شكك خبراء في تقرير أوردته وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية، اليوم الإثنين، بقدرة السعودية على إتمام صفقة طرح أسهم شركة "أرامكو" في الموعد الجديد الذي طرحه ولي العهد محمد بن سلمان، بعد تعثر هذا المشروع المُعلن تأجيله وسط خلافات داخلية بهذا الشأن.
التقرير ينقل عن ناصر السعيدي، رئيس ومؤسس شركة "ناصر السعيدي وشركاه"، الاستشارية في الشؤون الاقتصادية والتجارية في الشرق الأوسط، وصفه الموعد النهائي الجديد الذي حدده بن سلمان لإتمام طرح "أرامكو" أواخر عام 2020 أو مطلع عام 2021، بأنه كان "طموحاً".
ويسأل السعيدي: "هل لديه الجهاز؟ هل لديه وزارات يمكنها التنفيذ؟ لا أعتقد أنهم مستعدون. إذ لم يحدث هذا أبداً في السعودية".
ويشير التقرير إلى أن مقابلة بن سلمان مع "بلومبيرغ" قبل يومين، أظهرت أن طرح أسهم من "أرامكو" للتداول العام يبقى أمراً مركزياً لأجندة ولي العهد الاقتصادية الطموحة المتمثلة بـ"رؤية 2030" وكذلك لمدى أهليته كمصلحٍ جاد.
لكن التقرير يؤكد أن التزام بن سلمان بجدوله الجديد سيكون صعباً. فإذا كان المسؤولون السعوديون قادرين على التزام المواعيد، فستتخذ العملية تسلسلاً يتطلب وقتاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطة طلبوا عدم ذكر أسمائهم.
فقبل نهاية عام 2019، ستُعلن "أرامكو"، رسمياً، خطتها لشراء حصة استراتيجية في "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" (سابك)، والأرجح أن يشمل ذلك نسبة 70% منها يملكها صندوق الثروة السيادية.
وخلال النصف الأول من عام 2019، ستتعيّن على "أرامكو" و"سابك" إزالة جميع العقبات التنظيمية ومكافحة الاحتكار، خصوصاً في أوروبا، ثم إغلاق الصفقة.
وبعد فترة وجيزة، سيتوجّب على "أرامكو"، التي أكد ولي العهد أن لديها القليل من الديون، أن تستفيد من سوق السندات لتمويل عملية الاستحواذ، علماً أن الخطة الحالية تدعو إلى توفير بعض "قروض الجسور" bridge loans لإتاحة الوقت من أجل تحضير سندات متعدّدة الشرائح.
ويتوقع التقرير أن يتجاوز المبلغ الرقم القياسي الذي حددته شركة "فيريزون كوميونيكيشن إنك" Verizon Communications Inc عام 2013 عندما جمعت 49 مليار دولار لشراء حصة "فودافون غروب بي.إل.سي" Vodafone Group Plc في وحدة الهاتف الخلوي التابعة لها.
وبعد ذلك، ستحتاج الشركة إلى سنة مالية كاملة قبل أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام. وبالتالي، فإن الصفقة مع "سابك"، وعلى الأرجح عن طريق السندات، سيتعيّن إنجازها قبل بداية عام 2020 حتى تتمكّن "أرامكو" من المضي قُدماً بطرح أسهمها للاكتتاب العام أوائل عام 2021.
ويعتقد معّدو تقرير "بلومبيرغ" أن جميع المهمّات المُشار إليها "ليست مجرّد مضيعة للوقت، وبعضها خارج سيطرة السعوديين"، لأن من شأن بعض قوانين مكافحة الاحتكار أن تدخل على الخط لتؤخر بعد الإجراءات، سواء في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، مثلما حدث عندما سيطرت "سابك" في الآونة الأخيرة على شركة الكيميائيات "كلاريانت أيه.جي" Clariant AG السويسرية.