بنكيران يدافع عن صورة التعليم بالمغرب

20 يوليو 2016
فشل برامج إصلاح التعليم (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -


أثار ملف إصلاح التعليم بالمغرب، جدلاً بين الحكومة والمعارضة خلال الجلسة الشهرية التي حضرها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أمس الثلاثاء، إذ وسمت أحزاب المعارضة واقع التعليم بالسيئ، فيما أكدت الحكومة أن الصورة ليست بتلك السوداوية.

وطالبت أحزاب المعارضة داخل مجلس المستشارين الحكومة، بالكشف عن حصيلة أدائها ومنجزاتها في قطاع التعليم، طيلة فترة ولايتها التي تشارف على إنهاء خمس سنوات، في حين دعا برلمانيون رئيس الحكومة إلى إطلاع الرأي العام بشأن التدابير، التي يتعين اتخاذها لمقاومة الإجهاز على المدرسة العمومية.

وتساءل رئيس فريق الاستقلال بمجلس المستشارين، عبد السلام اللبار، عن مدى استجابة واقع التعليم لمتطلبات الشباب المغربي، محمّلاً الحكومة الحالية مسؤولية ما أسماه "الفساد الذي يستشري في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، خاصة لوبيات الصفقات العمومية التي تتحكم في مصير الوزراء أنفسهم".

وأكد اللبار أنه لا يمكن الحديث عن أي إصلاح لقطاع التعليم، أو أي خطة لإصلاح المدرسة العمومية في المغرب، دون إصلاح التربة التي تحتضن هذه المخططات والبرامج، مشدداً على ضرورة توفير أجواء الإصلاح أولاً، ومحاربة لوبيات الريع داخل الوزارة، كما دعا إلى الاهتمام برجل التعليم قطب الرحى في عمليات الإصلاح التربوية.

من جهته، أفاد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة المعارض، عبد العزيز بنعزوز، بأن واقع التعليم في البلاد يسير من سيئ إلى أسوأ، وبأن المدرسة العمومية تعيش وضعية كارثية، ولم تعد تلك المدرسة التي تفرز أجيالاً ونخباً يعتمد عليها المغرب، محملاً الحكومة المسؤولية في الحالة السيئة للتعليم.

بدوره، ردّ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على مداخلات عدد من أحزاب المعارضة بمجلس المستشارين، مؤكداً أن "التعليم في المغرب ليس سيئاً كما يريد البعض تصويره"، مبرزاً أن التعليم يعتبر من الملفات ذات الأولوية عند الحكومة، التي أدركت أن التعليم هو عدّة المستقبل في البلاد.




ولفت بنكيران إلى أنه في خضم إصلاح التعليم في المغرب، شنت الحكومة حرباً ضروساً على الغش في الامتحانات خاصة البكالوريا خلال السنة الدراسية الحالية، مشيراً إلى أن الحكومة انتصرت في معركة الغش في البكالوريا، وصارت تتمتع بسمعة جيدة على الصعيد الدولي.

كما أوضح رئيس الحكومة أن الإشكالية ليست في لغة تدريس المواد، العربية أم الفرنسية أم الإنكليزية، بل في جرعة المصداقية والجدية لدى العاملين في قطاع التعليم.

وأقرّ رئيس الحكومة بفشل عدد من مخططات وبرامج إصلاح التعليم السابقة، من قبيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين في 1999، والذي وصفه بأفضل ما تم إنتاجه في هذا المجال بالعالم، قبل أن يؤكد أن هذا الميثاق تعرض لحملة من أطراف معينة أفضت إلى إقباره.

واسترسل بنكيران بأن البرنامج الاستعجالي للفترة بين 2009 و2012 عرف بدوره تعثرات وإخفاقات، ما أدى إلى إرساء رؤية استراتيجية جديدة للتعليم تدوم 15 عاماً بين 2015 و2030، لافتاً إلى أن المدرسة العمومية حققت رغم كل شيء عدداً من المكتسبات سواء على المستوى الكمي والكيفي. 
المساهمون