03 نوفمبر 2018
تحت السماء هناك ذوو احتياجات خاصة
العملة التي غدت توحّد العالم هي: اقتصاد السوق، الوفرة، التكنولوجيا، تحصيل الثروة، والاستهلاك والانشغال بفردانية الذات، لدرجة غدت فيها مسألة أن تكون إنسانا يحس محيطه الإنساني برحمة وإحسان مضيعة للوقت، إذا لم يكن من ورائها ربح مادي.
في الأمس القريب كنت في زيارة لأحد المراكز التي تعنى برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، برفقة أحد الرياضيين، وذلك بغية القيام بورشة ترفيهية تربوية لنزلاء المركز، خصوصا في ظل قلة مثل هاته المبادرات التي تُعنى بهذه الفئة الموضوعة على هامش المجتمع؛ وكأنها لا تنتمي إلى صنف الإنسان بحكم طبيعة العزلة المفروضة عليها سيكولوجيا، وكأن هذه الفئة اختارت من تلقاء نفسها أن تكون في حالة إعاقة (بدنيا أو حسيا أو جسديا).
لنعد أدراجنا لنزلاء المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونترصد طبيعة تفاعلهم النفسي والسلوكي أثناء الورشة، إذ لوحظت من قبلهم استجابة منقطعة النظير، بحيث علت البسمة محياهم، وحاولوا بما يملكونه من قدرة أن يتفاعلوا بحركاتهم العفوية ..إلخ.
الجميل في الأمر أن هذه الورشة قد تركت صدى لديهم، وأصداء لدينا؛ أصداء جعلتنا نتعرف إلى قيمة أن تكون إنسانا مُعافى، وجعلتنا نعي جدوى أن نتضامن مع الإنسان الضعيف فينا.
فالإعاقة بمعناها المادي هي تجسيد حي لضعف الإنسان وهوانه أمام قدرة الخالق. كما أنها دعوة صريحة لإعادة التفكير في سلوكياتنا السلبية تجاه إعاقة هذه الفئة بمختلف تصنيفاتها، دعوة إلى إعطائها دعما معنويا، خصوصا في الدول العربية الإسلامية، أما المادي فلا داعي للحديث عنه بحكم أنه حتى الأصحاء في هذه البلدان لا ينعمون به، ودعوة لتجاوز تلك الحواجز المجتمعية غير المبررة إنسانيا، التي ترى الإنسان المعوَّق عالة ولا يستحق الحياة، وبما أننا نكتب بالعربية، فالخطاب موجه لأهل هذه اللغة وندعوهم بالنيابة عن هؤلاء الناس إلى ضرورة مراجعة تصوراتهم وتمثلاتهم عن الإنسان المعوَّق، ودعوة لمحاربة أكبر إعاقة قد تصيب الإنسان في إنسانيته، وهي إعاقة الجهل التي تحول دون الاعتراف بأحقية هذا الإنسان المُعوَّق في حياة طبيعية بعيدا عن حروب الوكالة التي خاضتها وتخوضها بعض الثقافات التي أسست أعمدتها على فلسفة القوة "الإنسان السوبرمان"، وضحت جهلا بإنسان كان بإمكانه أن يكون فاعلا في مجتمعه الإنساني، شأن الشاعر الملحمي هوميروس مؤلف الملحمتين الإلياذة والأوديسة، أو ديموستين اليوناني أشهر خطباء العصر اليوناني، أو الإمام الترمذي من كبار علماء الحديث، أو الشاعر بشار بن برد، أو الرحالة ماجلان، أو الموسيقي بيتهوفن أو الكاتبة هيلين كيلير ..إلخ.
فالإعاقة لا تشكل حاجزا أمام الإرادة الحرة، ولا تشكل عائقا أمام المجتمعات السائرة في طريق التقدم، بل تكسبها تنوعا واختلافا من منظورات مختلفة يعيشها الإنسان الذي يسكنها، كل من حيث طبيعة تجربته الحياتية.
تجربة هذا الإنسان المعوَّق إثراء للغة الإنسانية، إثراء بلغة الرحمة والإحسان إلينا نحن البشر في عالم أضحى يقودنا ونقوده إلى تقديس صنم المادة. وأخيراً، نشير إلى أن الكون ليس للأصحاء فحسب، بل للجميع ومن دون استثناءات.
في الأمس القريب كنت في زيارة لأحد المراكز التي تعنى برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، برفقة أحد الرياضيين، وذلك بغية القيام بورشة ترفيهية تربوية لنزلاء المركز، خصوصا في ظل قلة مثل هاته المبادرات التي تُعنى بهذه الفئة الموضوعة على هامش المجتمع؛ وكأنها لا تنتمي إلى صنف الإنسان بحكم طبيعة العزلة المفروضة عليها سيكولوجيا، وكأن هذه الفئة اختارت من تلقاء نفسها أن تكون في حالة إعاقة (بدنيا أو حسيا أو جسديا).
لنعد أدراجنا لنزلاء المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونترصد طبيعة تفاعلهم النفسي والسلوكي أثناء الورشة، إذ لوحظت من قبلهم استجابة منقطعة النظير، بحيث علت البسمة محياهم، وحاولوا بما يملكونه من قدرة أن يتفاعلوا بحركاتهم العفوية ..إلخ.
الجميل في الأمر أن هذه الورشة قد تركت صدى لديهم، وأصداء لدينا؛ أصداء جعلتنا نتعرف إلى قيمة أن تكون إنسانا مُعافى، وجعلتنا نعي جدوى أن نتضامن مع الإنسان الضعيف فينا.
فالإعاقة بمعناها المادي هي تجسيد حي لضعف الإنسان وهوانه أمام قدرة الخالق. كما أنها دعوة صريحة لإعادة التفكير في سلوكياتنا السلبية تجاه إعاقة هذه الفئة بمختلف تصنيفاتها، دعوة إلى إعطائها دعما معنويا، خصوصا في الدول العربية الإسلامية، أما المادي فلا داعي للحديث عنه بحكم أنه حتى الأصحاء في هذه البلدان لا ينعمون به، ودعوة لتجاوز تلك الحواجز المجتمعية غير المبررة إنسانيا، التي ترى الإنسان المعوَّق عالة ولا يستحق الحياة، وبما أننا نكتب بالعربية، فالخطاب موجه لأهل هذه اللغة وندعوهم بالنيابة عن هؤلاء الناس إلى ضرورة مراجعة تصوراتهم وتمثلاتهم عن الإنسان المعوَّق، ودعوة لمحاربة أكبر إعاقة قد تصيب الإنسان في إنسانيته، وهي إعاقة الجهل التي تحول دون الاعتراف بأحقية هذا الإنسان المُعوَّق في حياة طبيعية بعيدا عن حروب الوكالة التي خاضتها وتخوضها بعض الثقافات التي أسست أعمدتها على فلسفة القوة "الإنسان السوبرمان"، وضحت جهلا بإنسان كان بإمكانه أن يكون فاعلا في مجتمعه الإنساني، شأن الشاعر الملحمي هوميروس مؤلف الملحمتين الإلياذة والأوديسة، أو ديموستين اليوناني أشهر خطباء العصر اليوناني، أو الإمام الترمذي من كبار علماء الحديث، أو الشاعر بشار بن برد، أو الرحالة ماجلان، أو الموسيقي بيتهوفن أو الكاتبة هيلين كيلير ..إلخ.
فالإعاقة لا تشكل حاجزا أمام الإرادة الحرة، ولا تشكل عائقا أمام المجتمعات السائرة في طريق التقدم، بل تكسبها تنوعا واختلافا من منظورات مختلفة يعيشها الإنسان الذي يسكنها، كل من حيث طبيعة تجربته الحياتية.
تجربة هذا الإنسان المعوَّق إثراء للغة الإنسانية، إثراء بلغة الرحمة والإحسان إلينا نحن البشر في عالم أضحى يقودنا ونقوده إلى تقديس صنم المادة. وأخيراً، نشير إلى أن الكون ليس للأصحاء فحسب، بل للجميع ومن دون استثناءات.