المشاركة العربية في قمة الويب لشبونة 2024

20 نوفمبر 2024
ليلة افتتاح قمة الويب في لشبونة، 11 نوفمبر 2024 (ريتا فرانكا/Getty)
+ الخط -

أسوة بدول العالم شاركت وفود من العالم العربي في قمة الويب بالعاصمة البرتغالية لشبونة بين 11 و14 نوفمبر/تشرين الثاني، وهي جزء من أكثر من 70 ألفاً من رواد التكنولوجيا والمستثمرين وقادة الأعمال من أنحاء العالم. وحضرت الوفود بمشاركة جهات حكومية وشركات، واجتمعوا في ملتقى جديد دُشّن لاحتضان الفاعلين التكنولوجيين العرب.

قطر تشارك في قمة الويب وتستضيفها

وشاركت قطر في فعاليات قمة الويب الحالية في لشبونة، مع وفد يتضمّن جهات ومؤسسات محلية ومتحدثين قطريين من شتى قطاعات الدولة، على أمل استقطاب الاستثمارات وتعزيز قطاع الأعمال فيها، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الموضوع الطاغي على قمة هذا العام، بالإضافة إلى البحث والتطوير. وقد أعلنت قطر عن "برنامج ابدأ من قطر" لدعم الشركات الناشئة، والذي يوفّر تمويلات وبرامج لتطوير الابتكارات في قطاعات مثل الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا الصحية.

وحققت قمة الويب قطر 2024 التي استمرت أربعة أيام نجاحاً غير مسبوق، إذ سجّلت أكبر مشاركة من نوعها للشركات الناشئة في نسخة افتتاحية في تاريخ الحدث العالمي، كما حضرها أكثر من 15 ألف مشارك من 118 دولة، وشهدت توقيع 24 مذكرة تفاهم بين الجهات المحلية والدولية. والآن تستعد الدولة لاستضافة نسخة ثانية في فبراير/شباط المقبل.

المغرب الرقمي 2030

كانت قمة الويب فرصة للمغرب للتعريف بـ"استراتيجية المغرب الرقمي 2030"، التي أطلقتها المملكة في سبتمبر/أيلول الماضي. وذلك خلال مشاركة الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي، أمل الفلاح السغروشني، في جلسة نقاش تناولت موضوع "استكشاف إمكانات العالم العربي كسوق تكنولوجية متنامية"، نُظمت في إطار فعالية الملتقى العربي للتكنولوجيا. واستراتيجية "المغرب الرقمي 2030" خطة تهدف إلى رقمنة الخدمات العامة في المغرب وتنمية اقتصاده الرقمي ودعم الشركات الناشئة وتعزيز خدماته. وتشمل الاستراتيجية تحسين مؤشرات الخدمات وتطوير التصدير الرقمي والإنترنت، وتعزيز السيادة الرقمية واللحاق بركب الذكاء الاصطناعي.

98 شركة مصرية

للمرة الخامسة تشارك مصر في قمة الويب لتسليط الضوء على الابتكارات المصرية وإقامة روابط مع القادة العالميين. وذكرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية أن الملتقى يعرف مشاركة 98 شركة مصرية، بما فيها 24 شركة تشارك عارضة لأحدث الابتكارات المصرية، وثلاث شركات حصلت على فرصة حصرية للعرض في المستوى الأعلى للمؤتمر، بالإضافة إلى عشر شركات للمشاركة كزائرة.

تجربة "سهل" الكويتية

استعرضت الكويت في قمة الويب تجاربها الناجحة في قطاع التكنولوجيا وتقنية المعلومات، وذلك خلال مشاركتها في الملتقى العربي للتكنولوجيا. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن سفير الكويت في البرتغال، حمد الهزيم، أن السفارة حرصت على مشاركة القطاع الخاص الكويتي المتخصص في مجال التكنولوجيا الرقمية والموجود في قمة الويب بالملتقى العربي.

كما حرصت الكويت خلال الملتقى على نقل تجربتها في مجال الرقمنة والتكنولوجيا، خصوصاً "سهل"، التطبيق الحكومي الموحد للخدمات الإلكترونية لمختلف الجهات الحكومية في الكويت. ومن خلال هذا التطبيق يستطيع المواطن والمقيم إنجاز خدماته ومعاملاته بسهولة وسرعة وفعالية في تجربة جديدة لإنجاز المعاملات الحكومية. وخلال جلسة "استكشاف إمكانات العالم العربي"، سلّط الهزيم الضوء على نجاح القطاع الخاص في الكويت في الأخذ بزمام المبادرة، وتطرّق إلى دعم المؤسسات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الكويت والخليج العربي والتجارب الناجحة في القطاع.

الملتقى العربي للتكنولوجيا

شهدت قمة الويب النسخة الأولى من الفعالية السنوية الجديدة، الملتقى العربي للتكنولوجيا، الذي يأتي بمبادرة من مجلس السفراء العرب في البرتغال. ويهدف الملتقى إلى استكشاف إمكانات سوق التكنولوجيا والابتكار والمواهب في العالم والعالم العربي. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الهزيم أن الملتقى يستهدف الشركات التكنولوجية العربية والأجنبية المشاركة في قمة الويب للحضور تحت سقف واحد، وتبادل الخبرات والتجارب، والربط بين رواد التكنولوجيا العرب والمجتمع التكنولوجي البرتغالي والدولي، بالإضافة إلى توفير منصة للتعاون بين القادة العالميين والمبتكرين والمستثمرين، وبحث إمكانية تشكيل شراكات مستقبلية.

الدول العربية والضرورة التكنولوجية

اعتبر سفير المغرب في البرتغال، عثمان باحنيني، أن الرقمنة تحتل اليوم مكانة مركزية في السياسات العامة للدول العربية، إذ أدركت الحكومات العربية إمكانات التحول الرقمي ليس لتحديث اقتصاداتها فحسب، بل أيضاً لتلبية تطلعات مواطنيها، خصوصاً الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة من سكانها. ونقلت عنه الوكالة المغربية للأنباء أن القطاع الرقمي أضحى أكثر من مجرد أداة، بل هو عنصر استراتيجي للتنمية المستدامة، ومحرك للابتكار، وركيزة أساسية لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية.

ويتجلى هذا الانتقال، وفق الدبلوماسي المغربي، في استثمارات ضخمة في البنية التحتية التكنولوجية، وتحديث الخدمات العامة، وتعزيز المهارات الرقمية بين الشباب. كما تبرز مبادرات مثل منصات الحكومة الإلكترونية، وبرامج رقمنة التعليم، وإنشاء مجمعات تكنولوجية دليلاً على هذا الالتزام بالتكيف مع متطلبات العالم الحديث. من جانبه يؤكد الهزيم أن "الاستثمارات في القطاع التكنولوجي في المرحلة المقبلة ستكون حساسة جداً"، مشدّداً على ضرورة الاهتمام بشكل خاص بالذكاء الاصطناعي الذي يتطور بسرعة فائقة تتجاوز المقاييس السابقة.

 

المساهمون