تتار تركيا قلقون من عودة سيناريو التهجير

16 مارس 2014
نسوة من القومية التتارية في القرم (ديميتار ديلكوف- Getty)
+ الخط -


تسيطر مخاوف عديدة على أفراد الجالية التتارية في تركيا، وذلك خشية نشوب حرب في أوكرانيا وترحيل ذويهم من القرم.

ولا يزال التتار الذين قدموا إلى تركيا من أجل العمل يتذكرون عمليات التهجير من شبه جزيرة القرم، التي تعرّض لها آباؤهم وأجدادهم عام 1944 إبان الحرب العالمية الثانية. وهم يتابعون الأوضاع الحالية في موطنهم الأصلي عبر شاشات التلفاز، ويتصلون بأقاربهم هناك للاطمئنان إلى حالتهم.

ولا يأبه التتار في تركيا كثيراً بالدولة التي ستلحق بها شبه جزيرة القرم، بقدر اهتمامهم بضرورة عدم اندلاع حرب في المنطقة تؤدي إلى تهجير ذويهم وتشريدهم من بلدهم إلى مصير مجهول.

خديجة جانيفا، المواطنة التتارية المقيمة في إسطنبول منذ ثلاث سنوات، تقول لـ"العربي الجديد": "إنها وجميع أقاربها لا يرغبون في نشوب حرب في شبه جزيرة القرم". وتضيف: "لا نريد أن نرى حرباً ودماءً من جديد، يكفي ما عانيناه في الماضي".

أما مواطنتها ليلى ديليفا، التي تعيش في تركيا منذ عشرة أعوام، فتؤكد أنها تركت زوجها وأبناءها الثلاثة في القرم وقدمت إلى إسطنبول من أجل العمل. وشددت على رغبتها في العودة إلى وطنها إذا وجدت عملاً مناسباً هناك.

وتشرح حالة القلق التي تعيش فيها، موضحةً أنها تشعر بضيق في نفسها منذ اندلاع الأزمة. وتضيف "لا أعلم إذا كان ضم القرم إلى روسيا سيجلب خيراً إلى أهلينا أم لا، لكن على أي حال ما أرغب به هو عدم اندلاع حرب تشتتنا وتمزق وحدتنا".

يأتي ذلك فيما جدد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، التأكيد على أن أولوية تركيا في شبه جزيرة القرم حماية أمن المواطنين التتار. وشدد على ضرورة ألا تتسبب نتيجة الاستفتاء، الذي جرى الأحد، في زعزعة وحدة أراضي أوكرانيا.

ودعا داوود أوغلو، في لقاء تلفزيوني أذاعته قناة "إن تي في" الإخبارية التركية، تتار القرم إلى عدم الوقوع في فخاخ الاستفزاز. وأكد أن بلاده ستحدد موقفها إزاء الوضع في شبه جزيرة القرم بناءً على أمن التتار المقيمين هناك.

ولفت داوود أوغلو إلى أنه تباحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في روما مؤخراً حول مبدأين أساسيين بخصوص الأزمة الأوكرانية، أولهما وحدة أراضي أوكرانيا، وثانيهما إقامة حكومة في كييف تشمل جميع ألوان الطيف السياسي في أجواء من الوحدة السياسية والسيادة الداخلية.

وأضاف داوود أوغلو: "لا نرغب في عزل روسيا، لكن ينبغي لموسكو احترام وحدة أوكرانيا بصفتها دولة جارة".