على الصورة التي تجمع شبيهه وليام بشبيه كارلوس. وعلى عكس ردة فعل جورج عندما رأها للمرة الأولى، أدار كارلوس ظهره للصور وسأل غاضباً: من هؤلاء؟
أبلغه جورج كل ما يعرفه من جانيت ولورا بشأن الشابين الذين بديا من صورهما وكأنهما نشأا في مزرعة نائية في سانتاندر، وهي منطقة مثل معظم المناطق الريفية في الشمال، حيث سكانها المحليون يشكلون مادة للتندر قبل الكولومبيين الآخرين، لحدة طباعهم، والتعلق ببنادقهم. ووفقاً لـ"فيسبوك"، كانا قد ولدا، وكذلك جورج وكارلوس، في أواخر ديسمبر/ كانون الأول عام 1988.
قال جورج، ربما كان هناك خلط في المستشفى - ممرضة استبدلت طفلاً بآخر، مما يعني أنه و كارلوس ولدا من أمّين مختلفتين. وأنهما ليسا توأماً، ومن الناحية البيولوجية كان الأمر مقنعاً...وكان كارلوس شبه متأكد من ذلك.
لم يكن كارلوس يشبه جورج وديانا اللذين تشاركا ملامح والدتهما، عظام الوجنتين العالية وعيناها. كان كارلوس أطول، متين البنية، مع أنف أوسع وحاجبين أعرض. وعلى النقيض تماماً منهما، ليس بالجسد وحسب، كان يبدو مثل "نشاز" في عائلته، على الرغم من أنه يفضل التفكير في نفسه بأنه مميز. وكان الشخص الوحيد في عائلته الذي يهتم بالأزياء، والله وحده يعلم انه كان الوحيد الذي يجيد الرقص. وكان كارلوس وجورج يفترضان أنه يشبه والدهما، لكنهما لم يعرفاه بما فيه الكفاية ليتأكدا من ذلك...فقد تركهما طفلين صغيرين.
ومع ذلك، لم يكن تعلق والدته به بأقل من تعلقها بالبقية، بل كان معشوقها الدائم، ورغم هزالة مواردهما إلا أنها حرصت على أن يذهب كل طفل إلى مدرسة جيدة، وأن تغرس في نفوسهم الشعور بمستقبل لا حدود له. يرجع كارلوس الفضل لها مع كل ما حققه حتى الآن.
جالساً بجوار جورج في غرفة نومه، أغلق كارلوس الكمبيوتر المحمول بصمت، ثم اتجه إلى غرفته وأغلق الباب. تبعه جورج قائلاً: إن الأشياء التي عرفتها ينبغي أن تجعلك تشعر بشعور أفضل، وحتى لو أن التبادل جرى حقاً، فهما لايزالان أخوة، لكن ذلك الكلام زاد من عزلة كارلوس، "انظر.. دعنا فقط نسقط كل هذا" قال كارلوس طالباً إلى جورج ألا يعود لمضايقته بهذا الموضوع مرة أخرى.
في تلك الليلة، لم يتمكن كارلوس من النوم. كان يفكر بأمه التي رحلت، وأمه الباقية على قيد الحياة، انتابه الحزن وأحس أنه يخسر والدته للمرة الثانية..أما جورج فكان في الطابق السفلي، يغط مثل طفل في نوم عميق.
ويليام ..وويلبر
في اليوم التالي، بعد وقت قصير من فتح وليام متجر البقالة، وصل ابن عمه برايان (صديق جانيت). وليام الذي كان قد رقي إلى مدير للمتجر، كان سعيداً بتوظيف برايان، بدوام جزئي، لأنه كان مايزال طالباً، كان على وفاق تام معه، على عكس علاقته بشقيقه التوأم ويلبر.
نشأ برايان في العاصمة بوغوتا، وعندما وصل ويليام إليها لأول مرة عام 2009، أمضى وقته مع ابن عمه في خبز وبيع كعك الذرة في الشارع، تحت المطر، أو في الحرارة المرتفعة، كان الوقت يمضي وهما وزبائنهما يضحكون. أما وليام وويلبر، فتكاد لا تمضي ساعات قليلة دون حصول ما ينرفز الأعصاب بينهما. وعندما عمل ويلبر في وقت لاحق مع وليام في متجر البقالة، اختلفا حول كل شيء تقريباً..كان وليام يتهم شقيقه بأنه صاحب مزاج متقلب.
أخبر برايان ابن عمه أنه التقى جانيت مساء اليوم السابق، وأنها أرته صوراً أربكته لشخصين بديا تماماً مثل ويلبر وويليام. فأجابه بمرح إنه يتذكر تلك الصورة التي أطلعته عليها جانيت قبل أشهر عديدة لشخص يشبهه كثيراً. لكن وجود شبيه لشقيقه أثار فضوله. فأرسل إلى جانيت وطلب منها الصور وما إن وصلت واحدة منها حتى صرخ متعجباً..ثم غرق في الضحك.
أرسلت جانيت مع الصور تساؤلاً إن كان أو شقيقه قد مرضا وأحضرا من سانتاندير إلى مستشفى في بوغوتا. فاتصل وليام بعمته، التي أكدت له بأنه أرسل إلى مستشفى في بوغوتا مباشرة بعد ولادته. لأنه كان يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي. وقالت العمة أنه تلقى العلاج في مستشفى Materno INFANTIL في المدينة. فأخبرته جانيت بأنها ستحاول معرفة المستشفى الذي ولد فيه جورج.
حتى تلك اللحظة، كان التشويق والمتعة يحاصران ويليام وجانيت، وهما يجمعان المعلومات ويفككانها. لكن موجة من القلق اجتاحته. كان يتطلع دائماً إلى حياة مختلفة بعيداً عن المزرعة التي نشأ فيها. لكنه لم يتخيل أبداً أن تكون مختلفة إلى هذا الحد. وبعد بضع دقائق، جاءت رسالة جانيت وفحواها: "جورج وكارلوس، في الواقع، ولدا في Materno INFANTIL".
جلس ويليام على مقعد في الجزء الخلفي من المتجر وانفجر في البكاء.. شعر وكأنه انتزع من مكانه.. كان الشخص المفقود الذي لم يعرف أحد بأنه مفقود. كيف يخبر والدته؟ لديها ستة أطفال، لكنه الوحيد الذي يرسل إليها المال. وكان يشعر بالقلق عندما تمرض، تذكر عندما كان صغيراً، العناق والقبلات والعض بلطف على أذنيها لجعل تضحك. هذه الأخبار الأخيرة، ستكسر قلبها، كما كسرت قلبه.
بكى وليام جراء إحساسين انتاباه، خوفاً على والدته، وحسرة على الفرصة الضائعة التي فاتته، أن يكبر ويتمكن من الذهاب إلى المدرسة في بوغوتا، بدلاً من العمل في الحقول، وحصاد المحاصيل. اضطر وليام إلى ترك المدرسة وعمره 12 عاماً، فقد كانت أقرب مدرسة ثانوية إليهم، تبعد مسافة خمس ساعات مشياً، لم يكن لدى الأسرة المال الكافي لشراء الزي المدرسي ورسوم الدخول. لحق به برايان لمواساته، مع أنه كان يدرك أن لا كلام ينفع في هذه الحالة، وبعد حوالى 10 دقائق، عادا الى الداخل، نظفا "الكاونتر"، وصفّا الأواني بانتظار الزبائن.
في نهاية المطاف، أرسل وليام وراء ويلبر الذي كان يعمل في متجر جزار آخر، وعندما وصل نقر على هاتفه، على صورة جورج وكارلوس. وعلى الفور أدرك ويلبر ما استغرق البقية ساعات ليدركوه..."تم استبدالنا إذاً".. قال ويلبر متجاهلاً الرغبة القصوى لوليام في أن يعلق على الصورة: "لا يهمني من يكونون.. كنت أخي، وعليك أن تكون أخي حتى أموت".
وجهاً لوجه
رتبت جانيت لوليام وجورج لقاء في مساء أحد الأيام بساحة عامة، في البداية شعر ويلبر بالنفور من مقابلة الأخوة تلك، لكنه مالبث أن قرر مرافقة وليام، فهاتف الأخير جورج مستئذناً إياه في ذلك، وكانت تلك أول مرة يسمع فيها صوت شقيقه، وشعر بالارتياح لأنه وافق على فكرته.
أخذ وليام إجازة من العمل ليحلق ذقنه. وارتدى على حد تعبيره أفضل سترة لديه، كانت سوداء مع خطوط رمادية. أما جورج فكان يشعر ببعض التوتر. وطلب من شقيقه مرافقته، لكن كارلوس تذرع بارتباطه بموعد لا يمكن إلغاؤه. فطلب جورج إلى صديق من الجامعة الانضمام إليه، للحصول على الدعم المعنوي.
وقف جورج في الساحة منتظراً. كانت كفاه رطبتين، وبالكاد يستطيع التنفس من الضغط الذي يشعر به في معدته. في غضون دقائق، بدأت مجموعة تقترب منه . كان وليام، بوجه جورج ومشيته المضحكة نفسها.
صور برايان اللقاء في هاتفه، بدأ وليام يحدق في وجه جورج، ثم يحول رأسه بعيداً، ليمنح جورج الفرصة للتحديق بوجهه، واستمرا على ذلك النحو حتى تقابلت عيناهما في لحظة حميمية مثيرة للصدمة، تبادلا الابتسامات. وبعد ذلك نظرا بسرعة إلى البعيد.
عندما حول جورج نظره إلى ويلبر، ابتسم وهز رأسه، "لقد رأيت صورة كارلوس" قال ويلبر، فخطرت على بال جورج فكرة، دعاهم جميعاً إلى منزله دون أن يخبر كارلوس بتلك الزيارة المباغتة، انقسمت المجموعة إلى قسمين، وانحشرت كل واحدة منهما في سيارة أجرة، باتجاه منزل جورج.
حوالي 10 مساء، سمع كارلوس رنين الجرس، سار إلى الباب ثم وقف هناك، مصاباً بالشلل، غير قادر على الكلام . كان يعرف أنه جورج وأنه برفقة أولئك الرجال من الصور...لم يكن هؤلاء الناس غرباء بالنسبة إليه..بل أغرب من الغرباء. "افتح الباب" أمره جورج مقهقهاً.."لا أريد..أنا خائف" أجابه كارلوس.."افتح الباب يا كارلوس..لايمكنك حجب الشمس بإصبع"..استخدم جورج مقولة كانت ترددها والدتهما دوماً.
فتح كارلوس الباب، ودخلت المجموعة وكأنها موكب من حلم. كان هناك جورج وشبيهه، بالأحرى "جورجان" أحدهما في سترة غريبة رفقة شابتين وآخرين.. وكان هناك كارلوس يحدق في نفسه، في نسخة من نفسه، مضحكة، نكتة، كابوس.
نظر كارلوس إلى ويلبر وكأنه ينظر في مرآة. نظرة خاطفة سريعة على بعضهما بعضاً - وكلاهما صاح '' آي! ''، أدارا ظهريهما وغطيا أعينهما التي تحولت إلى حمراء، تحدث ويلبر إلى كارلوس الذي واجه صعوبة في استيعاب ما كان يقوله. وبدلا من المتداول، بشأن صعوبة لفظ حرف الـ R كان ويلبر يواجه صعوبة في لفظ حرف الـ D، هذه الصعوبة نفسها واجهت كارلوس عندما كان طفلاً، لكن تغلب عليها مع تلقيه علاج النطق.
ثم أمضى الأربعة وقتهم، في مقارنة التفاصيل، والاستجواب والتعارف بشأن كل شيء، الصفات الأساسية التي يشترك فيها كل توأم حقيقي بينهما؟ العائلة، كارلوس وويلبر صاحبا المزاج الحلو، وليام وجورج الأكثر تنظيماً.
سأل وليام جورج عن أمه البيولوجية؟ وأين هي؟ فأخبره جورج: أن أمهم ماتت من السرطان قبل أربع سنوات. أعطاه صورة لها بدت فيها كامرأة شابة، بشعر طويل منسدل إلى الوراء، عيون جميلة، ووجه جدي. حدق وليام في الصورة، وضربته موجة جديدة من الحزن. جعلته غير قادر على الكلام دقائق عدة.
معظم السهرة، كانت الطاقة إيجابية مع قليل من التشويش. متّع الشباب أنفسهم ابتهاجاً واحتفالاً بالتركيز على نقاط التشابه المحددة والتي كانت أسهل من التركيز على الخلافات. ولكن وبالمقابل، كان لدى كل منهما شعور عميق بالخسارة، الوقت الضائع مع الأهل والأشقاء، الفرص الضائعة، سنوات الضياع.. اقترح جورج حلاً لتلك المشاعر: "كل ما حدث..هو أن عائلتنا صارت أكبر". سأل أحدهم عن فريق كرة القدم المفضل؟ فصاح الأربعة: "اتليتيكو ناسيونال".
عند منتصف الليل، غادورا جميعاً بعد ان اتفقوا على الالتقاء مرة ثانية.. جورج وكارلوس يحدقان في بعضها بعضاً في غرفة المعيشة فارغة.. كل شيء بقي على حاله، كل شيء صار مختلفاً.."فماذا نفعل؟" سأل كارلوس. ثم شرع بالبكاء...مشى نحو جورج ولف عنقه:"أريد أن نبقى إخوة".
اقرأ أيضاً: السيسي يستعين بفنانين مغمورين: قناة السويس إنجاز وإعجاز