عبر فنانون عرب ولبنانيون عن وقع كارثة انفجار بيروت، منهم من أطلق غضبه فجاءت أعمالهم بحمولة سياسية تجاه الطبقة الحاكمة، ومنهم من رسم لوحته بألوان الأمل، الذي سينهض بعاصمة عربية تعرضت لدمار قل نظيره، وجميعهم رثى القتلى وآزر الجرحى والمشردين.
الرسام السوري عمر الجبين قدم بضع لوحات نشرها في حسابه على فيسبوك. وفي واحدة منها علق بغضب "ثأراً لبيروت، لأهلها الذين قتلوا بدماء باردة، ثأراً من قاتليهم وسارقيهم ثأراً للعدالة".
وفي لوحة أخرى أرفق تعليقاً "سلامتك يا بيروت"، وفي ثالثة اكتفى برسم اسم بيروت على خلفية سوداء ومعها مقطع من قصيدة الشاعر محمود درويش " تفاحة للبحر نرجسة الرخام، فراشة حجرية بيروت، شكل الروح في المرآة، وصف المرأة الأولى ورائحة الغمام، بيروت من تعب ومن ذهب، وأندلس وشام".
ومن العراق، حيث تتكلم خطوط الأحمر والأصفر والرمادي على لوحات الرسام حسين النجار عن حجم الدمار وجسامة الأضرار.
لا يملك الفنان العراقي وسيلة أخرى، غير الريشة والألوان، يعبر بها عن تضامنه مع الشعب اللبناني بعد الكارثة التي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 158 شخصاً وإصابة أكثر من 6000 بجروح.
ويورد تقرير لرويترز أن لوحات النجار، الأستاذ في معهد الفنون الجميلة بالبصرة، التجريدية والتعبيرية الثماني، تتضمن بعض المشاهد مثل عروس كانت تلتقط صورها في يوم العمر وسرق الانفجار فرحتها وحياتها، وممرضة كانت تنقذ الأطفال أثناء الانفجار، علاوة على الدمار واسع النطاق في بيوت اللبنانيين.
وقال النجار في مرسمه "أثار الانفجار مشاعري الإنسانية. أسفر عن مقتل أشخاص وأطفال. ما الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الناس؟ دمر الانفجار مدينة بشكل كامل.. وهو ما دفعني للرسم".
وأضاف "في الواقع، هذه صور واقعية، وتمكنت من تحويل بعضها إلى الفن التعبيري وبعضها الآخر إلى الفن التجريدي. من بين لوحاتي موضوع عروس بيروت التي أصيبت في الانفجار بينما كانت تلتقط الصور. لقد أثار هذا الموضوع مشاعري حقاً. لذا قمت برسم إحدى لوحاتي عنها".
وجاءت لفتة تضامنية من الفنان التشكيلي الجزائري عبد الحليم كبيش عبر لوحته "شظايا بيروت" قائلاً لـ"العربي الجديد" إنها رسالة إلى اللبنانيين أن "شظية من شظايا الانفجار وصلت إلى الجزائر، وإلى داخل ورشتي، وأصابتني أنا أيضاً، وهذا تأكيد على أن الوطن الذي يجمعنا والمدن الجميلة التي نحبها، مثل بيروت، ومهما كانت بعيدة إلا أن ألمها يبقى قريباً منا".
رسامون ومصممون لبنانيون عديدون تنادوا للتعبير عن المأساة، وأكثر من ذلك لإرسال رسالة ضد الفناء الذي بدا الانفجار الهائل يشير إليه، والدعوة لرعاية الجرحى والمشردين.
فهذه الرسامة اللبنانية فاطمة ضيا تقدم لوحة بخامة الإكريليك، تحلق فيها ملائكة بيضاء بين حطام المدينة.
وقالت في حسابها على إنستغرام إنها ستعرضها في مزاد والتبرع بقيمتها كاملة للأشخاص الذين فقدوا منازلهم وتأثروا بهذه المأساة، مضيفة أن الإعلان عن الفائز وتوزيع الأموال سيكون في بث مباشر على صفحتها لضمان الشفافية.
كذلك الأمر مع لوحة لعلي بسام "ستظلين لؤلؤة لامعة وسط كل الرماد"، تظهر فيها شجرة الأرز قائمة بين الدمار، وجملة من اللوحات للفنان تياري شهاب نشرها في حسابه على إنستغرام، وثق فيها هول ما جرى للبشر والحجر.