نظم "الحراك الفني الاحتجاجي" مسيرة في حيفا، مساء السبت، احتجاجاً على الأوضاع في القطاع الفني والثقافي وإغلاق المسارح وتوقيف جميع العروض الفنية بسبب وباء كورونا، منذ خمسة أشهر، ما أدى إلى شلل عمل الفنانين منذ بداية الوباء في مارس/ آذار الماضي، مطالبين بإعادة المكانة الحقيقية للفن، كما رفع المتظاهرون شعارات، "من حيفا كل الحب لبيروت" و"ميزانيات للفن مش للمستوطنات".
وانطلقت المسيرة من دوار اليونسكو في الشارع الرئيسي بحي الألمانية، ومن ثم إلى ساحة الأسير، وردد المشاركون أغنية "الحالة تعبانة يا ليلى"، تعبيراً عن الوضع الاقتصادي الصعب للعاملين بهذا المجال.
واختتمت المسيرة في منصة احتجاجية فنية بساحة الأسير، بعدما بدأ المشاركون كلمتهم بالوقوف دقيقةً حداداً على أرواح قتلى انفجار مرفأ بيروت، ومعربين عن تضامنهم مع لبنان، مستمعين إلى أنغام أغنية "لبيروت" لفيروز كرسالة حب من فلسطينيي الداخل، من حيفا إلى بيروت.
وجاء في بيان الحراك الفني "على إثر ما يحدث في قطاع الفن والثقافة وكل من يعمل بها، وعلى إثر مرور خمسة أشهر دون عودة للمسارح والعروض والعمل، وعدم وضوح خطة اتجاه الفن والفنانين في جميع مجالاتهم".
وتابع البيان، "نود أن نلفت نظر الجمهور أننا شريحة مهمة بالمجتمع لنا حقوق وعندنا حياة ومعطيات مهنية غابت أو غُيِبَت عن الناس، محاولات تهميشنا كثيرة، إن إهمال قطاع الفن والثقافة وإقصاءه في فترة الوباء فاق كل حد! هذه فرصة تاريخية لنا أن نتوحد رغم تعدديتنا ورغم اختلافاتنا، تجمعنا أمور كثيرة ولنا خصوصيتنا القومية وهويتنا الثقافية".
واختتمت المسيرة بمنصة احتجاجية فنيّة، مؤكدة أنّ الفن يبني الحضارات وعلى مسارح الفن تولد الحريات وأنّ الفن الذي تأثر بشكل كبير في ظل أزمة الكورونا ليس من الكماليات.
وقالت الفنانة أمل مرقس "مع حادثة الحريق في بيروت دمرت معنوياتنا، ولكن قررنا أن نستمر في هذا الحراك لأن هذا صوت المستضعفين الذين تهبطت بيوتهم وشردوا، الناس على امتداد العصور هي ضحية وحوش لا تفكر في مصالح الإنسان إنما تهمل وتترك تماماً مثل الفساد الذي نعيشه هنا".
وقال الفنان اياد شيتي، من مسرح المجد، "كيف لحيفا أن لا تشعر بأختها بيروت، مع مصابها الجلل"، وانتقد شيتي الوضع الفني "كيف يسمح اللقاء في المطاعم ودور العبادة والشواطئ، وتغلق القاعات الفنية، نطالب بفتحها".
من جهتها، قالت الفنانة المسرحية سلوى نقارة "أنا لا أعمل منذ خمسة أشهر، نحن أول مجال تم إغلاقه ويبدو أنه آخر مجال سيعود للعمل، يوجد هنا تباطؤ غريب عجيب في إسرائيل، ولا ينوون فتح أي عمل ثقافي، بل يستغلون أزمة الكورونا لتصفية حساباتهم مع الغير مرضي عنهم".