مدّ وجزر تترجمه 5 أرقام وحقائق تلخّص مسار هذه العلاقات:
1-مبادلات تجارية بقيمة 11 مليار يورو
حتى أواخر 2014، كانت روسيا تمثّل السوق الرابعة لفرنسا خارج الاتحاد الأوروبي وسويسرا، وخلف كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان.
لكن مع اتهام موسكو بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا ونشر جنود لها في البلد الأخير، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية ضد موسكو، كان لا بد وأن تؤثر سلبا على الاقتصاد الروسي، ويتراجع ترتيبه بالنسبة للمنتجات الفرنسية إلى المركز العاشر نهاية 2015.
وعموما، قدّرت المبادلات التجارية بين فرنسا وروسيا، في 2015، بنحو 11 مليار يورو، وفق الأرقام الرسمية، مسجلة بذلك تراجعا بـ35% مقارنة بـ2014، مدفوعة بانخفاض صادرات باريس نحو موسكو بـ33.2% (4.51 مليار يورو نهاية 2015).
تراجع يأتي أيضا كنتيجة بديهية لتقلص الواردات الفرنسية من المنتجات الروسية بـ36.5%.
2-روسيا الوجهة الـ7 عالمياً لصادرات فرنسا
نهاية 2015، احتلت فرنسا المركز الـ7 عالميا في قائمة مزوّدي روسيا، بحصة سوق تقدّر بـ3.2% من الواردات الروسية، متقدمة بذلك بدرجة في الترتيب، عقب إطاحتها بأوكرانيا، وفق بيانات الجمارك الروسية.
في المقابل استوردت فرنسا، العام نفسه، 1.7% من احتياجاتها من روسيا، لتكون بذلك في المركز 17 عالميا في قائمة زبائن البلد الأخير.
غير أن حجم الصادرات الفرنسية لروسيا، المرتبط بشكل وثيق بتوقيع العقود الضخمة وببيع طائرات "إيرباص"، بدأ بالتآكل انطلاقا من 2014، وهو العام الذي فرضت فيه البلدان الغربية عقوبات اقتصادية ضد موسكو، وحظرت فيه الأخيرة ـ في المقابل ـ بعض المنتجات الأوروبية.
تراجع شمل جميع القطاعات التي تعتمد عليها باريس في صادراتها نحو روسيا، من ذلك معدات النقل (-45 %)، والصناعات الغذائية (ـ 39 %)، إلى جانب بيع المعدات الكهربائية والإلكترونية والكمبيوتر (ـ 38 %)، والنبيذ وغيره من المشروبات الكحولية.
ومع أن بعض هذه المنتجات غير معني بالحظر الذي تفرضه موسكو على المنتجات الأوروبية، إلا أن انهيار الروبل الروسي وتراجع القدرة الشرائية للروس، أثرا بشكل ملحوظ على إقبالهم على تلك المنتجات.
3- 950 مليون يورو كلفة سفينتيْ "مسترال"
في 2012، وقّعت فرنسا وروسيا اتفاقا يقضي بتوريد حاملتي مروحيات من طراز "ميسترال" إلى موسكو، وكان من المفترض أن تسلم باريس أولاهما في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، غير أن قصر الإليزيه أعلن تأجيل التسليم بسبب ما وصفه بدور الكرملين في النزاع الأوكراني.
قرار اتخذه آنذاك فرانسوا هولاند، ويجزم خبراء بأنه أضر كثيرا بسمعة فرنسا فيما يتعلق بعدم تنفيذ التزاماتها لأسباب سياسية بحتة، علاوة على الخسارة المالية التي تكبدتها باريس جراء ذلك.
وتقدر الخسارة بنحو 950 مليون يورو، تتضمن إعادة الأموال التي أنفقتها روسيا على تدريب طواقمها وإنشاء البنية التحتية لمرسى السفينتين، وتعويضها أيضا عن صنعها مروحيات من طراز "كا ـ 52" خصّيصا لـ "ميسترال"، وغيرها.
في المقابل، طالبت روسيا بفاتورة أكبر بكثير، يمكن أن تناهز الـ1.5 إلى 2 مليار يورو، بحسب الإعلام الفرنسي.
4- 5463 مغتربا فرنسيا بروسيا في 2016
الجالية الفرنسية في روسيا تأثرت، بدورها، بالفتور المخيم على العلاقات بين الجانبين.
ووفق الخارجية الفرنسية، بلغ عدد الفرنسيين بروسيا في 2016، نحو 5463 ألفا، أي بانخفاض قدره 5% مقارنة بـ2015.
تراجع يستبطن مفارقة في وقت يشهد فيه عدد الفرنسيين حول العالم ارتفاعا بـ4%.
قبل ذلك، وتحديدا في 2013، كانت روسيا تعد نحو 6093 فرنسيا، غير أن الأزمة الأوكرانية غلفت العلاقات بين باريس وموسكو بطبقة سميكة من الجليد.
في المقابل، يصعب تحديد عدد الروس في فرنسا، بسبب غياب الإحصائيات وعدم تسجيل عدد كبير منهم في القنصلية، ما يجعل الأرقام المتداولة في هذا الصدد مجرد تقديرات غير دقيقة، تتراوح بين 200 ألف و300 ألف روسي، وفق صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلا عن إلينا جاكونينا، مؤسسة صحيفة "لوبسيرفاتور" الروسية في تصريح لها يعود لعام 2014.
5- كاتدرائية أرثوذوكسية بمساحة 4200 متر مربع
كاتدرائية أرثوذوكسية روسية افتُتحت في 2016، وتطل على نهر السين، وهي مشيدة من الحجر الأبيض الضخم والزجاج وتعلوها قباب مذهبة ضخمة، ما يجعلها مرئية من برج إيفل.
وكلف هذا المزار الروسي الأبرز والأكبر في العاصمة الفرنسية، موسكو، نحو 170 مليون يورو، إضافة إلى مساحة تقدر بـ4 آلاف و200 متر مربع اشترتها الحكومة الروسية لتشييد الكاتدرائية.
(الأناضول)