فوقيَ نوارس عاجِيّة، قراصِنة سواحل، عائلاتٌ تتجمّع وتحلّق أوّل كلّ فجر، تدورُ طوال النّهار، تصرخُ، تأكلُ وتتعارك، تعود أوّل الليل، تنام.
يا لسعادتها، أقول، لا خيبة ولا ألم ولا كثافة، لا قلق ولا ذكريات ولا أحلام.
أو ربّما لا!
أفكّرُ، ربّما لا، هي كلّ الغموض والكثافة، بكلّ ما أعرفه وما لا أعرفه عنها، هي ربّما حتّى تقول عنّي:
لا يطير، يمشي، أمامه لا شيء، ومثلهُ، يستمرّ خلفه اللاشيء، هكذا، لا غموض ولا كثافة.
■
ومثليَ، إذ أمشي، يستمرّ خلفيَ اللاشيء.
■
هو البؤس ذاته، قد يبدو سعادةً، هي الوحدة ذاتها، قد تبدو انتصارًا، هو العيش، الوجود، المَعبر المُستمرّ للموت المُستمرّ.
هو الجَوف.
■
كان الظّلام، مُستمرًّا، قاطَعَهُ ضوءٌ، مؤقّت.
■
عادت النّوارس، هي سعيدة، تبدو سعيدة، ربّما هي وجدت اليوم طعامًا، أو ربّما هي الآن تصنعُ نكتةً عنّي، أنّي لا أطير، أمشي.
*شاعر سوري مقيم في إسطنبول