بلجيكا.. المنتخبات الكبيرة لا تضم عازفاً منفرداً

06 يوليو 2014
المهارات الفردية لا تكفي لصنع منتخب بطولات (getty)
+ الخط -

وصف المتابعون منتخب بلجيكا قبل البطولة بالفريق الرائع، الذي سيصنع شيئاً مختلفاً، وبعد ثلاث مباريات ضعيفة في المجموعات، وأداء متباين أمام أميركا، خرج المنتخب الشاب من ثُمن النهائي أمام الأرجنتين، ومع كامل الاحترام لراقصي التانجو، إلا أن كتيبة ويلموتس لم تقدم شيئاً يُذكر خلال المباراة، فالأداء عشوائي والأخطاء بالجملة، والأفكار التكتيكية بالية للغاية.

تطورت الكرة البلجيكية خلال السنوات الأخيرة، لكن الخطوة الأخرى المهمة كانت الاهتمام بقطاع الناشئين، بإنشاء عدة أكاديميات لتنمية مهارات الصغار والاستفادة من المواهب المميزة، حيث قام نادي ستاندرليج بإنشاء أكاديمية تعرف باسم "روبرت لويس دريفوس"، التي أصبحت الآن واحدة من أهم مدارس كرة القدم في أوروبا، تهتم باللاعبين الصغار تعليمياً ورياضياً وصحياً، وحينما يصبحون في سن أكبر وقدرة أفضل، تبدأ عملية إعارتهم وبيعهم الى فرق أوروبا الكبيرة أو تصعيدهم الى الفريق الأول.

بعد تحسين العائدات المالية وتكوين مراكز الناشئين، تم عقد مجموعة اتفاقيات كروية بين الأندية البلجيكية والأندية الأوروبية الكبيرة خصوصاً في إنجلترا من أجل تصدير المواهب المبشرة الى هذه الفرق، مقابل مبالغ مالية تدفع كل عام نظير تجديد هذا الاتفاق. لذلك نرى تواجد أكثر من لاعب بلجيكي مع عمالقة البريمير ليج، وانتشاراً هائلاً لمختلف الأسماء في ملاعب أوروبا المختلفة.

في النهاية صنعت التجربة فريقاً فردياً بحتاً، لا يلعب بشكل جماعي، ولا يوجد أي تناغم بين أفراد المجموعة، فمروان فيلايني لاعب قوي لكنه سيىء من دون الكرة، يصعد إلى الأمام بلا داع، والمدرب لم يحل أبداً المشكلة الناتجة عن تقدمه إلى الصندوق، ووجود مساحات شاغرة خلفه، لذلك كانت معظم فرص الأرجنتين أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم، أما ويتسيل فيبدو وحيداً أمام الفريق اللاتيني، تمريرة فأخرى وينكشف تماماً خط وسط الفريق البلجيكي.

لذلك كانت معظم محاولات الممثل الأوروبي في الشوط الثاني عبارة عن كرات من الدفاع إلى الهجوم، مجموعة أطوال تصارع داخل منطقة الجزاء، لكن من دون فائدة، لذلك خرج الفريق البلجيكي من البطولة بسهولة. لم يظهروا بصورة الحصان الأسود، الذي يجبر الجميع على احترامه، في تأكيد حقيقي على أهمية الجماعية في كرة القدم مهما وصلت مهارات النجوم.

المساهمون