أخيراً، وصل الشاب السوري بكري حمامي إلى الدنمارك، ولم يتأخر في الغناء. يحلم بتعليم أبناء اللاجئين القدود الحلبية
غادر الشاب السوري بكري حمامي، الذي يتحدّر من مدينة حلب، سورية في بداية عام 2013 متوجّهاً إلى تركيا. قبل ذلك، كان قد اعتقل من قبل النظام للاشتباه بأنه يعمل كإعلامي مع المعارضة السورية. يقول لـ "العربي الجديد": "كنت أعمل صائغاً، وأدرّس الموشحات والقدود والإنشاد الديني الصوفي في حلب". وكان يقيم الحفلات إلى أن بدأت الحرب. ذات يوم، كان يشاهد آثار دمار منزله في حي الجلوم في مقهى للإنترنت. إلّا أن صاحب المقهى بلّغ عنه مدعياً أنه إعلامي متعاون مع المعارضة.
بقي نحو ثلاث سنوات في تركيا، وعاش ظروفاً صعبة للغاية. ترك الموسيقى وبدأ العمل ساعات طويلة في مصنعٍ للنسيج في مدينة بورصة التركية، ليتمكّن من تأمين المال لعائلته التي هاجرت معه. يشير إلى أنّه كان يحاول التدرب على الآلات الموسيقيّة بعد العمل، مثل "الكلاسيك، الكمان والطنبور" بشكلٍ فردي، حتى تعرّف إلى مدرّس موسيقى تركي. وبدأ هذا الأخير تعليم حمامي العزف، ليعلمه العربية بدوره. إلّا أنه اضطر إلى الذهاب إلى مرسين للعمل.
يشير إلى أنه تمكّن من جمع شمل بعض الموسيقيين السوريين في تركيا، وبدأوا يقيمون الحفلات في الفنادق والمطاعم. كان والده قد توجّه إلى أوروبا، إلا أنه لم يستطع هو وأسرته اللحاق به من خلال "لم الشمل"، فتوجّه من تركيا إلى الدنمارك مع قوافل اللاجئين، في رحلة مليئة بالصعوبات والمخاطر. مع ذلك، لم تخلُ من الموسيقى.
في اليونان، تعرف إلى أستاذ جامعي سوري، عرّفه بدوره إلى أحد أصحاب المطاعم اليونانيين الذي طلب منه إحياء حفلة في الجزر اليونانية للاجئين السوريين بعد نجاتهم من البحر. وبعد الحفلة، تابعوا رحلتهم. يقول إن الطريق كان صعباً للغاية بسبب ساعات المشي الطويلة، والتنقل من مخيم إلى آخر، والمشي ليلاً وسط خوف من قطاع الطرقات. يضيف: "كلّما أخذنا استراحة، كُنت أغني للاجئين، وأحاول تخفيف عبء الطريق عنهم".
وصل الشاب وعائلته إلى الدنمارك أواخر عام 2015. يقول لـ "العربي الجديد": "كنتُ خائفاً من عدم قبول طلب لجوئي. كانت الحياة هناك سيئة جداً، والخدمات في مركز الاستقبال منعدمة". لكنه حظي بفرصته الأولى حين طلب منه القائمون على المخيم الغناء في حفلة مخصّصة للاجئين السوريين. وبالفعل، أقيمت الحفلة في إحدى المدارس.
لاحقاً، انضمّ إلى فرقة مسرحيّة تقدّم عروضاً للاجئين، وتتحدّث عن أحوالهم، وتولّى الغناء على المسرح. يرغب اليوم في تدريس أبناء اللاجئين الموشحات والقدود الحلبية والأناشيد الصوفية للحفاظ عليها، وتعريف المجتمع الدنماركي بها.
اقــرأ أيضاً
غادر الشاب السوري بكري حمامي، الذي يتحدّر من مدينة حلب، سورية في بداية عام 2013 متوجّهاً إلى تركيا. قبل ذلك، كان قد اعتقل من قبل النظام للاشتباه بأنه يعمل كإعلامي مع المعارضة السورية. يقول لـ "العربي الجديد": "كنت أعمل صائغاً، وأدرّس الموشحات والقدود والإنشاد الديني الصوفي في حلب". وكان يقيم الحفلات إلى أن بدأت الحرب. ذات يوم، كان يشاهد آثار دمار منزله في حي الجلوم في مقهى للإنترنت. إلّا أن صاحب المقهى بلّغ عنه مدعياً أنه إعلامي متعاون مع المعارضة.
بقي نحو ثلاث سنوات في تركيا، وعاش ظروفاً صعبة للغاية. ترك الموسيقى وبدأ العمل ساعات طويلة في مصنعٍ للنسيج في مدينة بورصة التركية، ليتمكّن من تأمين المال لعائلته التي هاجرت معه. يشير إلى أنّه كان يحاول التدرب على الآلات الموسيقيّة بعد العمل، مثل "الكلاسيك، الكمان والطنبور" بشكلٍ فردي، حتى تعرّف إلى مدرّس موسيقى تركي. وبدأ هذا الأخير تعليم حمامي العزف، ليعلمه العربية بدوره. إلّا أنه اضطر إلى الذهاب إلى مرسين للعمل.
يشير إلى أنه تمكّن من جمع شمل بعض الموسيقيين السوريين في تركيا، وبدأوا يقيمون الحفلات في الفنادق والمطاعم. كان والده قد توجّه إلى أوروبا، إلا أنه لم يستطع هو وأسرته اللحاق به من خلال "لم الشمل"، فتوجّه من تركيا إلى الدنمارك مع قوافل اللاجئين، في رحلة مليئة بالصعوبات والمخاطر. مع ذلك، لم تخلُ من الموسيقى.
في اليونان، تعرف إلى أستاذ جامعي سوري، عرّفه بدوره إلى أحد أصحاب المطاعم اليونانيين الذي طلب منه إحياء حفلة في الجزر اليونانية للاجئين السوريين بعد نجاتهم من البحر. وبعد الحفلة، تابعوا رحلتهم. يقول إن الطريق كان صعباً للغاية بسبب ساعات المشي الطويلة، والتنقل من مخيم إلى آخر، والمشي ليلاً وسط خوف من قطاع الطرقات. يضيف: "كلّما أخذنا استراحة، كُنت أغني للاجئين، وأحاول تخفيف عبء الطريق عنهم".
وصل الشاب وعائلته إلى الدنمارك أواخر عام 2015. يقول لـ "العربي الجديد": "كنتُ خائفاً من عدم قبول طلب لجوئي. كانت الحياة هناك سيئة جداً، والخدمات في مركز الاستقبال منعدمة". لكنه حظي بفرصته الأولى حين طلب منه القائمون على المخيم الغناء في حفلة مخصّصة للاجئين السوريين. وبالفعل، أقيمت الحفلة في إحدى المدارس.
لاحقاً، انضمّ إلى فرقة مسرحيّة تقدّم عروضاً للاجئين، وتتحدّث عن أحوالهم، وتولّى الغناء على المسرح. يرغب اليوم في تدريس أبناء اللاجئين الموشحات والقدود الحلبية والأناشيد الصوفية للحفاظ عليها، وتعريف المجتمع الدنماركي بها.