وضعت الضرائب الجديدة التي فرضتها الحكومة المصرية على الأرباح المحقّقة في البورصة، المستثمر في صناديق الاستثمار الإسلامية أمام تحديات وتساؤلات كثيرة. إذ يلزم القانون صناديق الاستثمار الإسلامية بسداد خمسة أنواع من الضرائب. وتشمل الفئات الضريبية سداد 10% من الأرباح النقدية التي توزّعها الشركات على المساهمين و10% أخرى من الأرباح السنوية التي يحقّقها الصندوق، و25% على أرباح الصندوق من الاستثمار في أصول لا تندرج ضمن الأدوات المالية مثل العقارات... فيما يتحمّل المستثمر 10% عن الأرباح الناتجة من الفارق بين قيمة شراء وبيع وثيقة الاستثمار في الصندوق، إضافة إلى 10% من الأرباح الذي يوزّعها الصندوق.
مأزق حقيقي
يقول العضو المنتدب في شركة الأهلي لإدارة الاستثمار والأمين العام للجمعية المصرية لإدارة الاستثمار عصام خليفة، إن قانون ضرائب البورصة وضع صناديق الاستثمار الإسلامية في مأزقٍ، لأنّه اشترط إعفاء المستثمرين من سداد ضرائب عن الأرباح التي يوزّعها الصندوق، أو الأرباح الناتجة من الفارق بين قيمة شراء وبيع وثيقة استثمار الصندوق، في حالة استثماره 80% من أمواله على الأقل بالأسهم وأدوات الدين. في حين يحظر القانون نفسه، استثمارَ الصناديق الإسلامية أموالها في أدوات الدين.
يُعرّف قانون سوق المال، صناديق الاستثمار الإسلامية بالصناديق التي توظف أموالها في أوعية استثمارية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. بيد أن الواقع العملي يكشف أن المصارف الإسلامية تمنح قروضاً للمشروعات التي لا يعتمد مصدر إيراداتها الرئيسي على أنشطة مخالفة لأحكام الشريعة، غير أنها توظّف جانباً من الودائع في منح قروض للمصارف التقليدية التي تصرف بدورها قروضاً لهذه الأنشطة "المُحرّمة". ويشرح خليفة أن البعض يتصوّر أن الصناديق الإسلامية بإمكانها استثمار 80% من أموالها في الأسهم، ولكن عملياً من المستحيل تنفيذ ذلك لأنه سيعرّض الصندوق للمخاطر، كما ستفقد الصناديق الإسلامية جاذبيتها الاستثمارية.
بنبرة صارمة، يؤكّد رئيس المصلحة العامة المصرية للضرائب مصطفى عبد القادر أن مصلحة الضرائب تتعامل مع صناديق الاستثمار بوجه عام كوعاء استثماري، من دون النظر إلى مُسميات الصناديق. ويشرح أن المستثمرين في أغلب البورصات العالمية يسدّدون ضرائب عن الأرباح المحقّقة، ولا يمكن الاستمرار في إعفاء الدولة بعض صناديق الاستثمار والمستثمرين من الضرائب، رغم تحقيق أرباح.
بدوره، يشير رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية شريف سامي، إلى أن "الضرائب تستهدف معالجة الوضع الضريبي للصناديق الاستثمارية بشكلٍ عام دون التركيز على شريحة بعينها". ويؤكّد أن هناك جوانب أكثر أهمية من الصناديق الإسلامية بملف الضرائب، في مقدّمتها تخفيف الأعباء عن المستثمرين الأفراد.